أخبار تونس – يعد وادي مجردة أهم الاودية بالبلاد التونسية، اذ يمتد على حوالي 350 كم، ويمر بعدة مدن قبل ان يلقي بمياهه في البحر الأبيض المتوسط. ووادي مجردة غير منتظم الصبيب، حيث يتراوح بين المتر المكعب و 1000 م3 في الثانية والسبب في ذلك هو قلة انتظام روافده والأودية التي تغذيه كوادي ملاق على سبيل المثال. ويمثل المنسوب المرتفع لمياه مجردة خطرا نسبيا على كامل الحوض الذي يسلكه المجرى، لاسيما أن أراضي حوض مجردة الأكثر خصوبة بالبلاد التونسية وذلك بفضل روافد النهر والتي تشكل 8,5% من الموارد المائية بالبلاد. وسعيا الى حماية هذه المناطق من مخاطر الفيضاتات، تنطلق قريبا أشغال مخطط مديري للتحكم في مستوى مياه حوض مجردة. ويستند المخطط الى دراسة اعدتها وزارة الفلاحة والموارد المائية بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولى “جيكا” للتصرف المندمج فى مياه الوادي. ويتوافق تنفيذ المخطط المديرى مع الفترة بين 2008 و2030 اى بين المخطط الحادى عشر والمخطط الخامس عشر للتنمية بكلفة 580 مليون دينار. وتندرج الاشغال في إطار إنجاز المشروع الرئاسي لحماية المدن من فياضانات وادي مجردة والتوقي من مخاطره، والتي ستبدأ بأشغال جهر مجرى الوادي على مستوى ولاية منوبة.. وتأتي هذه الأشغال الهامة التي تحرص المصالح الجهوية المختصة على انجازها قبل موسم أمطار الخريف تسهيلا لنسق سيلان المياه وتوقيا من ارتفاع منسوب الأودية ودرءا لأي خطر محتمل قد يمس سلامة المواطنين.. وقد رصدت وزارة الفلاحة والموارد المائية اعتمادات لفائدة المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بمنوبة بقيمة 250 ألف دينار للقيام بالأشغال في اقرب الآجال والمتمثلة في جهر الوادي وتقليع الأشجار بمجراه وروافده وذلك على مسافة ثلاث كيلومترات على مستوى مدينة الجديدة. وستشمل التدخلات المقترحة تحسين قنال وادى مجردة وبناء حوض وقنوات فرعية ببوسالم ومجاز الباب وتقوية وظيفة الأحواض التعديلية، كما تتضمن المشاريع دعم النظام الحالي للاستشراف والتنبيه من الفيضانات.