بالقرب من مقهى المدفعي بجندوبة، انطلقت حكاية المتهم "ح ي"، حيث اكد خلال استنطاقه من قبل فرقة مكافحة الارهاب انه خلال تواجده في السوق الاسبوعي اتصل به المدعو وائل بوسعيدي هاتفيا فالتقى به في حدود الرابعة والنصف صباحا بالقرب من مقهى المدفعي بجندوبة، وقد كان المدعو وائل بمفرده و تحول معه بالقرب من حديقة قريبة من جامع الحواولية. وأكد المتهم أن وائل في تلك الأثناء كان يجري مكالمات هاتفية مع بعض الأشخاص مستخدما كلمات مشفّرة و يقول لمخاطبه عبر الهاتف "ثماش مطر تصب... ثماش اشكون في النصبة...". وقد فهم السبتي من تلك الاتصالات ان ذلك الكلام هو عبارة عن رموز متفق عليها بين وائل ومخاطبه وثبت التواصل بها بين الجماعات الإرهابية وتتعلق أساسا بالاستفسار حول تواجد دوريات أمنية من عدمها. كما أكد انه خلال عودته صحبة "ن ي" التحق بهما المدعو مكرم على متن سيارة "ايسيزي" واعلمهما بأنه قام بإنزال مجموعة من الأشخاص كانت ترافقه، ثمّ اخذ منهما أرقام هواتفهما الجوالة وطلب منه ان يتولى صحبة "ن ي " إيصال الأكل إلى مجموعة متواجدة بمنطقة وادي البربر، وقد مكن "ن ي" من رقم هاتف جوال لأحد أفراد تلك المجموعة دون أن يتولى ذكر اسمه، مضيفا انه وعلى اثر وصولهما إلى مدينة جندوبة تلقى المتهم السحبي اتصالا هاتفيا من طرف المدعو مكرم الذي خاطبه قائلا "مزّالت المطر تصب غادي وإلا لا وكي تصحى المطر هزلهم شويا فاينس"، وقد فهم المتّهم من ذلك ان مخاطبه يقصد أنه في صورة عدم تواجد دوريات أمنية بالمكان فبإمكانه ان يرسل الأكل والشراب إلى تلك المجموعة. من جهته أكد الإرهابي وائل البوسعيدي ، الذي استقطب المتهم "ح ي" ، خلال استنطاقه من قبل فرقة مكافحة الإرهاب أن الإرهابي راغب الحناشي كان وراء صعوده للجبل وانضمامه للجماعة الإرهابية بمنطقة سوق الجمعة من ولاية جندوبة، حيث عمل على إقناعه بأنّ الخلاص الوحيد من المطاردة الأمنية هو الصعود إلى الجبال مؤكدا له انّ الجهاد هو "فرض عين"، مشيرا الى انه وبعد مدة أقنعوه بالإلتحاق بصفوفهم صحبة شخصين وهما "ربيع" و "سعد" فتوجه إلى خلية سوق الجمعة من ولاية جندوبة و وجد مخيما يضم إرهابيين جزائريين وتونسيين. وأوضح أن تلك المجموعة الإرهابية تضم 9 جزائريين بينهم المدعو ابوأحمد قائد المجموعة بالاضافة الى 6 تونسيين، مبيّنا أن هذه المجموعة على اتصال بمجموعة الكاف ومجموعة الشعانبي التي بدورها تتصل بجماعات بالجزائر وبتنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي وتتلقى منها التمويل.