لازالت عواقب حادثة اعتداء مجموعات سلفية على مقر السفارة الأمريكيةبتونس ومقر المدرسة التعاونية الأمريكية تُسلّطُ على الحكومة التونسية وتجبرها على تطبيق مطالب حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية كتعويضات عن الأضرار التي لحقتها إذ لم تكتفي السفارة الأمريكيةبتونس بالحصول على قطعة أرض بل أجبرت على الحكومة التونسية على التكفل بمصاريف إعادة بناء المدرسة التعاونية الأمريكية الواقعة بالطريق الرابط بين العاصمة وضاحية المرسى. وبناء على مذكرة تفاهم بين الحكومة التونسية وحكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية فرطت تونس في قطعة أرض لفائدة السفارة الأمريكيةبتونس للتعويض لها على الأضرار التي لحقت مقرها ولحقت مقر المدرسة الأمريكية الواقعة بالعاصمة إثر تعرض لهجوم بالحجارة من طرف مجموعات سلفية يوم 14 سبتمبر 2012. وتبلغ مساحة هذه الأرض أكثر من هكتارين وتقع في منطقة ضفاف البحيرة 2 وبجانب مقر السفارة الأمريكيةبتونس. ورغم أن نص هذه المذكرة ينص على أن يتم التعويض للأضرار بمنح قطع الأرض المقامة عليها المدرسة التعاونية الأمريكية فقط إلا أن ضغوطات السلطات الأمريكية أجبرت الحكومة التونسية على التكفل بمصاريف إعادة بناء مقر المدرسة الأمريكية . وبحسب مصادر مطلعة تصل التكاليف الجملية لمشروع إعادة بناء مقر المدرسة التعاونية الأمريكية إلى حوالي 30 مليون دينار. وبحسب ذات المصادر فإن رئاسة الحكومة هي الجهة الرسمية التي أشرفت على مشروع إعادة ترميم مقر المدرسة التعاونية الأمريكية حيث تجنبت رئاسة الحكومة تكليف وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية ووزارة التجهيز والإسكان في هذه المسالة باعتبارها مسألة سياسية. وتقوم شركة بناء ومقاولات تونسية بناء على عقد بينها وبين رئاسة الحكومة بأشغال البناء منذ أكثر من سنة وشُيدت أمام المشروع لافتة تخص بيانات المشروع وتبرز تكفل الجمهورية التونسية بالمشروع. وترفض السفارة الأمريكيةبتونس الإدلاء بأي تصريح إعلامي حول مسألة التعويض لها حول الأضرار التي لحقتها وسبق وأن أفادت في بيان خصت به حقائق أون لاين أنه لا يمكنها الإدلاء بأي تصريح في الوقت الراهن إلى حين إنهاء كل الاجراءات الضرورية المتعلقة بالاتفاق دون أن تحدد موعد إنهاء الإجراءات المذكورة. وعبرت السفارة عن تتطلعها إلى الوصول إلى قرارات حول التعويضات المنجرّة عن الهجوم على السفارة. وكانت تونس قد أمضت مع الولاياتالمتحدةالأمريكية مذكرة تفاهم يتم بموجبها التعويض للسفارة الأمريكية اعتبارا إلى الخسائر التى لحقتها وأضرت بالمدرسة التعاونية الأمريكيةبتونس والتي تم تقديرها من الطرف الأمريكي ب 12882927.00 دولار أمريكي بالنسبة لمقر السفارة الأمريكية و ب 5494888.00 دولار أمريكي بالنسبة لمقر المدرسة التعاونية. وطلب الطرف الأمريكي في هذه المذكرة بالتعويض بقطعة أرض تبلغ مساحتها جمليا 22848 مترا مربعا وكانت مستخدمة من طرف المدرسة التعاونية الأمريكيةبتونس على وجه الكراء. ونصت المذكرة على أنه يُبرم الطرفان بمقتضى هذه المذكرة اتفاق تسوية رضائية ونهائية بين حكومة الجمهورية التونسية وحكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية يتخلى بمقتضاه الطرف الأمريكي، بصفة لا رجعة فيها، عن أي مطالبة بالتعويض عن كافة الأضرار التي لحقت بمقر السفارة الأمريكية والمدرسة التعاونية الأمريكية إثر الأحداث التي جدت بتونس بتاريخ 14 سبتمبر 2012، مقابل النقل الذي لا رجعة فيه لقطعة الأرض المقامة عليها المدرسة التعاونية الأمريكية.