انتهت فصول قضية خطف حوالي 80 مواطنا تونسيا و احتجازهم في مدينة الزاوية الليبية. هذه النهاية لم نتجح في اماطة كثير من الغموض و التأويلات التي حامت حولها في ظل تكتم كبير من الجانبين الليبي و التونسي فسره كثيرون بأن خفايا واسرارا كثيرة ما تزال قيد البحث. ولعل في استعراضنا لاحداث هذه القضية في تسلسلها الزمني محاولة لفك رموز ما حصل. عشية السبت الماضي ألقت السلطات الأمنية التونسية القبض على 3 ليبين كانوا على متن سيارة على الطريق الرابطة بين بن قردان و جرجيس و من خلال عملية تفتيش عثر في حوزتهم على كمية من مادة الزطلة المخدرة في نفس الوقت تقريبا القت قوات الحرس الوطني في بن قردان القبض على شخصين احدهما تونسي و الثاني ليبي قيل انه معروف بانه احد اباطرة تهريب الزطلة بين تونس و ليبيا.عشية الاثنين تسربت الى وسائل الاعلام في الجهة /اذاعة تطاوين/ معلومات مؤكدة عن هروب أو تهريب هذين الشخصين من الايقاف في مقر منطقة الحرس في بن قردان.مساء الاثنين تسربت معلومات مؤكدة ايضا لوسيلة الاعلام تفسها;احتجاز عدد من المواطنين التونسيين في مدينة الزاوية أغلبهم من عملة شركة سوكومينا و مطالبة الخاطفين وهم مجموعة مسلحة ليبية باطلاق سراح ثلاثة موقوفين ليبين لدى السلطات التونسية بالافراج عن هؤلاء التونسيين.صباح الثلاثاء شهود عيان أكدوا أن مجموعة من الليبين وصلوا على متن سيارة شرطة الى راس جدير و تحدث احدهم بواسطة مكبر صوت السيارة متوجها الى الجانب التونسي بقوله "أمامكم ساعتان فقط لاطلاق سراح فلان وهو احد موقفي السبت . و الا فان الموت هو سيكون مصير كل التونسيين المحتجزين في الزاوية".عشية الثلاثاء نقلت اذاعة تطاوين عن مصادرها ان المحكمة الابتدائية في مدنين حكمت بصفة عاجلة بعدم سماع الدعوى و وقف الاجراءات على ثلاثة ليبين هم موقوفي عشيت السبت بين جرجيس و بن قردان و في حوزتهم كمية من الزطلة.بعد ساعتين كان هؤلاء الليبين الثلاثة في معبر راس جدير مغادرين الى ليبيا.في نفس الوقت كان حوالي 80 تونسيا الذين كانوا محتجزين في الزاوية في معبر راس جدير عائدين الى التراب التونسي بعد ان تم اطلاق سراهم في نفس لحظة نطق قاضي المحكمة الابتدائية بمدنين بالحكم في حق الليبين الثلاثة.مساء الثلاثاء الداخلية التونسية تصدر بلاغا تؤكد فيه اطلاق سراح التونسيين و قالت ان ذلك تم في اطار عالاقات الأخوة و حسن الجوار بين الشعبين الشقيقين.بين هذا و ذلك و طيلة الاربع و الشعرين ساعة الاخيرة نشطت الوساطات بين البلدين سواء على المستوى الرسمي او على المستوى الجهوي من خلال علاقات بين شخصيات في الجهة باوساط ليبية فاعلة في مدينة الزاوية.