شهدت منطقة مليتة التابعة لجزيرة قرقنة "ليلة رعب وهلع" اثر تدخل قوات الأمن لفض اعتصام المعطلين عن العمل من أصحاب الشهائد العليا بشركة بتروفاك على حد وصف أحد المعتصمين. واعتبر الشاب "س.م" في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الاثنين 4 افريل 2016 أن أهالي مليتة يعيشون حالة من الغضب والاحتقان بعد التدخل العنيف لقوات الأمن والهجوم الذي تعرضوا له من قبلهم، وفق قوله. وبين الشاب أن حوالي 30 سيارة كبيرة "باقة" وحافلتان للأمنيين و7 سيارات "هامر" تابعة للجيش حلت مساء أمس في حدود الساعة الثامنة غير بعيد عن مكان الاعتصام مما أثار شيئا من الرعب والخوف من حجم التدخل الأمني متابعا بالقول: "عندما رأينا الأعداد الكبيرة من الأمنيين تحصنا بالأهالي تحسبا لعمليات إيقافات لكنهم قاموا تحديدا في الساعة الواحدة بالهجوم علينا واطلاق الغاز المسيل للدموع وملاحقتنا". واكد الشاب المعتصم أن الكثير من الأهالي تضرروا نتيجة دخول الغاز المسيل للدموع إلى منازلهم، مشيرا إلى أن أحد الامنيين قام بالاعتداء لفظيا على امرأة كبيرة في السن عندما خرجت نتيجة دخول الغاز إلى منزلها، على حد تعبيره. وشدد "س.م" على أن أعوان الامن لم يتفاوضوا معهم مطلقا ولم يطلبوا منهم فض الاعتصام سلميا بل استعملوا مباشرة العنف لفض الاعتصام، موضحا انهم لم يتدخلوا فور وصولهم بل انتظروا إلى أن اتتهم الأوامر بالتدخل، وفق قوله. وعبر الشاب عن استغرابه ودهشته من الأعداد الكبيرة للأمنيين وعن تدخلهم بذلك الشكل العنيف، مؤكدا أنه تم إيقاف معتصمين اثنين واقتادوهم إلى صفاقس ولم يتم الافراج عنهما الى الان. وبين الشاب وهو أحد المعتصمين أن آخر جلسة تفاوض كانت يوم 22 مارس 2016 بين وزيرا الطاقة والمناجم ووزير الشؤون الاجتماعية وبين الاتحاد العام التونسي للشغل وممثل عن شركة بتروفاك وقبل خلالها المعتصمون بمقترح الطرف الحكومي لكنهم إلى اليوم لم يفعّلوا هذا الاتفاق، وفق تعبيره. يشار إلى أن وزارة الداخلية قالت في بلاغ لها إنه وأمام تعنت المعتصميبن اضطر أعوان الأمن إلى الإستعمال غير الكثيف للغاز المسيل للدّموع بغاية تفريقهم والتمكن من مواصلة مهمّتهم إلا أنهم هاجموا الأمنيّين والسيّارات الإداريّة ممّا إنجرّ عنه تهشيم حافلتين وسيّارتين أمنيّتين وجُرح أحد الأمنيّين على مستوى الوجه، وفق بلاغ الداخلية. وأكدنت الوزارة حرصها على تطبيق القانون لضمان حرّية الشغل ودعت المعنيين إلى مواصلة التعاطي مع جميع الأطراف بغاية التوصّل إلى حلول في مناخ من الهدوء لما فيه خيرُ أبناء المنطقة والإقتصاد الوطني.