بلغ الصّراع داخل حركة نداء تونس ذروته خاصة بعد الخلافات الأخيرة حول المرجعيات السياسية والفكرية للحركة وموقفها من قضايا رئيسية على غرار العلاقة مع حركة النهضة ومن حكومة الحبيب الصيد، والخلاف الأخير بين المكتب السياسي والمكتب التنفيذي، ممّا دفع البعض إلى القول بأن هذه الخلافات تصب في صالح حركة النهضة أوّلا و تؤثر سلبا على الحكومة وعملها ثانيا. وفي هذا الإطار قال المحلل السياسي خليفة بن سالم، " إن هناك استفادة لحركة النهضة ممّا يجري من خلافات داخل نداء تونس، على اعتبار أنها تظهر للرأي العام أكثر تماسكا وتنظيما وإحكاما في الموقف والهيكلة، خاصة وأن هذه الحركة ومهما بلغت خلافاتها الداخلية فهي لا تظهر للعيان". واضاف بن سالم، في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الجمعة، أن حركة النهضة تستفيد من جهة كونها شريكا في الحكم يتسم بالاتزان والرصانة ويقبل بالتنازلات ويرفض المزايدات على عمل الحكومة، وفق تقديره. ومن جهة ثانية، أوضح محدثنا أن انهيار نداء تونس، أي انهيار الحزب الحاكم، ليس من مصلحة البلاد، لأنه سيؤدي إلى فراغ وتصبح بذلك حركة النهضة في الواجهة ومن ثمة تنصب كل الانتقادات إليها بينما الرأي العام يصبّ تركيزه حالياً صوب نداء تونس. وحول انعكاسات الخلافات الداخلية لنداء تونس على أداء الحكومة من جهة وعلى الوضع العام من جهة أخرى، قال خليفة بن سالم، إن خلافات نداء تونس وما يلعبه من مهاترات حد "السفاسف"، وفق تعبيره، تؤثر سلبا على الرأي العام، لأن نداء تونس من جهة هو الحزب الحاكم ومن جهة أخرى كان يمثل حلم شريحة واسعة من التونسيين. واعتبر أن هذه الخلافات مربكة لأداء الحكومة لأنها تشتغل في ظلّ ائتلاف حزبي رباعي لا بد أن يكون متناسقا ومتحدا في مواقفه، بينما في هذه الحالة نداء تونس لا يملك رؤية موحدة لعمل الحكومة، والأخطر عندما تصبح، أحد عناوين التجاذبات في النداء التعيينات الأخيرة وأداء بعض الوزارات والحكومة، فيصبح بذلك رئيس الحكومة في ارتباك، هل يتعامل مع حزب في الحكومة أو في المعارضة، على حدّ قوله.