تحركت السلطات عبر العالم بعد نشر تسريبات تكشف عن التهرب الضريبي وإخفاء ثروات زعماء دول ومسؤولين، وقد فتحت دول، من بينها النمسا وهولندا وأستراليا، وفرنسا تحقيقات في القضية منذ نشر التسريبات الأولى. وحصلت وسائل إعلام على نحو 11 مليون وثيقة مسربة من شركة الاستشارات القانونية، موساك فونسيكا، التي تعتمد السرية في أعمالها، في بنما، وتبين هذه الوثائق كيف ساعدت الشركة بعض زبائنها في غسيل الأموال والتحايل على العقوبات والتهرب من الضرائب. وتقول الشركة إنها تعمل بنزاهة منذ 40 عاما، ولم تتعرض لأي إدانة بمخالفة القانون. وقال رئيس بنما خوان كارلوس فاريللا إن حكومته لا تتسامح مع الأنشطة المالية غير المشروعة، وأن بلاده مستعدة للتعاون مع أي تحقيق في هذه القضية. وتتناول الوثائق 12 من قادة الدول الحاليين أو السابقين، و60 شخصا، على الأقل، لهم علاقة بقادة حاليين أو سابقين وتشتبه معطيات الوثائق في غسيل أموال، بقيمة مليار دولار، على يد شبكة تضم مقربين من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وتبين الوثائق أيضا أن رئيس وزراء إيسلندا، سيغموندور غونلوغسون، له فوائد غير مصرح بها، متعلقة بثروة زوجته وقد وقع 16 ألف شخص في إيسلندا عريضة يطالبون فيها باستقالته، ويتوقع أن تخرج مظاهرات احتجاجية لاحقا في ريكيافيك. ويقول مدير المجمع الدولي للصحافة الاستقصائية جيرارد رايل، الذي نسق التحقيق، إن الوثائق غطت النشاط اليومي لشركة موساك فونسيكا، خلال الأربعين عاما الماضية. وأضاف: "أعتقد أن هذه التسريبات هي أكبر ضربة تلقتها الشركات الخارجية، بالنظر إلى حجم الوثائق". ووردت في الوثائق أسماء صهر الرئيس الصيني، شي جينبينغ، والرئيس الأوكراني بيتور بوروشينكو، والرئيس الأرجنتيني، موريشيو ماكري، ووالد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون. وتكشف التسريبات عن غسيل أموال بقيمة مليار دولار على يد شبكة يديرها مصرف روسي، وتضم مقربين من الرئيس بوتين ويتعلق الأمر بمصرف "بنك روسيا" الذي يخضع لعقوبات أمريكية ومن الاتحاد الأوروبي، بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم. وتبين الوثائق كيف يعمل المصرف، إذ تمر الأموال عن طريق شركات خارجية، اثنين منهما ملك لاحد أصدقاء بوتين المقربين، واسمه سيرغي رالدوغين. وتشير التسريبات إلى أن رالدوغين كسب مئات الملايين من الدولارات في شكل فوائد من صفقات مشبوهة. المصدر: بي بي سي