تعيش عدة معتمديات من ولاية سيدي بوزيد على وقع حالة من الاحتقان الاجتماعي نتيجة لغياب التنمية والتشغيل و غياب مقومات العيش الكريم خاصة مع ارتفاع عدد المعطلين عن العمل من اصحاب الشهائد العليا. اولى زياراتنا الميدانية لمتابعة الاوضاع في ولاية سيدي بوزيد كانت في معتمدية منزل بوزيان حيث دخل 9 من اصحاب الشهائد المعطلين عن العمل في اضرب جوع منذ 20 يوما داخل مقرّ معتمدية الجهة رافعين مطلب التشغيل لمن طالت بطالتهم، خاصة وأن أغلبهم فاقت مدة بطالتهم عشر سنوات. وقد تعكّرت الحالة الصحية لبعضهم وتم نقلهم الى المستشفى المحلي بمنزل بوزيان بعد تدهور حالتهم الصحية. أمّا عائلاتهم فقد أطلقت صيحات فزع منبهة إلى الخطر الذي يهدّد حياتهم، كما جرت بعض المسيرات المتضامنة معهم خاصة مع حالة حالة الغضب والاحتقان التي اصبحت تسود الاهالي نتيجة التجاهل المتعمد من السلط على حد تعبيرهم. ثاني محطة كانت معتمدية المكناسي اين دخل عدد من المعطلين عن العمل من قدماء الاتحاد العام لطلبة تونس والمؤسسين لإتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل والمفروزين امنيا في اضراب جوع بمقر الاتحاد المحلي للشغل بالمكناسي منذ 5 ايام للمطالبة بالتشغيل و التنمية العادلة رافعين شعار"معركة الأمعاء الخاوية بالمكناسي". هذا الاضراب حسب منفيذيه يأتي في ظل تعطل مسار العدالة الانتقالية وانتهاج جميع الحكومات المتعاقبة لسياسة الفرز على قاعدة الانتماء الحزبي في تسوية وضعية المتضررين من منظومة الفساد و الاستبداد على حد تعبيرهم. وجد الإضراب مساندة كبيرة من عدد من الاحزاب ومن مكونات المجتمع المدني والعديد من النقابيين. ومن جانبه، أصدر الاتحاد المحلي للشغل بالمكناسي بيانا حمّل في السلطة مسؤولية التهميش الممنهج الذي تعاني منه المنطقة عامة و الشباب خاصة. كما عبّر عن مساندته المطلقة لكل التحركات الاجتماعية والحقوقية ومن ضمنها هذا الاضراب. محطتنا الاخيرة كانت الى معتمدية سيدي علي بن عون اين يواصل 5 من حاملي الشهائد العليا المعطلين عن العمل اعتصامهم لليوم الرابع علي التوالي داخل مقر معتمدية الجهة للمطالبة بحقهم في التشغيل والعيش الكريم رافعين شعار "من حقي نخدم". و قد أكد المحتجون أن عدد المعتصمين مرشح للارتفاع في الأيام القادمة. يحصل كلّ هذا في ظلّ صمت مطبقِ من طرف السلطة .