خلّفت الكلمة التي ألقتها أرملة الشهيد شكري بلعيد، بسمة الخلفاوي، في اختتام فعاليات إحياء ذكرى اغتيال زوجها أمس الأحد، العديد من التساؤلات والتأويلات حول وجود انقسامات وتصدّع داخل الجبهة الشعبية بدأ يطفو على السطح. وعلى الرغم من انه لا يخفى على أحد وجود اختلافات في الرأي صلبها ، وهو أمر طبيعي نظراً إلى طبيعة تركيبتها، فإن الجبهة الشعبية تمكنت من الحفاظ على وحدتها وتماسكها والخروج بموقف موحد من مختلف المواضيع والمسائل التي واجهتها خلال السنوات الماضية. و اعتبر بعض المتابعين للشأن العام ان ما صرّحت به بسمة الخلفاوي يمكن فهمه على أنه رد على كلمة حمة الهمامي، دليل على ان الاختلافات حول دعم الباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية، وحول الموقف من الحكومة، لم تمرّ مرور الكرام على الجبهة، وإنما خلفت شرخاً بدأت معالمه تظهر إلى العلن بعد ان تمكنت من تجاوز مختلف الخلافات التي عرفتها سابقاً. وفي هذا السياق، أكد نائب الشعب عن الجبهة الشعبية وعضو مجلس أمنائها، فتحي الشامخي، انه تفاجأ من الكلمة التي ألقتها بسمة الخلفاوي مبيناً ان شيئاً من الحدة كان واضحاً فيها كما انها جاءت كردّ على الكلمة التي كان ألقاها الناطق الرسمي باسم الجبهة حمة الهمامي في تأبين الشهيد شكري بلعيد. وأبرز الشامخي في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الاثنين، ان الجبهة ليست نادياً للمحبة والصداقة وفيها اختلافات في الرأي وهو أمر طبيعي، حسب تعبيره، مؤكداً ان مصدر تفاجئه من كلمة الخلفاوي مردّه انه لا وجود لأي مبرّر لها أو لأي دليل على خلاف يستحقّ ردة الفعل هذه. وعبّر عن تفهمه للوعة بسمة الخلفاوي ورغبتها في الكشف عن حقيقة اغتيال زوجها مشيراً في الوقت نفسه إلى ان حمة الهمامي والجبهة الشعبية لم يقصّرا في هذا الشأن وان الخلفاوي لها مكانة خاصة داخل الجبهة. واعتبر محدثنا ان هذا الموقف قد يضعف الجبهة الشعبية خصوصاً وانها في المعارضة وتواجه خطابا يقوم على المناورة ومقولة ال"وحدة وطنية" ويسعى إلى شيطنة الجبهة مشدداً على ان هذا الوضع يستدعي ضبط النفس وعدم طرح المشاكل وسوء التفاهم، إذا وجدت، على الطريق العام. وأشار في إطار متصل إلى ان خطاب "الوحدة الوطنية" هو التفاف وغلق جميع المنافذ على مطالب التونسيين قائلاً انه يذكر بخطاب بن علي الذي يخوّن كل من ينتقد النظام.