ذكر الموقع الفرنسي "موند أفريك" أنه على خلفية عملية سوسة الارهابية قرّرت وزارة الداخلية الفرنسية إرسال أفضل موظفي الادارة العامة للأمن الداخلي إلى تونس. وفي هذا الإطار أكد العقيد المتقاعد في الحرس الوطني والخبير الامني علي زرمديني، في حديث لصحيفة الصباح الاسبوعي في عددها الصادر اليوم الاثنين 06 جويلية 2015، أن الدول العظمى والتي لها رعايا في أية دولة كانت خاصة القريبة منها جغرافيا تكون حاضرة استخباراتيا في تلك الدولة. ويدخل ذلك حسب الزرمديني في إطار تأمين الفضاء الداخلي الفرنسي حيث تسعى هذه الادارة الى التواجد بعناصر الامن الداخلي في البلدان التي يمتد لها أمنها القومي. كما أوضح الخبير الامني ان عملية ارسال اعوان من ادارة الامن الداخلي الفرنسية لا تتم طبعا بشكل معلن لأنه لا يمكن لأي دولة ان تقبل وجود أعوان استخبارات على أراضيها لكن الثابت أنها موجودة بشكل غير معلن في الاماكن التي يتواجد فيها رعاياها. وبين في ذات السياق أن عملية التوقي من الارهاب والتصدي له لا يمكن ان تتم على ارض الوطن فقط، فمفهوم واستراتيجية مكافحة الارهاب لم يعودا يقتصران فقط على مراقبة الارهابيين في الداخل والتحقيق في عمليات محتملة او عمليات نفذت بالفعل وانما بالتوجه الى أصل الداء، وفق تعبيره. وتبرز بذلك القيمة الاستراتيجية لمنطقة شمال افريقيا بما فيها تونس التي يسميها العقيد المتقاعد "خط الدفاع الأخير" لاوروبا ضد الارهاب المتمركز في ليبيا ومنطقة الساحل لذلك تسعى عديد الدول الى دعم اجهزتها الاستخباراتية في تونس وفي بلدان شمال افريقا.