كنا في مقال سابق قد خضنا في بعض الجوانب السلبية للرحلة الآسيوية الأخيرة للمنتخب الوطني لكن رغم مرورها إلا أن تأثيراتها مازالت متواصلة.. مواجهة اليابان ثم الصين لم يستفد منها المنتخب فنيا فيما كانت خسائرها بالجملة سواء على الجانب الصحي أو أيضا المتعلق بعلاقات الأندية بجماهيرها أو علاقة الجامعة بالأندية.. الجامعة جنت 600 ألف دينار لكنها جنت أيضا على عدة لاعبين فقضاء 31 ساعة في الجو لم يكن ليمر مرور الكرام ولا أدل من على الحصيلة الضخمة للمصابين فالمنتخب سافر بمجموعة مكتملة الصفوف فعاد يعاني من عدة إصابات.. الحصيلة الحالية للمصابين ضمت 7 لاعبين هم ياسين الشيخاوي وأنيس بن حتيرة وشمس الدين الذوادي وماهر الحناشي وطه ياسين الخنيسي والفرجاني ساسي قبل أن يلتحق بهم محمد علي منصر يوم أمس اثر إصابته بعد دقائق فقط من دخوله إلى الميدان في مباراة السي أس أس وقوافل قفصة.. القاسم المشترك بين كل المصابين أنهم اشتكوا من إصابات عضلية ناجمة عن الإرهاق الذي تحصل بفعل طول الرحلة من تونس عبر فرانكفورت للوصول إلى اليابان ومنها إلى الصين فضلا عن تأثير تغير التوقيت على حيويتهم ما سبب لهم كل تلك المعاناة.. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد أضاع السي أس أس نقطتين يوم أمس بسبب ما عانى منه لاعبوه من إصابات في وقت أعفي فيه لاعبو ليتوال حماية لهم.. نادي عاصمة الجنوب خسر ثلاثة من أبرز ركائزه جراء الإصرار في التعويل على لاعبيه خلال المباراتين ناهيك أن ليكانس ثبت الحناشي أمام اليابان ثم الصين كظهير أيمن رغم أنه ليس مركزه في وقت كان لديه ظهير حقيقي هو حمزة المثلوثي والنتيجة كانت إصابته.. الحناشي والخنيسي تعززا أمس بمنصر والسبب واضح وهو الإرهاق الأمر الذي جر الجماهير مساء أمس إلى الهتاف ضد رئيس النادي لطفي عبد الناظر الذي وقع شتمه وينادى اليوم برحيله لا لشيء إلا لامتثاله لرئيس الجامعة ومدربه الفاشل جورج ليكانس.. الترجي الرياضي بدوره خسر قلب دفاعه شمس الدين الذوادي لإصابة عضلية تساوي مدة علاجها ثلاثة أسابيع كحال الشيخاوي ومنصر وبن حتيرة.. هيئة المدب غضبت بدورها من إصابة لاعبها الذي سيخسره الفريق في فترة هامة وحاسمة من الموسم.. مصائب المصابين سافرت إلى ألمانيا وحطت الرحال عند بأنيس بن حتيرة الذي دفع فاتورة تلبيته للدعوة فقد أعلم الجميع بوضعه وأحاط مسؤولي الجامعة بما ينتظره عند عودته لكن تم الإبقاء عليه وها أن النتيجة تأتي سريعا حيث قال مدربه "بال دارداي" غاضبا "لا أريد رؤيته في الأسبوع الحالي" وذلك للدلالة على أن اللاعب لم يستمع إلى نصائحه بعدم تلبية الدعوة لخطورتها على صحته.. إذا نالت الجامعة حفنة الملايين التي سافرت من أجلها إلى أقاصي الأرض والنتيجة كانت واضحة وهي الإضرار بسبعة لاعبين دفعة واحدة وها أنها تعود لتحشر رأسها في الرمل دون توضيحات تاركة اللاعبين والأندية لمصائرهم وهكذا يكون التسيير وإلا فلا..