حذرت هيئات ومنظمات دولية من مخاطر اللعبة الظاهرة " بوكيمون غو" بعدما تفشت في كامل أرجاء العالم وأضحت الأكثر استعمالا وانتشارا في سوق التطبيقات التكنولوجية ونبه مراقبون الى مخاطر هذه التطبيقة التي أطلقتها شركة نينتندو للألعاب الإلكترونية مؤكدين على أن الإدمان على هذه اللعبة أدى إلى حصول حوادث سير ووقوع جرائم ابتزاز وجرائم أخرى في حق الأطفال باستدراجهم عبر هذه اللعبة. دول عربية عديدة تحركت فور اطلاق تطبيقة " بوكيمون غو" فأعلنت مصر أن أجهزتها الأمنية تحقق في خطورة هذه التطبيقة نظرا لما قد تشكله من خطورة على أمنها القومي فيما حذرت الإمارات والكويت، مستخدمي الهواتف والأجهزة الذكية، من مخاطر لعبة "بوكيمون غو" ونبهت من استغلال "عناصر إجرامية" لألعاب إلكترونية تعتمد على مشاركة الموقع الجغرافي. وفي تونس شكلت الهيئة الوطنية للسلامة المعلوماتية فريقا متكونا من خبراء تدقيق في السلامة المعلوماتية ومجموعة من الشبان القادرين على القرصنة" الهاكر" للتدقيق والتحقيق في مدى خطورة هذه التطبيقه على السلامة المعلوماتية وعلى المعطيات الشخصية للأشخاص. وأكد أيمن عباس، أحد خبراء التدقيق التابعين للوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية، أن هذا الفريق قد شرع منذ اطلاق تطبيقة" بوكيمون غو" في التحقيق والبحث في الضرر الذي قد يحصل للتونسيين نتيجة اقبالهم واستعمالهم لها. وأفاد عباس في تصريحه لحقائق أون لاين بأن هذه القضية مازالت محل بحث بحيث لم يتوصل هذا الفريق إلى نتائج نهائية واستنتاجات يتم على ضوئها إعداد تقرير رسمي مشيرا إلى أن فريق الخبراء وال"هاكر" ما يزال يحقق في إمكانية وصول المعطيات الشخصية لمستعملي التطبيقة إلى مخترعيها. ولم يستبعد هذا الخبير أن تكون هذه التطبيقة وسيلة للتجسس والاطلاع على المعطيات الشخصية للمواطنين الذين يقبلون عليها والتوغل في كافة المسائل الشخصية والعمومية لاسيما وأنها لعبة تعتمد نظام GPS. ومن المنتظر أن يصدر الفريق تقريرا حول مدى خطورة تطبيقة " بوكيمون غو" على المعطيات الشخصية وعلى سلامة خصوصيات المواطنين والضرر الذي قد ينتج عنها. في الشأن ذاته توقع محمد عبد الهادي، أحد الخبراء التابعين للوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية، وجود مخاطر اجتماعية عديدة على مستعملي تطبيقة " بوكيمون غو" خاصة من ناحية امكانية توغل الأشخاص في خصوصيات أشخاص آخرين. وشدد على أن تأثيرات" بوكيمون غو" لم تظهر في تونس حد اللحظة نطرا لعدم إقبال عدد كبير من التونسيين على تنزيلها في هواتفهم المحمولة مقابل ارتفاع عدد مستعمليها في بقية بلدان العالم. تطبيقة لفضح المعطيات الشخصية أكد رئيس للهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية شوقي قداس أن مخاطر تطبيقة " بوكيمون غو" على حياة الأشخاص واضحة وجلية مبينا أن كل الهيئات الدولية المهتمة بسلامة المعطيات الشخصية نبهت إلى الأضرار التي قد تنتج عن استعمالها. وذكر قداش في تصريح لحقائق أون لاين أن الهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية لا تقدر على منع هذه اللعبة في تونس ولا يمكنها التحكم فيها باعتبارها لعبة دولية ومطلقها ليس تونسيا، حد قوله. وشدد ذات المتحدث على أن هذه التطبيقة تمس من المعطيات الشخصية للمواطنين ومن سلامة خصوصياتهم محذرا أولياء الأطفال القصر بمراقبة الألعاب والتطبيقات التي يقبل عليها أبناؤهم وداعيا في ذات الوقت الأشخاص الواعين غير القصر إلى الانتباه إلى خطورة هذه التطبيقات التي يحمّلونها على هواتفهم دون دراية. كما أكد على أن المعطيات الشخصية لمستعملي تطبيقة" بوكيمون غو" تصبح مفضوحة فور تنزيلها واعتمادها مبينا أنه اطلع على هذه التطبيقة وراقب مدى فاعليتها ونجاعتها مشددا على أنها تطبيقة مضرة أكثر من أن تكون نافعة.