استهل المسرحي المخضرم محمد رجاء فرحات سلسلة عروضه لمسرحيته التاريخية الجديدة حراير تونس بعرض على ركح مسرح الحمامات الدولي مساء أمس السبت بمناسبة الذكرى 60 لصدور مجلة الاحوال الشخصية التي مكنت المرأة من مكتسبات وحقوق مواطنية جعلتها رائدة عربيا وافريقيا وفي العالم الاسلامي قاطبة. المسرحية التي دامت زهاء الساعتين وشاركت فيها على الركح حوالي 60 امرأة واكبها جمهور غفير فاق طاقة الاستيعاب العادية لمسرح الحمامات. هذا العمل الفني الجديد لرجاء فرحات جمع بين الرقص والموسيقى والتمثيل وقد جاء محملا برسائل ذات مغزى ثقافي واجتماعي وسياسي. وقد سجل مشاركة الممثل القدير رؤوف بن عمر الذي تقمص دور المصلح الاجتماعي الزيتوني الطاهر الحداد صاحب كتاب "امرأتنا في الشريعة والمجتمع" علاوة عن مريم بن حسين ونجلاء بن عبد الله وآمال الفرجي ونجوى زهير. ولئن كان الأداء الركحي وسوء التنسيق بين الممثلين خلال العرض الأول محل انتقادات من قبل لفيف من الجمهور والصحفيين الذين تابعوا العرض، فإن المسرحية بشكل عام على مستوى المضمون مثلت عملا فنيا متميزا الهدف منه ايقاظ الذاكرة وتوجيه رسالة للشباب والشابات مفادها ضرورة المحافظة على المكتسبات الاجتماعية في تونس ما بعد الاستقلال بفضل إرادة سياسية لجيل من المصلحين يتقدمهم الزعيم الحبيب بورقيبة. رجاء فرحات قال عن العرض إن ستينية مجلة الأحوال الشخصية هي التي حتمته وان المشاركين فيه قاموا بعمل تطوعي نافيا ان تكون سلطة الاشراف في وزارة الثقافة قد دعمت المسرحية من الناحية المادية حيث كان الدعم خاصا من قبل بعض رجال الاعمال فقط. واعتبر فرحات في تصريح لحقائق اون لاين أن الذاكرة الوطنية مازالت مهمشة رغم العمل الذي تقوم به النخبة الجامعية ومؤسسات على غرار المكتبة الوطنية والكريديف، داعيا وسائل الاعلام الى تسليط الضوء على هذه المجهودات من اجل ايصالها فحواها الى عموم المواطنين. صاحب المسرحية وبطلها الرئيسي الذي لعب دور الحبيب بورقيبة اول رئيس للجمهورية التونسية دعا الى تكريس سلام بين الذكر والانثى وبين الماضي والحاضر وبين الهوية العربية الاسلامية و الحداثة فالحضارة هي من صنع المرأة والرجل وفق تعبيره. حري بالاشارة إلى أن المسرحية ستعرض في عديد المدن التونسية على غرار سوسة والمنستير وولايات أخرى وفق افادة رجاء فرحات الذي كان في حراير تونس مؤرخا وشاهدا على ثورة اجتماعية تحققت في تونس بفضل مجلة الاحوال الشخصية وتحرير المرأة التي قال عنها الشاعر الصغير اولاد احمد "نساء بلادي نساء ونصف".