تعرّض طبيب تونسي ومدرّس بكليات الطب بتونس وسوسة والمنستير الى عملية تحيّل تواطأت فيها زوجته مع شخص أمريكي الجنسية، وانتهت العملية باختطاف ابنته مريم وإخفائها في الولاياتالمتحدةالامريكية، مما جعل مكتب التحقيقات الفيدرالي ال FBI يدخل على الخط. تعرّف المتضرر وهو طبيب بالمستشفيات العمومية ويدرّس بكليات الطب بتونس وسوسة والمنستير على فتاة تدرس بكلية الحقوق، فتوطدت العلاقة بينهما واتفقا على الزواج. تزوّجا وأقاما بتونس العاصمة، وأنجبا بنتا سمياها مريم توافقا مع اسم والدة الأب. قرر الزوج أن يُدخل زوجته الى ميدان الاعمال وفعلا ساعدها لتعمل في المجال العقاري، فيما كان هو مهتمّا بأبحاثه العلمية وعلاج مرضاه، وكانت البنيّة تكبر، حتى بلغت سن الدراسة، وقد تميزت، حسب بطاقات أعدادها، في كل المواد، إلا أن الخلافات تسربت الى هذه العائلة، بعد أن اختارت الزوجة الانفصال عن زوجها والتعرّف على شخص آخر تونسي ولكنه متحصل على الجنسية الامريكية، وفعلا فلقد صدرت ضدها أحكام في قضايا أخلاقية قبل أن تصل العلاقة بين الزوجين الى نهايتها فانفصلا بالطلاق واختار كل منهما طريقا لحياته. الحكاية لم تنته عند هذا الحد، إذ تزوجت المطلقة من غريم طليقها، وهو تونسي حاصل على الجنسية الامريكية وينشط في مجال الاعمال والمال، إلا أن الزوجين الجديدين سرعان ما تورطا في أعمال تحيّل، حيث تحيّلت الزوجة على طليقها ونهبته مبلغا تجاوز 300 ألف دينار، بعد أن باعت جزءا من ممتلكاته، فيما تحيّل الزوج الجديد على والديه وعلى أشخاص آخرين ونهب منهم ما يفوق الخمس مائة ألف دينار، وتورّطا بذلك أمام القضاء الذي أصدر ضدهما أحكاما بلغت 27 سنة سجنا في سلسلة من القضايا. أثناء ذلك، وبينما كان الأب مرفوقا بابنته لقضاء عطلة الصيف في أوت من سنة 2008 بالوطن القبلي، تمكنت طليقته من الوصول اليها، وتعمّدت اختطافها، على حد قول الأب، ثم سافرت وزوجها الجديد بها الى تركيا، ومن اسطنبول الى الولاياتالمتحدةالامريكية حيث أقاموا هناك. بحث الأب عن ابنته في كل مكان، وواصل القيام بكافة الاجراءات القانونية والقضائية الى أن تحصل على حكم بحضانة البنت ثم حكم ضد طليقته من أجل الفرار بمحضون، وصدرت أحكام بالسجن ضدها في قضايا مختلفة بما فيها قضايا متعلقة بالتحيّل. واصل الأب بحثه عن بنيّته مريم الى أن بلغته معلومة عن وجودها في الولاياتالمتحدةالامريكية، فاتصل بكافة الجهات المعنية، كما اتصل بمكتب التحقيقات الفيديرالي، ال FBI، وطلب مساعدته على إيجاد ابنته في الولاياتالمتحدة. وفعلا أجابوه بعد فترة بوجودها رفقة الأم وزوجها في ولاية لوس أنجلس فأبلغهم بأن ابنته مختطفة وطلب مساعدته على إرجاعها الى تونس، ولاتزال الابحاث متواصلة. مكتب التحقيقات الفيدرالي لا يمكنه حسب والد الطفلة تسليمها اليه نظرا لوجود إشكال متعلق بالتنفيذ، إذ أن لكل ولاية في الولاياتالمتحدة نظامها الخاص، هذا فضلا عن أنه لا وجود لطلب من الانتربول بتسليم الطفلة، الأب تمكن عبر ال FBI من الحصول على رقم هاتف طليقته في لوس أنجلس فطلبت منه أن ينسى البنت، وأبلغته بأنها بصدد تغيير لقبها العائلي ليكون باسم الزوج الجديد، قبل أن تقفل الخط الهاتفي. بالنسبة الى والد الطفلة، وجد نفسه أمام شعور قاس وقاتل، كيف يدخل شخص غريب على عائلته، ليشتتها ويدمّرها ثم يفتك زوجته وابنته، ثم يعطيها لقبه غصبا عنه. الأب يطلب التدخل لفائدته ومساعدته على إرجاع ابنته مريم البالغة الآن من العمر ثماني سنوات، والتي انفصلت عن دراستها دون رغبة منها، رغم تميّزها في كل المواد. وأضاف محدثنا، الذي اضطر، في أكثر من لحظة الى البكاء، قائلا لقد اشتقت لابنتي، التي ودّعتني دون أن تعلم بكلمات خطّتها بأصابعها الصغيرة «بابا حبيبي» و«رضاك يا بابا شكرا على ما فعلته من أجلي...». ضياع الطفلة مريم أثّر كثيرا على والدها، الذي لم يبق له، كما يقول، إلا الجهات المعنية لمساعدته من أجل استرجاع ابنته وإعادة «الحياة» اليه، وختم لقائي به بالقول: «لقد اشتقت كثيرا لابنتي».