بغض النظر عن كافة التعليقات والأراء التي صاحبت توجيه الدعوة إلى عدة أسماء لتعزيز صفوف المنتخب الوطني في التربص الخاص بمباراة المنتخب الليبيري بمونروفيا يوم 5 سبتمبر المقبل في إطار الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون فإن تغييب حارس النادي الرياضي الصفاقسي رامي الجريدي عن لائحة المدعوين لم يجد له أحد أي تفسير.. الجريدي سبق أن تم تجاهله لأسباب مبهمة في فترة الفني البلجيكي جورج ليكانس ليطلق مجموعة من التصريحات التي بحث من خلالها عن رد الاعتبار لنفسه خاصة أن مستواه بشهادة الجميع يؤهله للتواجد مع مجموعة النسور فكان أن تمت معاقبته بعدم توجيه الدعوة إليه بعد ذلك وهو ما فهمه الحارس على أنه عقاب له.. وظن حارس السي أس أس أن مشاكله مع المنتخب ستنتهي برحيل ليكانس وقدوم البولوني الفرنسي هنري كاسبارجاك لكن التجاهل شمله من جديد حيث فضل عليه الإطار الفني الثنائي المتواضع أداء في الفترة الأخيرة معز بن شريفية وفاروق بن مصطفى.. فباستثناء حارس النجم الرياضي الساحلي أيمن البلبولي الذي يواصل تألقه محليا وقاريا فإن حارسي الترجي الرياضي والنادي الإفريقي لم يستحقا الدعوة التي تلقياها ذلك أن بن مصطفى محل انتقاد منذ الموسم الفارط حيث كاد يتسبب في ضياع البطولة عن فريقه قبل أن يجدد تعاقده مع الأخطاء في دورة شمال إفريقيا الأخيرة.. من جهته لا يعيش بن شريفية أفضل أيامه في نادي باب سويقة ناهيك أنه تحول إلى الحارس الثاني للفريق بعد سامي هلال الذي لو لا إصابته لكان أساسيا في مباراة الأهلي المصري الأخيرة.. ولأن كلا الحارسين خارج الموضوع فإن دعوة الجريدي كانت أكثر من شرعية ذلك أنه أكثر الحراس التونسيين استعدادا في الأشهر الأخيرة.. رامي سبق أن انتقد ليكانس هذا صحيح لكنه لم يكفر ب"هبل" حتى يستحق هذا التعسف كما أنه سبق أن اعتذر في مكتوب رسمي باللغتين الفرنسية والعربية وجها إلى الجامعة فماذا يراد منه أن يفعل أكثر حتى يرضى عنه؟ صحيح أن كاسبارجاك مسك المنتخب حديثا وبالتالي فإن نقدنا له يجب أن يراعي هذا الجانب لكنه مطالب يبقى مطالبا بالاعتماد على ما تراه عيناه وما يقدمه اللاعبون عوض التعويل على ما يقدمه له رئيس الجامعة.. من جهته يبقى وديع الجريء مطالبا بوقف سياسة تصفية حساباته الشخصية وأن يعوضها بتقديم مصلحة المنتخب على كل الاعتبارات فالظلم حرّمه الخالق على نفسه فكيف يفرضه الجريء على غيره؟ على كل هذه القائمة قد حسم أمرها وصارت من الماضي وجل ما نأمله أن يكون كاسبارجاك حرا مستقلا بقراره وإلا فإن مصيره سيكون كغيره ممن سبقوه في المواسم الأخيرة..