افتتح أمس الثلاثاء 23 أفريل 2013 وزير الثقافة والمحافظة على التراث مهدي المبروك تظاهرة ربيع الكتاب التونسي في دورته الأولى بالعاصمة بشارع الحبيب بورقيبة وتمتد هذه الدورة من 20 مارس إلى 30 أفريل 2013 تحت اشراف وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الناشرين التونسيين واتحاد الكتاب التونسيين، ورابطة الكتاب الأحرار، ونقابة الكتاب التونسي، والجامعة التونسية لأحباء المكتبة والكتاب، ونقابة الكتبيين والموزعين. وتهدف هذه التظاهرة إلى الاحتفاء بالكتاب التونسي وتقريبه من القراء في كامل أنحاء الجمهوريّة، وذلك من خلال جملة من المعارض والندوات الفكرية والأنشطة الثقافية المتنوعة. و رغم زخات المطر الغزير لم يتورع التونسيون من التفاعل الايجابي مع هذه التظاهرة التي خلقت حركية جديدة تناغمت مع النمط الاحتفالي للمناسبة على ركح شارع الحبيب بورقيبة فكسرت بذلك روتين الحكايات السياسية المضجرة التي طبعت المكان منذ 14 جانفي حيث انتصبت عدة خيام عوضت شعارات المحتجين اللامتناهية وأخرست غوغاء السيارات الخانقة ومن أهمها خيمة "أحفاد ابن خلدون يقرؤون و يكتبون" الفكرية التي تناقش فيها قضايا فكريّة معاصرة لمؤلفين تونسيين. و تجد داخل خيمة معرض الكتاب التونسي التي افتتحها وزير الثقافة عدة مصنفات منها ما يهم الكبار وأخرى خاصة بالأطفال باللغات الفرنسية والعربية والانقليزية باسعار مرفوقة بتخفيضات رمزية كما عبر عن ذلك أحد الزائرين. وأبدى المشاركون في هذه التظاهرة ارتياحهم العميق لهذه الدورة حيث اعتبرها السيد خليل عباس -ممثل عن دار افريقيا للانتاج – بادرة طيبة من وزارة الثقافة من شأنها أن تسهم بشكل فعّال في ترسيخ ثقافة حب المعرفة والقراءة لدى التونسيين في زمن أصبحت فيه المطالعة هواية على شفا الانقراض وتفسح المجال للترويج للكتاب التونسي. المديح و ان كان علامة من علامات الرضى لا يمكنه أن يخفى الوجه القبيح للعملة لدى شريحة أخرى من المواطنين و هنا يتحدث بكل اسف علي -أحد الزائرين -عن مشكل ارتفاع سعر المؤلفات العلمية والفلسفية وغيرها من المصنفات ويقول:« للأسف دائما ما ننتظر مثل هذه التظاهرات الثقافية ومعارض الكتب لاقتناء بعض المؤلفات التي من المفروض ان تكون اسعارها مدعمة أكثر من قبل الوزارة و لكن هيهات ..الفرق شاسع بين ماهو كائن وما يجب أن يكون …و ها أنا و الكثير ممن يشبهونني الحال ناتي كالعادة نتفرج ونقلب الكتب ونطيل المكوث على بعض الصفحات نقرأ منها القليل لاننا لا نملك عشرين دينارا مثلا ثمن شراء كتاب بصفحات كاملة"ويواصل "للاسف غلاء المعيشة و ارتفاع سعر الكتاب يفصلاننا عن عالم راق ألا وهو المعرفة و نور العلم». الكتاب متوفر في جميع المعارض والمكاتب خاصة بعد رفع الرقابة ولكن الاشكال الحقيقي المطروح اليوم ينحصر في مسالتين الاولى ظاهرة العزوف عن المطالعة و الثانية ارتفاع سعر الكتاب.