في الجزء الاول من الحوار الذي ادلى به حاتم العبيدي وهو مستشار أول بسجن المرناقية وعضو الهيئة التسيرية للاتحاد الوطني لنقابات الامن التونسي، كشف هذا الاخير عن انتشار الظاهرة السلفية في سجن المرناقية بالشكل الذي شبه السجن بافغانستان، وفي هذا الجزء الثاني من الحوار يتحدث المستشار في سجن المرناقية عن وضعية وزارء بن علي وحقيقة وضع مدير تلفزة التونسية سامي الفهري بالسجن المذكور. *كيف تقيم وضعية أعوان السجون؟ وضعية صعبة على جميع المستويات وخاصة المستوى النفسي فالعون الذي يقضي 5 سنوات متتالية في مباشرة شؤون المساجين يمكن أن يدخل في اضطرابات نفسية أو أن يصاب بمرض نفسي خاصة وانه يقضي اكثر من 10 ساعات مع المساجين و المنحرفين وحتى على مستوى سلوكه فهو يتاثر بسلوكيات المساجين هذا بالاضافة إلى ظروف عمل الاعوان خاصة على مستوى الوجبات المقدمة اليهم والتي اقل ما يقال عنها انها وجبات مخجلة بالرغم من أن الضباط السامين القابعين بمكاتبهم تقدم لهم وجبات خاصة وهو ما ينجر عنه وجود فساد داخل السجون متأت بالاساس من احساس العون بالغبن والحاجة التي تدفعه للقيام بالتجاوزات لان الخصاصة تدفع البعض منهم لسرقة الوجبات التي يرسلها أهالي المساجين ولكن هذا غير معمم ويبقى دائما حالات خاصة وفردية. فحالة الاحتياج التي يعيشها العون في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد ورواتب الاعوان التي لا تمكن عون السجون من تلبية جميع حاجياته بالاضافة إلى محيطه بالسجن والعروض المغرية المقدمة من قبل المساجين لادخال المواد المخدرة مع ارجاع عديد الاعوان المعزولين التي تعتبر وضعياتهم سيئة والتي لم ينظر في ملفاتهم بجدية إلى الان وجميعها عوامل قد تساهم في وجود ارضية ملائمة للقيام بتجاوزات. فانتظارات الاعوان من هذه الثورة كانت كبيرة خاصة على مستوى تحسين وضعياتهم المادية الا انهم اصيبوا بحالة من الاحباط بعد أن "انتفخت بطونهم بالفارغ "وكثر الحديث عن الزيادة في الاجور في حين أن هذه الزيادة لا " ينوبنا" منها الا 39 دينارا بالنسبة للاطارات و100 دينار بالنسبة للاعوان طبعا باستثناء الاطارات التي تحظى بامتيازات ادارية والبعض الاخر الذي يحظى برضاء مونبليزير ومن بينهم مهندس فلاحي عين اخيرا في سجن الهوارب وفي ظرف 5 أشهر من العمل تم ارساله في بعثة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية على حساب ادارة السجون والاصلاح و هذا يدخل في اطار ما نعتبره السياحة السجنية خاصة وان نفس الاشخاص الذين كانوا يتمتعون بهذه السفرات في السابق مازالوا يتمتعون بها إلى اليوم تحت غطاء الدورات التكوينية وهذا نوع جديد من المحسوبية. *كثر الحديث عن الاقامة الفاخرة للطرابلسية وعائلة بن علي ووزارئه داخل السجون .فما مدى صحة ذلك؟ هذا غير صحيح وساوضح ذلك . حين تم ايقاف هؤلاء وقع ادخال تغييرات في احد الاجنحة داخل السجن والذي كان مخصصا للمساجين الذين يمرون بحالة صحية سيئة و الذين كان مقررا ايداعهم في المصحة ولكن عندما تم جلب هؤلاء إلى السجن خضعنا لتعليمات تفيد بتحضير جناح خاص للطرابلسية والوزراء السابقين وعائلة بن علي وقد خصصت لهم غرف في هذا الجناح , غرفة للامنيين واخرى للطرابلسية وغرفة للوزراء السابقين اما افراد عائلة بن علي فتم ايداعهم بجناح اخر. وما اؤكده أن هؤلاء لم يتمتعوا بامتيازات اضافية بالنسبة لبقية المساجين .الشيء الوحيد الذي يمكن اعتباره امتيازا هو تخصيص اسرة فردية لهم وهذا له مبرر في اعتقادي لان اغلبهم يعانون من امراض مزمنة اضافة إلى تقدمهم في السن. *ماذا عما روي عن وضع سامي الفهري في غرفة مخصصة للشواذ جنسيا؟ سامي الفهري يقيم في جناح عادي مع مجموعة مساجين وكل ما روي عن وضعه في غرفة مع الشواذ جنسيا كذب وافتراء .و حتى قصة اضرابه عن الطعام مفتعلة حتى أن عملية نقله إلى المستشفى امر عادي لان كل سجين يعلن عن دخوله في اضراب جوع يخضع للمراقبة الصحية بصفة الية .اما اضراب سامي الفهري فاعتبره اضرابا عن الطعام بالكلام فقط لان كل شخص يدخل في اضراب وحشي عن الطعام لا يمكنه أن يعيش اكثر من 3 ايام وحتى ان كان من المحظوظين فيصاب بالقصور الكلوي.