أوضح رئيس الجمهورية السابق ورئيس حزب حراك تونس الإرادة محمد المنصف المرزوقي انه خيّر الصمت بعد العام الأول من انتخابات 2014 لمنح من فازوا فرصة للعمل مضيفاً انه في السنة الثانية قام بالتحرك ميدانياً والتشاور مع عدة أطراف لتكوين الحزب ولكن بصفة هادئة ومؤكداً انه صاحب قضيّة لا صاحب "قضيَة". وبيّن المرزوقي، في حوار مع قناة التاسعة بثّ مساء اليوم الجمعة، ان حزب حراك تونس الإرادة سيلعب دوراً هاماً جداً في المرحلة المقبلة وانه سيكون حاضراً في جميع الاستحقاقات مشيراً إلى انه تبيّن اليوم ان من يحكمون غير جديرين وغير قادرين على حكم تونس. وأكد ان تغيّر الحكومات يؤدي إلى تراكم المشاكل مشدداً عل ضرورة الاستقرار السياسي لافتاً إلى انه حفاظاً على هذا الاستقرار قبل نتائج انتخابات 2014 الرئاسية رغم انه يعرف أنها لم تكن نزيهة، حسب تصريحاته. واعتبر ان رئيس الجمهورية بعد فوزه في الانتخابات تنصّل من فشل الحكومة السابقة - في إشارة إلى حكومة الحبيب الصيد" لافتاً إلى ان الحكومات المتتالية وراء تراكم المشاكل. وشدّد رئيس الجمهورية السابق على ان ضرورة أن يكون هناك حكومة مستقرة تدوم 5 سنوات وفي الآن ذاته إصلاحية تقوم بإجراءات موجعة تهمّ بدرجة أولى الفاسدين معرباً عن أمله في أن تبقى الحكومة الحالية إلى غاية سنة 2016. وتعليقاً على حكومة "الوحدة الوطنية"، وصف المنصف المرزوقي عبارات الوحدة الوطنية والحوار ب"الكلمات الواجهية والتغريرية"، موضحاً ان مفهوم الوحدة الوطنية كالزواج الذي يكون بين ذكر وأنثى لا بين شخصين متشابهين، على حدّ تعبيره. وأضاف ان الموجودين في حكومة "الوحدة الوطنية" هم من نفس الشلة التي دعمت الباجي قائد السبسي خلال حملته الانتخابية في حين ان الخصوم الحقيقيين له لم يقع الاتصال بهم، وفق قوله. ولفت المرزوقي إلى ان البلاد بحاجة إلى الاستقرار مبيناً ان الاستقرار لا يعني عدم وقوع حوادث أمنية ولكن رئيس جمهورية قادر على إكمال مدته (5 سنوات) وحكومة تنهي أيضاً مدتها المتكونة من 5 سنوات، مؤكداً ان المهم ليس أن تكون حكومة وحدة وطنية بل أن تكون حكومة فعّالة ومتجانسة ولها برنامج حقيقي. وقال إن هذه الحكومة هي حكومة "ملصقة" تجمع مساندي السبسي مبرزاً ان الشعب مقسّم إلى قسمين الأول يضم من هم مع الثورة والثاني من هم ضدّ الثورة. وتابع موضحاً ان المليون و400 شخص الذين صوّتوا له هم من مناصري الثورة معتبراً ان عددهم ازداد حالياً وذلك لما يمثله من رفض للفساد والطبقية والعنصرية. وأكد المرزوقي ان من يعتقدون ان الثورة قوس وأغلق مخطئون قائلاً إن "البورقيبيين وبن علي والسبسي هو القوس الذي سيغلق" باعتبار انه مبني على اللوبيات والعصابات والإعلام الفاسد، وفق تعبيره. وأشار إلى ان الدولة التي يحلم بها ستقوم على أنقاض الدولة البورقيبية وستكون مبنية على احترام الدستور والقانون مشدداً على انه لا أحد يستطيع العودة إلى الوراء.