وصلت حكومة الوفاق الليبية، اليوم الإربعاء 30 مارس 2016، إلى العاصمة الليبية طرابلس وسط انقسامات بين الليبيين بين رافض ومؤيد لها ووسط تحشيد عسكري للكتائبالمسلحة الرافضة لها مقابل ترحيب دولي بوصولها. وحلت الحكومة الليبية لمنبثقة عن الحوار الليبي بالعاصمة طرابلس في وقت يتعثر فيه الاتفاق السياسي الليبي ويواجه فيه العديد من الصعوبات أهمها عدم قدرة البرلمان على الانعقاد لمنح الثقة والتصويت على الحكومة بسبب انقسام النواب حول حكومة السراج بين مؤيد ومعارض لها وفي وقت هدد فيه رئيس حكومة طرابلس، خليفة الغويل، بشن حرب ضد حكومة السراج في حال دخولها العاصمة. وبدأت ملامح الحرب على حكومة السراج من طرف القوات المسلحة الداعمة لحكومة طرابلس واضحة فور وصولها حيث أفادت مصادر ليبية مطلعة لحقائق أون لاين أن ما يسمى بغرفة ثوار طرابلس التابعة لقوات فجر ليبيا تعقد الآن اجتماعا طارئا في لحسم موقفها من طريقة صد حكومة الوفاق الليبية التي وصلت اليوم إلى طرابلس على متن زورق بحري انطلق من مالطا بعد أن تعذر عليه الوصول إلى مطار معيتيقة الواقع في ضواحي العاصمة بسبب عمليات إطلاق النار التي قامت بها بعض الكتائب المسلحة التابعة لحكومة طرابلس في محيط المطار. وأفادنا مصدر مطلع أن الكتائب المسلحة التابعة لقوات فجر ليبيا و الرافضة لحكومة الوفاق تقوم الآن بتحشيد كبير وبتجميع آليات حربية ومعدات عسكرية بمقر قيادة الأركان التابعة للمؤتمر الوطني بطرابلس بدعوة من رئيس حكومة طرابلس خليفة الغويل والقيادي بفجر ليبيا صلاح بادي. وأكدت ذات المصادر وجود حالة من الاستنفار في كلية تدريب الضابطات بطرابلس في وقت يعتزم فيه رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوحدة فائز السراج عقد مؤتمر صحفي في القاعدة البحرية بوستة بطرابلس للإعلان عن عدة إجراءات. وتنقسم الكتائب الليبية الداعمة لحكومة طرابلس والمنضوية تحت جماعة فجر ليبيا في مواقفها حول دعم حكومة السراج حيث أمنت بعض الكتائب حكومة الوفاق فور وصولها إلى طرابلس في حين تقوم كتائب أخرى بتحشيد آليات حربية استعدادا لتنفيذ أوامر رئيس حكومة طرابلس غير المتعرف بها دوليا. وقال المستشار الإعلامي لرئيس حكومة الوفاق فتحي بن عيسى في تصريح صحفي فور وصولهم إلى طرابلس إن هناك ترتيبات لوجستية تسعى الحكومة إلى إنجازها في حين أشارت تقارير إعلامية ليبية إلى أن القاعدة البحرية بطرابلس ستكون المقر المؤقت لحكومة الوفاق. إلى ذلك أعلنت الخارجية الأمريكية اليوم عن تأييدها لحكومة الوفاق ودخولها إلى طرابلس متهمة من أسمتهم بالمجموعة الصغيرة من المعرقلين السياسيين بإغلاق المجال الجوي في طرابلس لمنع حكومة الوفاق من الدخول. من جانبه رحب المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر بوصول المجلس الرئاسي إلى طرابلس وحث على الانتقال السلمي والمنظم في ليبيا واعتبره خطوة هامة على صعيد الانتقال الديمقراطي في ليبيا ومسار السلام والأمن والازدهار. وقال كوبلر في بيان نشر عبر الموقع الإلكتروني لبعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا "أود الإشادة بشجاعة وعزيمة وقيادة المجلس الرئاسي بقيادة رئيسه فائز السراج للمضي قدماً في تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي وتحقيق طموحات الأغلبية الساحقة من الشعب الليبي. كما أن المجتمع الدولي يؤيدهم بقوة ومستعد لتقديم الدعم والمساعدة اللازميْن."