بين تقرير مركز تونس لحرية الصحافة حول الانتهاكات الواقعة على الاعلام التونسي خلال شهر أوت الفارط أن تم تسجيل 10 اعتداءات على العاملين في المجال الإعلامي تضرّر منه 53 عاملا في القطاع. وقد مسّ الانتهاك21 إمرأة و32 رجلا يشتغلون في 11 قناة تلفزية (الوطنية الأولى، والحوار التونسي، وشبكة تونس الإخباريّة، و حنبعل، والمتوسط، ونسمة، وتونسنا، والجنوبية، والجزيرة، وسكاي نيوز عربي، والميادين) و07 إذاعات (شمس أف أم، وموزاييك أف أم، وجوهرة أف أم، و الإذاعة الوطنية، و إذاعة المنستير، و كاب أف أم، و أوازيس أف أم) و 04 صحف (الشروق، والصباح، والشعب، والمغرب) و03 مواقع إليكترونيّة (إيبدو، و نواة، و مراسلون) و3 وكالات أنباء (وكالة تونس إفريقيا للأنباء، و بناء نيوز، و وكالة أنباء الأناضول). وقد تصدّر الجيش قائمة المعتدين على الإعلاميين ب03 حالات اعتداء، يتلوهم الأمنيون ونواب المجلس الوطني التأسيسي بإعتدائين لكليهما، ثمّ أعضاء بهيئة الإنتخابات وموظفون عموميون ومواطنون بحالة إعتداء واحدة لكل منهم. أما بالنسبة لهيئة الانتخابات، فقد قام أحد أعضاء الهيئة الفرعيّة للإنتخابات بقفصة بمنع أحد المراسلين الصحفيين من تصوير تقديم أعضاء حركة نداء تونس لقائمتهم الإنتخابيّة وطالبه بالاستظهار ببطاقة اعتماده من الهيئة في حين تم السماح لمصور خاصيرافق وفد قائمة حركة نداء تونس بالتصوير دون مطالبته بأي وثيقة أو منعه من العمل. ومن طرف الامنيين فقد سُجّلت عودة لحالات الإعتقال غير المبرّر للإعلاميين حيث إصطحب أمنيون الصحفيّة ليليا الوسلاتي إلى مكتب الإعلام بوزارة الداخليّة بعد حجز وثائقها الرسميّة أثناء أدائها لعملها بشارع الحبيب بورقيبة ولم يتمّ إخلاء سبيلها إلا بعد ساعة بعد أن تمّ الضغط عليها لإظهار المادّة المصورة التي عملت عليها. كما عادت مع هذا الشهر حالات الإعتداء على الإعلاميين بمقر المجلس الوطني التأسيسي كان أبطالها هذه المرة كل من إبراهيم القصاص و سعد بوعيش و حسن البدري.وإن كانت هذه الممارسة مرفوضة مطلقة فإنّ ضعف الرهانات السياسيّة داخل المجلس أسابيع قبل إنهاء مهامه يجعل المعتدين أمام إحراجات أكبر خاصّة و أنّ موضوع الإنتهاك كان التعاطي الإعلامي مع موضوع منح النواب و أجورهم. وإن كان شهري جوان وجويليّة لم يعرفا إنتهاكات من الجيش في حقّ الإعلاميين، حسب ما بينه التقرير، فإنّ هذا الجهاز كان في طليعة قائمة المنتهكين هذا الشهر، وإن تعوّد المراقبون حصول إنتهاكات مماثلة في إطار تدخل الجيش في مكافحة الإٍهاب فإنّ إنتهاكين إثنين من مجمل ثلاثة حصلت هذا الشهر في القاعدة البحريّة بحلق الوادي وفي إطار مواكبة حصول تونس على آخر دفعة من خافرات السواحل من الولاياتالمتحدة الأمريكيّة، ممّا من شأنه أن يبعث عن التساؤل عن مكانة حريّة الإعلام في العقيدة العسكريّة التونسيّة. وفي خاتمة التقرير، دعا مركز تونس لحرية الصحافة الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات إلى مراجعة طريقة تعاطيها مع الإعلاميين والقطع مع أيّ إجراءات تضييقية أو تمييزيّة، مشددا على ضرورة تحمّل رئاسة المجلس الوطني التأسيسي لمسؤوليتها في حماية الإعلاميين أثناء تغطية أشغال المجلس، مع المطالبة بفتح تحقيق جدي وشفاف في الإعتداءات على الإعلاميين بالقاعدة البحريّة بحلق الوادي.