أصدرت حركة النهضة اليوم الخميس بيانا إلى الرأي العام أوضحت فيه موقفها من الاستحقاق الانتخابي الرئاسي. وقالت الحركة إنّها اختارت أن تمتنع عن تقديم مرشح من أبنائها في هذه الانتخابات تجنبا لتعميق الاستقطاب وتقسيم البلاد، كما اختارت تفويض أعضائها وأنصارها اختيار من يرونه الأصلح للقيام بمهام رئيس الجمهورية، تحكيما لضمائرهم وإعلاء للمصلحة العليا، بما يخدم أهداف الثورة. وقد لاحظت أن الحملة الانتخابية الرئاسية كما سابقتها التشريعية تجري عموما في أجواء عادية.. إلا أننا سجلت بكل أسف أن ارتفاع منسوب الحماس والمنافسة قد أنتج في بعض الأحيان خطابا متشنجا وتجاوزات لفظية من هذا الطرف أو ذاك، وتخويفا للمواطنين يهدد بالتأثير في الناخبين سلبا وحملهم على التصويت بالعاطفة والانفعال، مما قد يمس بوحدة المجتمع مستقبلا ويهدد الأمن والاستقرار وفق نصّ البيان. وثمنت النهضة باعتزاز مستوى الوعي السياسي المتقدم الذي بلغه الشعب التونسي داعية النخب السياسية إلى الترفع عن المصالح الشخصية والفئوية وتغليب المصلحة العليا للبلاد. وتجنب كل سلوك أو خطاب من شانه أن يعمق الانقسامات الإيديولوجية أو الجهوية أو يدعو إلى العنف أو إعادة إنتاج الذكريات الأليمة التي مرت بها قطاعات واسعة من شعبنا تحت قبضة الديكتاتورية والفساد الذين طردهما التونسيون إلى غير رجعة. هذا وتؤكد النهضة أن الموقف الذي اتخذه مجلس شوراها قرار مبدئي وليس مناورة سياسية وان القرار لا يمكن تأويله بأي وجه من الوجوه بأنه اصطفاف ضد مرشح بعينه أو مع مرشح بعينه وان الاختيار متروك لقواعد النهضة وأنصارها وعموم الشعب في كنف المسؤولية وتقدير المصلحة الوطنية واختيار المرشح الذي يضمن حماية مكتسبات الثورة واستقرار البلاد، وفي هذا الإطار تجدد الدعوة لأبنائها وأنصارها بتحكيم العقل في اختيارهم ومراعاة المصلحة الوطنية بما يؤكد جدارة حركة النهضة بالثقة والمكانة السياسية التي منحها إياها الشعب التونسي وبرهنت عليها نتائج الانتخابات التشريعية. كما جدّدت حركة النهضة دعوتها إلى الوفاق الوطني واستعدادها للتفاعل الايجابي والحوار حول كل مقترح يدعم ويرسخ نهج التوافق في إدارة المرحلة القادمة.