"سبعون سنة في خدمة البلاد " شعار اختاره الاتحاد العام التونسي للشغل لإحياء الذكرى السبعين لتأسيسيه لاستحضار محطة هامة في تاريخ هذه المنظمة النقابية وتاريخ تونس. وأحيى اتحاد الشغل، اليوم الإربعاء 20 جانفي 2016، ذكرى تأسيسه بقصر المؤتمرات بالعاصمة وسط حضور عدد من النقابيين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني وممثلين عن مختلف الأحزاب السياسية معلنا توجهه نحو مواصلة القيام بدوره الاجتماعي والسياسي اللذان اضطلع بهما منذ لحظة التأسيس وذلك بالوقوف وراء قضايا الكادحين وتجميع كل الفرقاء السياسيين. الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، بوعلي المباركي، اعتبر يوم 20 جانفي 1946، ذكرى التأسيس، أحسن ذكرى في تاريخ الاتحاد ومن أهم المحطات التي بقيت عالقة في أذهان النقابيين. واستعرض بوعلي المباركي في حديث مع حقائق أون لاين، عدة محطات وصفها بالأبرز في تاريخ الاتحاد بدءا من الإضراب العام الذي نظمه سنة 1978 ومعركته من أجل الاستقلالية سنة 1985، وصولا إلى مساهمته في أحداث الحوض المنجمي وتأطيره للشباب في أحداث الثورة خلال الفترة الممتدة من 17 ديسمبر 2010 إلى 14 جانفي 2011. وأضاف المباركي أن خارطة الطريق والمبادرة الوطنية التي اقترحها الاتحاد العام التونسي ورعاها رفقة منظمات المجتمع المدني لإنهاء الأزمة التي مرت بها تونس بعد ثورة 14 جانفي هي من أبرز المحطات الهامة الأخرى في تاريخ الاتحاد سيما وأنها توجت بجائزة نوبل للسلام، حسب قوله. واعتبر الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل حادثة اغتيال الزعيم فرحات حشاد أكثر محطة مؤلمة في تاريخ الاتحاد. وفي شأن تقييمه لدور الاتحاد العام التونسي للشغل بعد الثورة أكد الأمين بو علي المباركي على أن المنظمة النقابية أدت دورها بعد الثورة كما يجب وأنقذت البلاد من سيناريو مماثل للأحداث الواقعة في ليبيا وسوريا من خلال تنظيم الحوار الوطني. وتابع قوله أن الاتحاد مبني منذ تأسيسه على مبدئين أساسيين وهما البعد الوطني والبعد الاجتماعي وهو ما يميزه عن المؤسسات النقابية العالمية. ويقوم الاتحاد العام التونسي للشغل، بحسب المباركي، فضلا عن دوره الاجتماعي القائم، على الاهتمام بمشاكل العمال، بمهام وطنية تظهر من خلال دوره التعديلي والقيام بدور سياسي دون توظيف حزبي وذلك بتجميع كل الفرقاء السياسيين. وقال المباركي إنه من حق الاتحاد العام التونسي للشغل أن يلعب دورا سياسيا في تونس داعيا المطالبين بابتعاده عن الشأن السياسي إلى قراءة التاريخ والجغرافيا والتعرف على تاريخ الاتحاد. وسيعقد الاتحاد العام التونسي للشغل مؤتمره في نهاية السنة الجارية أو بداية السنة القادمة وفق بوعلي المباركي. وفي حديثه عن واقعة التهجم على مقر الاتحاد العام التونسي للشغل من طرف مجموعات منتسبة لرابطات حماية الثورة سنة 2012 ذكّر المباركي المتهجمين على الاتحاد أنه احتضنهم في فترات الأزمات قائلا: "الاتحاد أسمى وأعلى من كل هؤلاء المعتدين والاتحاد سيبقى نجما ساطعا في سماء تونس".