قال وليد الوقيني المكلف بالعلاقات مع مؤسسات الاعلام بوزارة الداخلية أن ما يسمى بتنظيم "داعش" في ليبيا يضمّ ما بين 4000 و5000 مقاتلا، وقد تم تعيين عناصر تونسية في مناصب قيادية صلبه. وأوضح الوقيني، في مداخلة قدمها اليوم الجمعة 25 ديسمبر 2015، خلال أشغال ندوة بتونس حول "تداعيات نشر التنظيمات الارهابية في شمال إفريقيا وجنوب المتوسط"، أن معلومات وردت على الاجهزة الأمنية التونسية تفيد بوصول أعداد هامة من الارهابيين الاجانب خاصة أصيلي بلدان شمال افريقيا الى ليبيا عبر البحر والجو، منبها من خطورة التحديات المقبلة بمنطقة شمال إفريقيا بعد التطورات العسكرية في سوريا والعراق وتراجع تنظيم داعش هناك. وصرّح بأن انضمام الارهابيين الأجانب الذين اكتسبوا خبرات في مجال التفخيخ والقتال والتفجير إلى تنظيم داعش في ليبيا يشكل دعما هاما له بما قد يتيح له التمدد في مناطق جديدة والسيطرة عليها، وفق تقديره. وأكد أن ليبيا أصبحت مرتعا لعديد التنظيمات الارهابية التي تخطط لتنفيذ عمليات ارهابية ببلدان أخرى في شمال افريقيا وغيرها بواسطة عناصر متدربة وغير مكشوفة أمنيا ولنقل الاسلحة الى العناصر الموجودة في الجبال وتعزيزها بمجموعات لها خبرة قتالية. كما لفت الى أن تزايد المقاتلين الاجانب قد تكون له انعكاسات سلبية على بلدان الجوار الليبي خاصة وأن الوضع في ليبيا مفتوح على عدة احتمالات من بينها حصول تطورات عسكرية ميدانية من شأنها دفع المقاتلين الاجانب إلى المغادرة في اتجاه بلدانهم. وأفاد الوقيني بأن وزارة الداخلية قد اتخذت على ضوء هذه المخاطر المحدقة بالبلاد عدة اجراءات أهمها تقصي أخبار العناصر المتغيبة عن مقرات سكناها والتثبت من وجودها ببؤر التوتر وإعداد قائمات في تلك العناصر وتحيينها واتخاذ اجراءات في شأنها بالمعابر الحدودية البرية والبحرية، إلى جانب القراءة المعمقة لجوازات السفر خاصة مع توفر معلومات حول سيطرة تنظيم داعش الارهابي على مصلحة الجوازات ببعض المناطق الليبية. وأضاف أنه يتم العمل كذلك على إحالة العناصر المشتبه فيها على الجهات المختصة لمزيد التحرى ومتابعة العناصر التى أطلق القضاء سراحها الى جانب تعزيز اليقظة بالمناطق الصحراوية والبحرية الحدودية في ظل امكانيات تسجيل محاولات تسلل عبر الحدود. كما أكد أن مختلف الاجهزة الامنية والعسكرية متيقظة باستمرار وتمكنت من الكشف عن معظم المخططات الارهابية في الوقت المناسب علاوة على احباط عديد العمليات الخطيرة في المراحل الاخيرة لاعدادها والقبض على عدد من الارهابيين الذين كانوا يستعدون للقيام بعمليات تستهدف أمن البلاد. من جهة أخرى صرح الوقيني بأن هذه الاجراءات الامنية والقانونية التي اتخذتها تونس تتطلب مزيدا من التنسيق والتعاون مع مختلف الاطراف المتدخلة دوليا واقليميا قصد الكشف عن هذه العناصر سواء عند مغادرتها لبؤر التوتر في اتجاه ليبيا أو أثناء تواجدها هناك، مذكرا بأن منظمات أجنبية أكدت أن حوالي 27 الف مقاتل أجنبي نشطوا في صفوف التنظيمات الارهابية ببؤر التوتر سنة 2015 بعد أن كان عددهم 12 ألفا سنة 2014. وبيّن المسؤول بوزارة الداخلية، أن منطقة شمال افريقيا ومنطقة الساحل والصحراء تضم حوالي 22 تنظيما ارهابيا تهدف غالبا الى تقويض أركان الامن في تلك البلدان وتغذية الجريمة المنظمة، موكدا أن ما يزيد في خطورة هذه التنظيمات هو التحالف مع بعضها واندماجها أحيانا ومبايعة البعض الاخر لابو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الارهابي. وقد نظم هذه الندوة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الامنية والعسكرية بمشاركة خبراء من تونس ومصر والجزائر وايران وسوريا وليبيا. المصدر: وات