قالت مصادر مُقربة من حركة نداء تونس إن اختيار وزير الداخلية الأسبق الحبيب الصيد لتشكيل الحكومة الجديدة، تم في الربع ساعة الأخير من المفاوضات، بعد أن كان الاتجاه العام يُرجح كفة رجل الاقتصاد المصرفي الحبيب كراولي الذي دخل سباق الوصول إلى القصبة في لحظاته الأخيرة. وأكدت نفس المصادر، لصحيفة العرب اللندنية، الصادرة اليوم الثلاثاء 06 جانفي 2015 ، أن هذا الاختيار أملته جملة من العوامل الحزبية داخل حركة نداء تونس، وأخرى ارتبطت بالتوازنات السياسية ذات الصلة بخريطة المشهد على مستوى مجلس نواب الشعب الذي تحتل فيه حركة النهضة الإسلامية 69 مقعدا مما يمنحها الثلث المُعطل. وبحسب مصادر متطابقة، فإن الصيد طرح اسمه لتولي هذه المهمة منذ الأسبوع الماضي، إلى جانب اسم الطيب البكوش الأمين العام لحركة نداء تونس، وكذلك أيضا وزير الدفاع الأسبق عبدالكريم الزبيدي. وقد أثار تداول هذه الأسماء جدلا كبيرا داخل حزب نداء تونس، حيث تباينت الآراء وسط خلافات جدية دفعت قيادة الحركة إلى البحث عن شخصية أخرى لتولي هذه المهمة، خاصة بعد اعتذار الوزير الأسبق عبد الكريم الزبيدي، ليبرز اسم المصرفي الحبيب كراولي. غير أن ترشيح كراولي لم يصمد كثيرا أمام إكراهات التوازنات الحزبية داخل نداء تونس، والتوازنات السياسية المرتبطة بالتحالفات المرتقبة، حيث برزت بعض التحفظات عليه، لتعود قيادة حركة نداء تونس إلى المُرشح الذي يحظى بتوافق كبير، أي الحبيب الصيد. ولفت مراقبون إلى أن هذه التحفظات صدرت بالأساس عن حركة النهضة الإسلامية التي أعربت عن عدم ارتياحها لاختيار الحبيب كراولي، حيث ألمحت إلى رغبتها في تكليف الحبيب الصيد برئاسة الحكومة الجديدة، وهو ما يُفسر مسارعة زياد العذاري الناطق الرسمي باسمها إلى الترحيب بقرار تكليف الصيد بتشكيل الحكومة التونسية الجديدة.