اعتبر وزير خارجية الجزائر رمضان لعمامرة أن تصريحات الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بخصوص الوضع الأمني بالجزائر، "جاءت في غير محلها وهي غير مرحب بها"، في أول رد فعل رسمي من السلطات الجزائرية حيال موقف وصف ب"المستفز" صدر عن زعيم "الجمهوريين" الفرنسيين الثلاثاء الماضي أثناء زيارة قام بها إلى تونس. ونقلت صحيفة "الوطن" الجزائرية الصادرة باللغة الفرنسية وموقع "كل شيء عن الجزائر" الاكتروني، أمس الخميس، عن لعمامرة قوله :"إنه أمر مشروع أن نطرح، بهذا الخصوص (عن ساركوزي وما قاله) سؤالا يتعلق بما إذا كانت الأفكار الاستعمارية بصدد العودة من جديد، بعد أن أقصاها التاريخ تماما، وذلك عبر مواقف عقيمة تستهدف التلاعب بالجغرافيا". وأكد لعمامرة، الذي تحدث من باريس، حيث يوجد في زيارة عمل، أنه تناول موضوع تصريحات ساركوزي، خلال لقائه بنظيره الفرنسي لوران فابيوس. ويُفهم من كلام لعمامرة أن "العقلية الاستعمارية" مستحكمة في جزء من الطبقة السياسية الفرنسية، الذي لا يزال يتعامل مع الجزائر على أنها مستعمرة سابقة. وخاض ساركوزي في مؤتمر صحفي بتونس بشأن الأوضاع المتوترة في تونس وبعض الدول المجاورة، وتساءل: "كيف سيكون مستقبل الجزائر وأوضاعها والتنمية فيها؟ إنها قضية ينبغي في رأيي أن تعالج في إطار الاتحاد من أجل المتوسط"، وهو مشروع حاول ساركوزي تكريسه لما كان رئيسا، غير أنه فشل بسبب عدم حماس دول الفضاء المتوسطي للفكرة، ومن بينها الجزائر التي رأت فيه محاولة لدفع دول عربية إلى التطبيع مع إسرائيل. ومن بين ما قاله رئيس اليمين في فرنسا إن تونس "لم تختر موقعها الجغرافي بين الجزائر وليبيا"، وفُهِم من كلامه أنه من سوء حظ تونس أنها متواجدة بين بلدين خطيرين من الناحية الأمنية. وقد ثارت ثائرة أحزاب سياسية وجمعيات ونشطاء جزائريين ضد ساركوزي الذي سبق أن أطلق تصريحات مستفزة وهو في الجزائر. ففي زيارة دولة إلى الجزائر نهاية 2007، قال بخصوص مطلب قطاع واسع من الجزائريين، الاعتراف بجرائم الاستعمار وتقديم الاعتذار عنها: "لا يمكن أن نطلب من الأبناء أن يعتذروا عن أخطاء صدرت عن الآباء". وقال أيضا: "مثلما كان هناك جزائريون سقطوا خلال حرب التحرير (1954 1962) وجد أيضا فرنسيون سقطوا خلال نفس الحرب"، وعدّ ذلك في نظر الجزائريين "مساواة بين الجلاد والضحية". المصدر: العربية نت