أوضحت دراسة جديدة أن "الإصابات المهبلية تكون شائعة في حال ممارسة الجنس الطوعي أو الاختياري كما هو الحال في حالات الاغتصاب". وقد ألقت البحوث التي أجريت في الدنمارك بظلالها بالشك على وجهة النظر الشائعة بأن "الإصابات المهبلية هي دليل على الإكراه والاضطرار على الجماع". وعندما استجوب ضباط الشرطة في جميع أنحاء العالم "حالات الاغتصاب، فإن وجود الآفات داخل المهبل كان يتم اتخاذها كمؤشر على ما إذا كان قد تعرضت المرأة للاعتداء أم لا؟". وكانت هناك حالات أدين فيها الرجال بالاغتصاب، والتي تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة في بريطانيا، استنادًا إلى إصابات مهبلية وهي من الأدلة الرئيسية. وقد كشفت دراسة متعمقة تقارن ضحايا الاغتصاب مع طالبات التمريض في جامعة جنوب الدنمارك عن أن "الإصابات المهبلية ليست سوى ما يحتمل أن ينتج عن ممارسة الجنس بالتراضي مثل الاغتصاب". وقالت بريجيت أستروب شميت، وهي طبيبة في المعهد التابع لجامعة الطب الشرعي"هذه النتائج مثيرة للاهتمام للغاية، فطالبات التمريض واجهن إصابات مهبلية متكررة مثل التي يتعرضن لها ضحايا الاغتصاب، وهذه الإصابات لا يمكن أن تستخدم لأكثر من إثبات أن الجماع قد حدث". وأضافت أنه "في حالات الإدانة استنادًا إلى أدلة عن وقوع إصابات المهبل، يمكن أن تكون هناك مناقشات الآن بشأن ما إذا كانت هناك إساءة في تطبيق الأحكام العادلة". وبحثت الدراسة "110 من طالبات التمريض في مطلع العشرينات من عمرهن، و39 من ضحايا الاغتصاب من مركز لضحايا الاغتصاب في مستشفى جامعة أودينسي، وجميع اللائي تم فحصهن كن قد مارسن الجنس في مدة أقل من 28 ساعة". وأظهرت النتائج أن "هناك إصابات مهبلية في 36 %من ضحايا الاغتصاب، وفي 34 % من طالبات التمريض". ولم تتأثر نتائج طالبات التمريض من قبل، عما إذا كن قد مارسن الجنس بشكل قهري أو لطيف، أو تم استخدام الواقي الذكري أو الألعاب الجنسية. وكان ضحايا الاغتصاب أكثر صعوبة للدراسة بالطريقة نفسها، لأنهن نادرًا ما يتذكرن تفاصيل هذه الهجمات، ولأنهن عادة لا يتذكرن مدة أو فترة الاعتداء. وكانت نتائج الدكتورة أستروب، التي نُشرت في المجلة الدولية لعلوم الطب الشرعي، لها بالفعل تأثير على التحقيقات التي تقوم بها الشرطة الدانماركية. وقالت لمجلة " ScienceNordic"، " قبل أن أصل إلى بعض هذه النتائج، يميل المحققون إلى أن يأخذوا القضية على محمل الجد عندما تكون هناك إصابات، وتكون أقل أهمية عندما لا تكون هناك إصابات". وأضافت، "ومع ذلك، في حين أن أرقام الإصابات في حالات الاغتصاب ظلت تقريبًا هي نفسها التي ذكرت عند ممارسة الجنس بالتراضي، فإنه يمكن أن يكون هناك خطر متزايد من إصابات متعددة أثناء الجماع، وقد تكون إصابات ضحايا الاغتصاب أيضًا أكثر شدة". وقد تكون نوع الأغشية المخاطية المختلفة التي تحملها السيدات في أعضائهن التناسلية له أيضًا تأثير على الإصابات التي تحدث لهن جراء ممارسة الجنس العنيف. وعلى سبيل المثال، أظهر باحثون أميركيون أن "النساء البيض يحملن ما يصل إلى خمسة أضعاف الإصابات المهبلية من النساء من الأجناس الأخرى".