رغم "الغصرة" التي عاشها النادي الإفريقي يوم أمس في مواجهته للمستقبل الرياضي بالمرسى إلا أن النجاح في اقتطاع بطاقة التأهل إلى الدور النهائي هو أهم ما يجب أن يتوقف عنده النادي وجميع مكوناته.. الحديث عن أداء بعض اللاعبين وجل التقييمات قد لا تكون ذات قيمة طالما تحقق الهدف وهو بلوغ النهائي والذي يمكن اعتباره تتويجا للموسم الفاشل الذي عرفه الفريق.. الإفريقي غاب عن النهائي منذ موسم 2006 فيما كان ترتيبه في نهاية الموسم الماضي غير مؤهل للمشاركة في مسابقة إفريقية وبالتالي فإن الوصول إلى موعد رادس للسبت المقبل يجب أن يكون محل تثمين.. أهمية الاستمرارية جرى الاتفاق بين سليم الرياحي وقيس اليعقوبي قبل إعلان التسمية أن يكون عقده محددا بأهداف والتي تتمحور حول التتويج بكأس تونس لإعلان تواصل التجربة.. اليوم حقق اليعقوبي وإطاره الفني نصف المهمة وقادوا الفريق إلى النهائي غير أن قراءة متأنية تجعل الفريق مطالبا بمراجعة جانب من حساباته فالجميع يعلم أن موقعة السبت المقبل هي مباراة وكأس وأيضا دربي وبالتالي فإن التتويج أو المرور بجانبه قد لا يكونان المقياس للحكم على عمل المجموعة.. صحيح أن الإفريقي متعطش للفوز باللقب خاصة أمام الغريم لكن على من يسير الفريق أن لا يحتكم إلى العاطفة فسواء توج الفريق أو أخفق فإن أوكد الأمور هو في منح الثقة في الإطار الفني لمواصلة المسيرة.. سليم الرياحي مطالب بأن يكون عقلانيا وأن يسعى منذ الآن للالتقاء بالإطار الفني من أجل تحفيزه ومنحه الثقة بأنه سيواصل مهامه حتى في صورة الإخفاق.. الحفاظ على الاستمرارية هو ما يحتاجه الإفريقي في الموسم الجديد مهما كانت نتيجة لقاء النهائي ويا ليت الرياحي يتعلم من أخطاء الماضي حتى لا يعود الفريق إلى المربع الأول.. العيفة والحق المهضوم رغم كل الانتقادات التي يتعرض لها يبقى بلال العيفة المدافع الأفضل لسنوات في الإفريقي حيث كان محل إجماع كل المدربين الذين تداولوا على قيادة الفريق منذ صعوده إلى صنف الأكابر.. العيفة الذي يعد أحد أبناء النادي الشرعيين ظل لسنوات كبش فداء النتائج السلبية غير أنه يستثنى من إيفائه حقه في المساهمة في النتائج الايجابية وهو أمر مرفوض.. بلال أنقذ الإفريقي يوم أمس من الانسحاب بتعديله للنتيجة في الدقيقة 90 بالإضافة إلى تجسيمه لضربة جزاء في نهاية اللقاء ورغم أن أداءه كان في أفضل مستوياته إلا أنه لم يكن ضمن المدعومين أو المشاد بهم.. صحيح أنه يتقاضى أجرا لقاء أدائه إلا أنه من الحري خاصة بالمنتقدين أن ينتبهوا إلى موضوع مهم وهو معنويات اللاعب الذي قد يشعر أن "رأسه مطلوب" زمن النتائج السلبية وأنه منسي حينما تأتي النتائج ولاسيما حينما يكون طرفا فاعلا فيها.. بين "الجزيريين" لا يزال المدافع القادم من قوافل قفصة فخر الدين الجزيري يتلمس خطواته الأولى في النادي الإفريقي غير أن نجاحه في تجسيم ضربة الجزاء الأخيرة قد يمنحه الكثير من الثقة التي يحتاجها.. الجزيري بدا مرتبكا في أول مباراتين وقد حاول العيفة من جهة والحدادي من جهة ثانية مساعدته ليكتسب الثقة قبل أن تبرز شخصيته بشكل واضح في نهاية اللقاء.. ابن النادي البنزرتي تقدم لتسديد ركلة الجزاء بشجاعة بعد أن لمس تردد بعض زملائه قبل ان يشتت تركيز الحارس يوسف الطرابلسي بتعمده التوقف لتفقد أربطة حذائه.. الطريف أن الجزيري سدد يوم أمس أول ضربة جزاء في مسيرته الرياضية ومن حسن حظه وحظ الإفريقي أنها سجلت ومنحت التأهل للفريق.. على الجهة الأخرى من الملعب فشل سيف الدين الجزيري في الحصول على ثقة مدربه حتى أن قيس اليعقوبي قد هاجمه في نهاية المباراة حين قال إن تغييره بين الشوطين كان ضروريا وأنه قد تعرف أخيرا على ما يساويه اللاعب في المجموعة وهو مؤشر واضح بأن المهاجم الأسمراني قد لا يواصل المسيرة مع الأحمر والأبيض.. الإعداد لكأس "الكاف" أدت خيارات الرياحي الفاشلة إلى رحيل التيجاني بلعيد وتعاقد زهير الذوادي مع النجم الرياضي الساحلي بالإضافة إلى انتقال المالي بوبكر ديارا إلى وادي دجلة المصري.. الإفريقي يوم أمس حصل على عدة مخالفات وركنيات فشل في استثمارها جميعا والسبب التنفيذ السيئ لغياب مختص في الكرات الثابتة.. وسط ميدان الأحمر والأبيض بدوره كان بمقدوره أن يكون أكثر صلابة وفاعلية بوجود لاعب مازيمبي السابق الذي انتقل لفريق في وسط الترتيب في مصر وتلك مفارقة في حد ذاتها.. ولأن "اللوم بعد القضاء بدعة" بات من الضروري على رئيس الإفريقي أن يتحرك ويوفر الإمكانات اللازمة لانتداب مهاجم ومتوسط ميدان دفاعي حتى يكون بمقدور الفريق المراهنة بجدية محليا وقاريا.. نادي باب الجديد يملك أفضل اللاعبين على الرواقين دفاعا ووسطا وهجوما غير أن العمود الفقري للفريق (مدافع ولاعب ارتكاز ومهاجم) هو الذي بحاجة للتدعيم طبعا إن رام الرياحي فعلا أن يكون فريقه رقما صعبا في بطولة الموسم الجديد..