مهما كانت القيمة الفنية للمهاجم الدولي فخر الدين بن يوسف فإن ما وضعه مسؤولو الترجي الرياضي للفوز بخدماته يبقى رقما خياليا للاعب تونسي يعيش اليوم أسوأ فترات مسيرته الاحترافية بنزول فريقه إلى الدرجة الثانية الفرنسية فضلا عن عدم قدرته في الموسم الفارط على فرض نفسه في تشكيلة فريقه بخلاف زميله الفرجاني ساسي.. "الروج" كما كان يلقبه أنصار النادي الصفاقسي -الفريق الذي قدمه للجمهور الرياضي في أفضل صورة- بالغ في فرض شروطه على الترجيين ومطط في آجال التفاوض بشكل قياسي ناهيك أن مسلسل انتدابه انطلق منذ الميركاتو الشتوي وتواصل طيلة الأشهر الماضية قبل أن يأخذ طابعه الجدي والرسمي منذ قرابة 6 أسابيع.. أيام طويلة مرت على الترجيين وهم يرقبون رؤية بن يوسف يضيف الأصفر إلى "لونه الأحمر" فيصبح على "ملّتهم مكشخ" إلى أن جاء الخبر اليقين ليلة أمس بتوفق زياد التلمساني في الحصول على توقيعه لمدة ثلاث سنوات.. انتداب فخر الدين بن يوسف سيتكلف على الترجيين بنحو 7 ملايين و400 ألف دينار بين ما سيحصل عليه شهريا وبين ما فاز به ماتز الذي خرج كأبرز مستفيد ناهيك أن فرط في لاعبه بنفس مقابل صفقة انتدابه للروج مع الفرجاني ساسي في الميركاتو الشتوي الماضي ما يجعل مداخيله من التفريط لاحقا في الفرجاني المطلوب من عدة أندية في فرنسا وألمانيا مرابيح صافية.. وفي الحقيقة فإن تحمس الترجيين لانتداب "الروج" قد فتر في الآونة الأخيرة خصوصا بعد انتداب آدم الرجايبي لكن دخول النادي الإفريقي على الخط جعل المدب يتحرك لإيفاد التلمساني إلى فرنسا قصد التوقيع مع اللاعب بشروطه ناهيك أن انتقاله إلى حديقة المرحوم منير القبايلي بعد أشهر من المفاوضات كان سيتسبب في ثورة في "البارك ب".. دخول الإفريقي على الخط وسعي اللاعب لمقايضة رصيده العاطفي لدى أنصار السي أس أس بصفقة العمر جعل الزيجة تبلغ أرقاما قياسية لم نعهدها في انتداب لاعبين تونسيين سواء العائدين من أوروبا أو الناشطين بين ظهرانينا.. الصفقة أغلقت ومسؤولو الترجي اليوم يسابقون الزمن للحصول على التأهيل الخاص باللاعب إفريقيا حتى يكون ضمن العناصر التي ستلاقي النجم الرياضي الساحلي في الجولة الثانية من دور المجموعتين بكأس "الكاف" وهو ما لن يكون سهلا في ظل التعطيلات الإدارية المعتادة..