التونسية (تونس) في اطار متابعتها لآخر تطورات الحرب على الارهاب تمكنت «التونسية» من الحصول على مجموعة جديدة من المعطيات الحصرية التي تنفرد بنشرها بخصوص هذا الملف والمتعلقة خاصة بعدد الخلايا الارهابية الناشطة في تونس وكيفية نشاطها ، هذا الى جانب معطيات حصلنا عليها مفادها اعتزام مجموعات ارهابية تابعة لتنظيم «القاعدة» استهداف مواقع حيوية بالجزائر خلال الايام القليلة القادمة كرد فعل على مساندة الوحدات الامنية والعسكرية الجزائرية لنظيرتها «التونسية» في حربها على الارهاب... اكثر من 50 خلية ارهابية في تونس بين خلايا ناشطة واخرى نائمة...فككت منها وزارة الداخلية العشرات في انتظار البقية.. وفق معطيات موثوقة حصلت عليها «التونسية» من مصادر اعلامية وامنية رفيعة فإن التقديرات الاولية بخصوص عدد الخلايا الارهابية الموجودة على ارض الوطن يتجاوز ال50 خلية منها خلايا ناشطة واغلبها خلايا نائمة علما ان العدد الجملي لمنتسبيها يتراوح بين 600 و700فرد اغلبهم من العناصر المتشددة دينيا قامت منذ بداية السنة الجارية الاجهزة الامنية والعسكرية بإيقاف حوالي 100 عنصر منهم على خلفية تهم متعلقة بالارهاب ليتم الابقاء على 70 منهم حتى الان رهن الايقاف بعد تحويلهم الى القضاء في حين تم الافراج عن البقية ...وتتواجد هذه الخلايا بشكل مكثف في الولايات الحدودية الغربية والمدن الكبرى وخاصة في الاحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية ويتراوح عدد افراد كل خلية بين 6 افراد و20 فردا يقودها امير( يقع مناداته ب«مولانا») وهو عادة اكثرهم تدريبا وتمرسا بخصوصيات العمل السري علما ان عددا قليلا من هذه الخلايا يضم جنسيات اجنبية خاصة من ليبيا والجزائر .. ويزداد عدد هذه الخلايا بصفة متواصلة نتيجة تواصل عمليات الاستقطاب والدمغجة التي تقوم بها قيادات متمرسة في هذا المجال ولها قدرات كبيرة على الاقناع والتأثير خاصة داخل المساجد والجوامع..ويسعى امراء هذه المجموعات جاهدين بالتنسيق مع الخلية الام وهو تنظيم «القاعدة» ببلدان المغرب العربي على تكوين هذه العناصر المستجدة في معسكرات معدة للغرض داخل الوطن وخارجه وهنا نستشهد بما قدمه علي العريض زمن تقلده لمسؤولية وزارة الداخلية من معطيات مفادها تمكن وحدات الامن والجيش من اكتشاف معسكر سري للتدريب اقامته خلية «عقبة ابن نافع» بجبل «الشعانبي» لتدريب المستجدين ..لكن هذا المعسكر ليس الوحيد الذي تم اكتشافه في تونس بحكم ان هذه المجموعات تقوم بالتدرب عادة داخل فضاءات مغلقة على ملك احد عناصرها او احد المقربين منها كما تستغل هذه الخلايا امتداد غطائنا الغابي للقيام بتدريبات نوعية ورياضية على فنون القتال وصنع العبوات الناسفة بطرق تقليدية... كما ان هناك معطيات موثوقة عن قيام عدد من هذه المجموعات باستغلال الجوامع بعد السيطرة عليها وتنصيب ايمة من بين عناصرها في القيام بتدريبات خاصة ونوعية في فنون القيادة والقتال علاوة على استدراج عدد من الشبان الجدد استعدادا لتجنيدهم وارسالهم للجهاد في اماكن تحددها القيادات العليا لهذه الخلايا الارهابية في اطار شبكة نشاطها الكوني.. وككل التنظيمات والخلايا تكرم هذه المجموعات عناصرها الوفية والمتميزة بايفادها الى الخارج للتدرب بأحد المعسكرات المعدة للغرض قبل ان تلتحق بساحات الوغى في عدد من دول العالم او تعود الى تونس وتنضم الى خلاياها النائمة ولو الى حين. وبالنسبة الى المعسكرات هي اساسا ثلاث معسكرات موجودة في ليبيا تحت اشراف مباشر لتنظيم انصار الشريعة الليبي رغم نفي هذه المنظمة المقربة من القاعدة مرارا لقيامها بتكوين اجانب داخل معسكراتها خوفا من ردة فعل المجموعة الدولية وخاصة فرنسا التي تشن حربا ضروسا على اتباع القاعدة بشمال مالي، وهذه المعسكرات الرئيسية الثلاث هي معسكر «ابو سليم» في العاصمة طرابلس ومعسكر «الجبل الغربي» بزنتان ومعسكر «الجبل الاخضر» في الشرق الليبي..ولتخفيف الضغط على هذه المراكز التي اصبحت تشهد اكتظاظا كبيرا نتيجة تواصل قدوم مجندين جدد من بلدان افريقية مجاورة قامت عدة قيادات لخلايا ارهابية ناشطة في تونس بإرسال منضوريها للتدرب بمعسكر خاص اقامته «القاعدة» على بعد 60 كلم من مدينة سوق هراس قرب الحدود التونسيةالجزائرية من جهة ولاية جندوبة قبل ارسالهم للجهاد في سوريا او شمال مالي او استقبالهم مجددا في تونس الا ان استغلال هذا المعسكر لم يدم طويلا اذ ان السلطات الامنية الجزائرية سرعان ما تفطنت اليه فسارعت بتدميره.. وتتدرج خطورة هذه الخلايا وتختلف من خلية الى اخرى فهناك من بينها خلايا مسلحة تسليحا خفيفا يتمثل في قطع سلاح متأتية اساسا من ليبيا كأسلحة كلاشينكوف المانية الصنع او مسدسات وهناك خلايا اخرى غير مسلحة لكنها تسعى الى امتلاك السلاح واكتساب مهارات صنع متفجرات تقليدية وهناك خلايا اخرى غير مسلحة كذلك وترغب في البقاء هكذا لكنها متعاطفة مع الخليتين الاولى والثانية وتقدم لها سندا لوجستيا وماديا ويمكن ان يتحول هذا الدعم في اي لحظة الى سند على الميدان رغم ضعف التنسيق في ما بينها ،فهذه الخلايا تجمعها وحدة الايديولوجيا والهدف الى جانب عدة مصالح نفعية اخرى لانها على يقين ان جميعها مطارد من الاجهزة الامنية والعسكرية وغير مرحب به من المجتمع ولنا في ذلك امثلة عدة كفشل هذه الخلايا في تكوين امارة اسلامية بسجنان نهاية 2011 وفي منزل بورقيبة بداية 2012 وفي أحياء خالد ابن الوليد ودوار هيشر بالعاصمة نتيجة رفض متساكني هذه المناطق استيعاب المشروع الجديد لهذه المجموعات المتطرفة... يذكر ان وحداتنا الامنية نجحت منذ الثورة وحتى الان في تفكيك عشرات الخلايا الارهابية المنتشرة على كامل تراب الجمهورية أشهرها الخلايا التي تم اكتشافها في بئر علي بن خليفة والروحية والمنيهلةوالشعانبي وآخرها ماوقع يوم امس الاحد عندما تمكنت فرق امنية خاصة من تفكيك خليتين في غاية الخطورة بكل من الوردية وحمام سوسة...ولئن يعتبر عدد هذه الخلايا والتنظيمات الارهابية كبير نسبيا في تونس فإن جل هذه الخلايا وعلى الرغم من وجود بعض الاشخاص الخطيرين ضمن تركيبتها فإنها تفتقر الى ابسط التجهيزات الضرورية لصنع الاسلحة التقليدية الى جانب ضعف فادح في التنسيق بين هذه الخلايا، كما لا تجمع عناصرها علاقات متينة نتيجة لحداثة تشكلها وعدم تشبع افرادها بالايديولوجيات الجديدة ووحداتنا الامنية بمختلف مصالحها على بينة بأغلب تحركات هذه الخلايا وبالتالي فان الوضع الامني بصفة عامة يبقى تحت السيطرة رغم تتالي تحركات هذه المجموعات في الآونة الاخيرة في محاولة لاستهداف امن تونس ومواطنيها... حوالي 600 جهادي تونسي بالخارج في انتظار اشارة العودة... وفق مصادر امنية واعلامية خاصة ب «لتونسية» يقدر عدد الجهاديين التونسيين المنخرطين في خلايا ارهابية على صلة بتنظيم «القاعدة» في العالم بحوالي 600عنصر موزعين كما يلي حوالي: 200 عنصر ينشطون في خلايا ارهابية تتمركز بشرقي وجنوب الجزائر وبليبيا وشمال مالي وحوالي 300 عنصر ينشطون ضمن مجموعات ارهابية في سوريا والعراق واليمن ومصر والبقية ينشطون في افغانستان وباكستان وانحاء اخرى من العالم. وهذه العناصر على اهبة الاستعداد للتوجه الى تونس اذا طلبت منها قيادة تنظيم القاعدة العودة الى ارض الوطن للقيام بأعمال تخريبية.. .كما ان عددا منها اختار العودة الطوعية الى تونس وهناك منهم من انخرط فور قدومه ضمن هذه الخلايا الارهابية ..وتشكل هذه العناصر خطرا كبيرا على امن البلاد واستقرارها باعتبار ان هذه العناصر هي على درجة كبيرة من الخبرة والتمرس في مجال حروب الجماعات ولها القدرة على صنع الاسلحة التقليدية وتتقن في نصب الكمائن ولها قدرات عالية على التمويه والتخفي... وعادة ما تدخل هذه العناصر العائدة الى ارض الوطن من الجهة الغربية للبلاد نتيجة امتداد السلاسل الجبلية الوعرة وكثرة الغابات ولوجود خلايا ارهابية ناشطة توفر لها الدعم اللوجستي وهي خلايا متمرسة في مجالات تهريب البشر والممنوعات عبر هذه المناطق... «التونسية» تنفرد بنشر معطيات حصرية عن تهديدات جدية بأعمال انتقامية ستقوم بها القاعدة قريبا بالجزائر... علمت «التونسية» من مصادر جديرة بالثقة ان وحدات الاستخبارات الجزائرية تلقت خلال الايام القليلة الفارطة معلومات في غاية السرية لم تفصح بعد عنها مفادها اعتزام مجموعات ارهابية تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب القيام بأعمال انتقامية بالجزائر خلال ايام عيد الفطر المبارك على خلفية الضربات الموجعة التي تكبدها التنظيم في الجزائر خلال الآونة الأخيرة والمتمثلة في قتل واعتقال عدد كبير من عناصره وكذلك بسبب الدعم الكبير الذي تقدمه المؤسسة الامنية والعسكرية الجزائرية لنظيرتها التونسية في حربها على الارهاب وخاصة اثناء الحملة المتواصلة للقضاء على العناصر المتحصنة بسلسلة جبال «الشعانبي» من ولاية القصرين.. ووفق ما تحصلت عليه «التونسية» من معطيات فإن خلايا تابعة لتنظيم «القاعدة» الناشطة شرق الجزائر تنوي خلال الايام القليلة المقبلة القيام بعملية نوعية لاستهداف مصالح حيوية لم يتم بعد الكشف عنها لكن مصالح الاستعلامات الجزائرية نجحت في مسك الخيوط الرفيعة حول طبيعة هذه العملية بعدما رصدت تحركات مريبة لأطراف مشبوهة كانت تعبد الطريق لعملية ارهابية كبيرة لم يقع بعد درء مخاطرهانتيجة عدم اكتمال اعمال الابحاث والتحقيق بخصوصها...