قال الصحافي الفرنسي إيف دوري، محرّر وناشر كتاب "حقيقتي" لليلى الطرابلسي زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، إنّه "سيتمّ التبرّع بعائدات الكتاب إلى جمعية خيرية". وأشار الناشر دوري، في حوار مع راديو "فرانس انتير" الفرنسي، وإذاعة "إكسبرس إف إم" التونسية، إلى أنه "إذا توفّرت عائدات سيتمّ التبرّع بها إلى هيئة خيرية خاصّة، وأنّ ليلى الطرابلسي تنازلت عن حقها المالي منه". وقال إيف صاحب دار نشر "Les Moments"، إنّه "تعرّف على زوجة الرئيس التونسي المخلوع عبر وسيط تونسي"، رافضًا الكشف عن هويّته "لأنه يتنقل بين فرنساوتونس"، مضيفًا "كنت أقضي حوالي ثلاث ساعات يوميًا، في الحديث مع للى الطرابلسي عن طريق "سكاي بي"، من أجل وضع النقاط على الحروف فيما يخص الكتاب"، حسب قوله. وتابع إيف "كانت ترتدي دومًا وشاحًا، وأحيانًا لم تكن ترغب في فتح الكاميرا لمشاهدتها، ربما لأنها غير جاهزة لذلك، أو لأنها لا تريد أن تكشف شعرها غير المغطى"، مؤكدًا أنّ "ليلى الطرابلسي كانت تقطع الحوار في كثير من الأحياء لأداء الصلاة أو لتناول الإفطار، خاصّةً أنّ عملية تحرير الكتاب تمّت خلال شهر رمضان الماضي 2011، كما أنّها لا تستطيع أن تعمل وتتواصل معه على امتداد أكثر من ثلاث ساعات، وأنّها تجد صعوبة كذلك في التحاور باللغة الفرنسية". كما أكد إيف دوري، أن "ما نُشر في الكتاب يُعتبر نقلاً حرفيًا لما روته زوجة الرئيس التونسي المخلوع، وقد حرصت على عدم التقليص أو الإضافة في تصريحاتها، وأنهاّ دافعت في هذا الكتاب عن زوجها وعائلتها، حيث تمسّكت في روايتها عمّا عاشته تونس يوم 14 كانون الثاني/يناير 2011، بأنها لم تهرب من البلاد، وإنما خرجت لأداء مناسك العمرة، لكن الأحداث تسارعت بعد ذلك ليتم الانقلاب على زوجها"، حسب قوله. وأضاف الصحافي الفرنسي نقلاً عن الطرابلسي "بن علي رافقني إلى المطار للاطمئنان عليّ، فتم الانقلاب عليه من قبل الحراس الشخصيين المرافقين له، وأرغموه على صعود الطائرة معي ومغادرة البلاد". وفي تعليقه على غلاف الكتاب الذي ظهرت فيه ليلى الطرابلسي مرتدية الحجاب ونظّارة شمسية سوداء، قال دوري"هي صورة حقيقية مستلهمة من مظهرها وهي تناقشني على سكاي بي، وقد أرسلت لي العديد من الصور وانتقيت هذه الصورة التي توجد على الكتاب حاليًا". من جانب آخر، كشف إيف دوري عن كونه تحدث مع زين العابدين بن علي، في بعض التفاصيل التي جاءت في الكتاب، الذي صدرت منه 10 آلاف نسخة، ثلاثة آلاف منها سيتمّ توزيعها في السوق التونسية، قائلاً "هو في صحة جيدة وسط أسرته"، نافيًا الشائعات التي تحدّثت عن تدهور حالته الصحيّة وإمكانية طلاقه من ليلى الطرابلسي"، مضيفًا أنّ كتاب (حقيقتي) يلقي الضوء على أجزاء هامّة من الثورة التونسية، لا يمكن تجاهلها بأي شكل من الأشكال". وذكر الصحافي الفرنسي، أنّ "حاكمة قرطاج سابقًا اتّهمت في كتابها علي السرياطي، المسؤول عن الأمن الرئاسي سابقًا، بتدبير عملية انقلاب على زوجها بالتعاون مع رجل الأعمال كمال لطيف (ابن عمّة بن علي)". وقال دوري إنّ "ليلى الطرابلسي ذكرت في كتابها أنّ المخابرات الفرنسية أعلمت زوجها بأنّ انتحاريًا اندسّ في صفوف الحرس الرئاسي، وكان يعتزم القيام بمجزرة داخل عائلة الرئيس السابق".