اعترف مؤخرا احد الذين ألقي القبض عليهم في ولاية قفصة بأنه عضو خلية تضم ما بين ثمانية وتسعة أفراد تنشط بين العاصمة وقفصة والقصرين وتخطط لانتداب المزيد من المتشددين دينيا من مختلف انحاء الجمهورية لصنع العديد من القنابل ثم تنفيذ هجومات على مقرات أمنية رمزية، دون أن يعلن انتمائه لأي من الجماعات الارهابية المعروفة سواء ما يعرف بتنظيم "داعش" أو "أنصار الشريعة" او "القاعدة في بلاد المغرب العربي"... هذا الأمر يحيلنا بالضرورة إلى ما يسمى ب"خطّة الذئاب المنفردة" التي هي عبارة عن خلايا نائمة قليلة العدد تتخفّى عن أنظار الرصد الاستعلاماتي الأمني و تتعمّد القيام بفعل انتقامي تعاطفا أو ولاءا لتنظيمات متطرفة على حين غرّة، وتقودنا بالتالي إلى التساؤل عن مدى حقيقة انفصال هذه الخلايا عن التنظيمات الارهابية الكبرى، بمعنى هل أن هذه الخلايا المنفصلة تعتمد في عملياتها على مجرد التعاطف والولاء أم ان لها بالضرورة علاقة رسمية بالتنظيمات المتطرفة المعروفة؟ وفي هذا الإطار، أوضح الخبير الدولي في علوم الاستشراف والجماعات المتطرفة مازن الشريف في تصريح لحقائق اون لاين اليوم الاثنين 23 مارس 2015، أن المحرك والرابط بين ما يسمى ب"الذئاب المنفردة" والتنظيمات الارهابية الكبرى كلها واحدة حتى وإن ظهر للعيان عكس ذلك، مؤكدا ان عملية الدمغجة التي يخضع لها أفراد الخلايا المنفصلة تتم دائما عن طريق قيادات على علاقة مباشرة أو غير مباشرة بقيادات التنظيمات الكبرى. وفسر محدثنا الامر على ان هذه الخلايا هي عبارة عن خلايا عنقودية تنقسم إلى درجتين "أ" و"ب"، إذ لا يتعرف عناصرها إلا على قيادي واحد والذي يكون هو نفسه مرتبطا بقيادي آخر لا يعرفه سواه، وذلك تحسبا لوقوع بعض هذه العناصرة المنفردة في أيدي الامن، وبالتالي عدم الإيقاع ب"الرؤوس الكبيرة". واعتبر الشريف، في هذا السياق أن القبض على احد القيادات الكبرى لهذه التنظيمات المتطرفة يُعدّ كنزا، مذكرا بان التفريط في زعيم تيار انصار الشريعة المحظور أبوعياض كان غلطة كبيرة وهو الذي كان خيطا مهما في عملية تفكيك الجماعات الارهابية واقتلاعها من جذورها من بلادنا، حسب تقديره. وعما إذا كان يتوقع حدوث عملية أخرى شبيهة بعملية باردو الاخيرة، وهو الذي حذر أكثر من مرة منذ فترة من مثل هذه المخططات، قال الدكتور مازن الشريف حرفيا: "ما حصل في باردو فدلكة.. ومازال اللعب"، لافتا إلى أنه لا يريد بذلك إثارة الذعر في قلوب المواطنين او البعث برسالة سلبية للرأي العام بقدر ما يسعى إلى تحذير الدولة من خطورة الوضع وضرورة الإحاطة به في أقرب وقت ممكن لتفادي أي ضربة موجعة أخرى لتونس من مكانه كخبير دولي في الاستشراف في المجال الامني.