أكدت وزيرة المرأة والأسرة والطفولة سميرة مرعي رصد "رياض أطفال" تعتمد المناهج الأفغانية والباكستانية والإيرانية وغيرها، مشيرة إلى انها منذ توليها الوزارة قامت بمراسلة رئيس الحكومة ووزير الداخلية لتفعيل اللجان الجهوية، المكلفة بالقيام بزيارات استكشافية ورصد الخارجة منها عن القانون، في جميع الجهات باعتبار ان هذه اللجان تحركت في ست ولايات فقط. وأعربت مرعي، في حوار مع صحيفة الشروق الصادرة اليوم الأحد 17 ماي 2015، عن رفضها تسمية هذه الفضاءات ب"المدارس القرآنية" موضحة ان ممارسات هذه الرياض لا علاقة لها بالإسلام حيث يجب تعليم الطفل قيم الإسلام لا تخويفه بالنار وعذاب القبر ومضيفة ان ما يقومون بها منهج لتدمير الطفولة التونسية وظلامية تريد من خلالها أطراف أجنبية ضرب تونس، حسب تعبيرها. وبيّنت انه في النظام التونسي لا يوجد "مدارس قرآنية" بل كتاتيب يعتبر عملها مكملاً لرياض الأطفال مبرزة ان ما يحدث داخل "المدارس القرآنية" خطر على الطفولة لأنهم يدرسون الأطفال فقط عن طريق الحفظ دون أن يفهم الأطفال ما يحفظون وهذا الأمر مخالف تماماً للمنهج البيداغوجي خاصة عند اعتماد التخويف عند التعليم. وأكدت الوزيرة ان حفظ القرآن ينمي الذاكرة ويوسع القدرة على الاستيعاب مبينة ان القائمين على المدارس المذكورة يحدثون الأطفال عن عذاب القبر ومنهم من يمنع زيارة الآباء لأبنائهم حسب نظامه الداخلي. وأفادت بأنه أثناء عمليات رصد ومراقبة هذه المدارس تمّ اكتشاف جمعية تستقطب أطفالاً من سن العاشرة إلى سن الثمانية عشرة سنة وتعلمهم القرآن والأحاديث فقط وتجبرهم على ارتداء زي موحد وهو "القميص"، قائلة انه وبالحديقث معهم تبيّن أنهم يعتبرون ان المدارس التي تعتمد المناهج الرسمية "تعلّم الفساد". وأضافت مرعي انه أصبح هناك اليوم أولياء يختارون لأبنائهم التعليم حسب المنهج الرسمي وآخرون يختارون "أشياء أخرى" مؤكدة ان إجبار الأطفال على ارتياد مثل هذه المدارس مخالف للدستور والاتفاقيات الدولية. وقالت انه تمّ إصدار قرارات بغلق هذه المدارس مشددة على أنه لا يحق للأولياء أن يفعلوا ما يريدون بأبنائهم وانه من العناصر الأساسية التي يتمّ العمل عليها هي توعية الأولياء وتكوينهم في نفسية الطفل وتربيته.