اعتبارا لارتفاع منسوب مياهه، بدأت صباح اليوم الجمعة 30 جانفي 2015 (منذ لحظات)، مياه وادي مجردة في التسرب إلى عدد هام من الاراضي الزراعية على مستوى منطقة "الملقى" المتواجدة بين مدينتي بوسالم وجندوبة على مستوى الطريق الوطنية رقم 6، كما تسرّبت على مستوى منطقة سيدي علي الجبيلي ببوسالم وذلك بكميات أقل من السنوات الفارطة التي شهدت حدوث فياضانات على مستوى مدينة بوسالم طال المنازل والانهج والمزارع. وفي لقاء جمع مراسل حقائق اون لاين بالجهة، بالمدير الجهوي للحماية المدنيبة ومقرّر اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث بجندوبة منير الريابي، أفاد هذا الاخير أن الامكانيات الجهوية غير قادرة على مجابهة مختلف الكوارث الطبيعية التي تعرفها الجهة شتاء وصيفا ولكن رغم هذا النقص فانه يتمّ تجنيد كل الهياكل الجهوية للاستعدادات لكل الطوارئ. وتابع: "ونظرا لتفاقم الاوضاع حاليا واستعدادا لامكانيات حصول فياضانات بعد ارتفاع منسوب المياه على مستوى وادي مجردة وورود مياه من القطر الجزائري فان اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث طلبت تعزيز امكانياتها من الجهات المجاورة وخاصة من الكاف وسليانة وباجة"، مبينا أنه استعدادا لموسم الامطار والشتاء تمّ في فترات متلاحقة جهر مياه هذا الوادي بما من شأنه أن يخفف منسوب المياه. وأكّد الريابي من جهة أخرى أنه حسب دراسات فنية أنجزتها مصالح الحماية المدنية فإن منسوب مياه وادي مجردة تقلّصت من 3000 متر مكعب في الثانية خلال سنة 1970 الى 600 متر مكعّب في الثانية حاليا بسبب اعتماد خطة وطنية تقوم أساسا على عملية جهر المياه، كما تنتظم حاليا وبصفة يومية جلسات للجنة الجهوية لمجابهة الكوارث لتقييم الوضع والوقوف على نواقص العمل والتدخّل لاتخاذ التدابير اللازمة للتدارك وتحسين استراتيجية العمل وتطويرها لكن دون الوصول الى المأمول لان التدخّل مع السلطات الجزائرية لمتابعة وضع ارتفاع مياه الاودية وتسريحها من هناك يتمّ على مستوى مركزي بالتنسيق بين وزارتي خارجية البلدين. ورغم ذلك، أكّد محدّثنا أن هناك اجتهادات جهوية في التنسيق في الغرض مع القنصل العام للجزائر بالكاف بحثا عن المعلومة وحرصا على مراقبة كميات الامطار الواردة من القطر الجزائري عبر بعض الاودية على مستوى معتمدية غار الدماء، مشيرا الى أن التدخّل في حالات الطوارئ الناتجة عن الكوارث الطبيعية مسؤولية مشتركة بين المواطن والادارة وهياكل المجتمع المدني، مثنيا في هذا الاطار على دور جمعية المتطوعين في خدمة الحماية المدنية التي ساهمت في التدخّل خلال فترة الثلوج وتضع حاليا 20 متطوّعا لمساعدة هياكل الحماية المدنية في التدخّل والذي يتطلّب مزيد اضفاء اللامركزية الجهوية لاتخاذ القرارات الفورية في حالات الكوارث دون الاقتصار على رفع التقارير الى السلط والهياكل المركزية. يذكر أن مدينة بوسالم عاشت في ساعات متأخرة ليلة البارحة، حالة تأهّب قصوى في انتظار تدفق مياه الأودية من القطر الجزائري إذ تجندت السلط الجهوية والمحلية الممثّلة للجنة الجهوية لمجابهة الكوارث في مقر معتمدية المكان في انتظار وصول المياه الى المنطقة كما أن عددا كبيرا من متساكني المدينة خرجوا للشوارع وعلى ضفاف وادي مجردة لمتابعة تدفق المياه والاعلان المباشر عن أوّل تسرّب لهذه المياه بالمدينة. ويبدو أن حالة قلق انتابت هؤلاء المواطنين الذين استعدوا للغرض بافراغ المنازل التي قد تتعرّض لكوارث بنقل أدباشهم وممتلكاتهم ومتاعهم الى أماكن أخرى أكثر حماية، وقد تأهّبت اللجنة المعنية لايواء السكّان في حالة وجود مخاطر بعدد من الفضاءات العمومية كدور الثقافة ودور الشباب التي يتمّ تسخيرها في العادة من قبل والي الجهة بصفته رئيس اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث في مثل هذه الحالات كما جرى به العمل لسنوات سابقة.