اعترفت امس قاتلة البنتين بجهة بهرة من ولاية الكاف أثناء التحقيق معها بماديات الواقعة وأبدت ندمها الشديد مؤكدة بأنها انتقمت لفائدة والدها بعد أن وعدته بالثأر ممن وجه اليه شكوكه في ما يتعلق بسرقة ماشيته وقالت بالحرف «لقد تأثرت عندما اتصل بي والدي بالهاتف وهو يبكي وقال لي بكّوني فقلت له توّ تشوف إلا ما ابنكّي إللّي بكّوك». هذا وأوضحت المظنون فيها بأنها ترعرعت في محيط خال من الحنان والدفء العائلي مما ولد بداخلها الشعور بالكراهية والنقمة وأشارت بأن والدها كان يعاملها بقسوة ويفتّك ما تجنيه من أموال من بيع الخرشف واصفة والدها ب«الجبّار» الذي لا يقهر مؤكدة انه اتصل بها قبل الواقعة بيومين عبر الهاتف وقال لها بأن أحد الأقارب «عمر» فقد ماشيته ووجه اليه شكوكه. هذا وأشارت بأنها قررت قتل ابنتي «عمر» الذي وجه نحو والدها شكوكه في ما يتعلق بسرقة المواشي. وللغرض قدمت إلى جهة بهرة أين قضت ليلة الواقعة بأحد جبال المنطقة وفي الصباح توجهت الى المدرسة وحاولت استدراج ابنتي «عمر» ولما امتنعتا، استدرجت بنتي شقيقتيه وبوصولها الى الوادي قامت بذبح احدى الضحيتين ثم سدّدت عدّة طعنات الى الطفلة الثانية وقفلت عائدة الى تونس على متن سيارة أجرة، أين استأنفت عملها بصفة طبيعية في محاولة لطمس معالم الجريمة مؤكدة بأنها لم تتوقع أن ذهابها الى المدرسة ومرافقتها للبنتين قد استرعى اهتمام شهود العيان الذين كانوا سببا في كشف الحقيقة. وأفادت مصادر أمنية أن المظنون فيها كانت تضحك أثناء استقدامها أمس للتحقيق معها، وأن التحقيق جرى وسط حضور أمني مكثف. هذا وتمّ إصدار بطاقة ايداع بالسجن المدني ببلاريجيا في حق القاتلة. يذكر بأن حاكم التحقيق قد أفرد القاتلة بقضيتين منفصلتين من أجل القتل العمد.