دعا الرئيس المنصف المرزوقي إيران إلى وقف دعمها للنظام السوري والذي لا يمكن له ان يستمر سوى بهذا الدعم - حسب قول المرزوقي - مشدداً في حديث ل "الرياض" على ان الثورات العربية اعطت دروسا في أن الصلاح ضرورة حتمية لا بد منها، وأوضح ان الشعب التونسي يكتشف ايجابيات وسلبيات الديمقراطية، وانتقد التبادل التجاري العربي الذي لن ينصلح الا بقرار سياسي. فإلى نص الحديث: * كيف تنظرون لمستقبل العلاقات الإسلامية الإسلامية بعد هذه القمة؟ - هذه القمة جاءت في وقت حرج جدا بالنسبة للامة الاسلامية خاصة ما يتعلق بمسألة سوريا ومينمار وفلسطين، ونتمنى ان تخرج القمة بقرارات حاسمة خاصة في الملف السوري وانتهاك حقوق الانسان بورما، واملي كبير في هذا الشأن. * وماذا عن العلاقات السعودية التونسية الحالية والمستقبلية؟ - هي دائما وابدا علاقات طبية واعتقد انها ستكون افضل من أي وقت مضى لاننا في تونس عندنا الارادة ان تكون العلاقات متينة جدا وهناك اهتمام من الاخوة السعوديين خاصة في التعامل الاقتصادي ونحن ممتنون لكل هذا. * الدماء مازالت تراق في سوريا والعالم يتفرج.. ما هي الوسيلة الامثل من وجهة نظركم لحقن دماء الشعب السوري؟ - الوسيلة الأفضل هي الضغط الكبير على الدول التي تدعم هذا النظام، فهذا النظام لاوجود له الا بالقوى التي تدعمه، ولو رفع عنه الدعم عندها سينهار فورا، وهناك دولة اسلامية وحيدة تدعم النظام السوري وهي ايران، لهذا سنغتنم وجود الاخوة الايرانيين في هذه القمة الاستثنائية لنخبرهم أن كل الدول الاسلامية ضد الدعم الذي يقدم للنظام السوري، ولا يمكن ان يكون رأي الايرانيين هو الصواب ورأي الامة الاسلامية جمعاء هو الخطأ.. نحن نريد للنظام السوري ان ينتهي، ولا نريد لايران ان تضرب وان تعيش في سلم، وسنبلغهم انهم مطالبون بالاستجابة لمطالب الامة الاسلامية ورفع الظلم عن الشعب السوري، وكذلك هناك اثنتان من القوى الكبرى لا بد أن نتصل بهما، وان نذكرهم كأمة اسلامية وامة عربية ان لهم مصالح في بلداننا.. لنا وزن لا بد أن نستخدمه وعندها سينهار النظام السوري. * ما الذي يمكن أن تضيفه ثورات الربيع العربي للعلاقات العربية العربية؟ وما السلبيات التي يمكن ان تنعكس من ورائها؟ - أهم شي حققته الثورات العربية انها اعتقت الانسان العربي، ولكن هذا لا يكفي لان الناس تريد الخدمات والتقدم الاقتصادي والاجتماعي، وهذا صعب جدا لاننا ورثنا حالة من الخراب الشامل وحالة نفسية تطالب بتحقيق المطالب في اسرع وقت ممكن وهذا شيء صعب. فالثورة مثل النخلة تغرسها ثم تتعهدها بالسقي وتتنظر زمنا حتى تأكل تمرها، ونحن في تونس ماضون في هذا الطريق. والفرق بين الشعوب العربية هي أن الدول التي فرضت التغير بالقوة ودول وشعوب بإمكانها ان تتفادى ثمن هذا التغير بسرعة الاصلاحات، وهناك دول ذهبت الى ذلك، ودول يجب ان تتفادى هذا الشيء. والثورات العربية اعطت دروسا أن الإصلاح واجب ضروري وحتمي لا بد منه. * كيف ترون تعامل الشعوب التي عاشت الربيع العربي مع الواقع الديمقراطي الجديد؟ - انا اتحدث عن الشعب التونسي الذي يتكشف الديمقراطية، يتكشف ايجابياتها وسلبياتها فمن الايجابيات التحرر من الخوف والمشاركة في صنع القرار ومن السلبيات الطفرة في الاعلام غير النزيه والطفرة في الاحزاب والزعامات واحيانا فوضى وتردي الخدمات، ولا يمكن ان تكون هناك ايجابيات بدون سلبيات، فلا يمكن ان تأكل التفاحة وتحتفظ بها، وحتى ترى الشعوب العربية ثمار الثورات فهي تحتاج الى اقل شيء خمس سنوات. * سبق وان حذرتم من اندلاع ثورة جديدة اذا لم يتم تطبيق ديمقراطية حقيقية.. هل يفهم من كلامكم أن الدول التي عاشت الثورات الحديثة أن تعيد الكرة من جديد؟ - ممكن طبعا لأن الناس نفد صبرها وتريد الاصلاح وتمارس ضغوطا كبيرة على الحكام، ولن تسمح بعودة الفساد وعودة نظام الحزب الواحد، وعلى النخب الحاكمة أن تعي اذا انزلقت كما انزلقت قبلها النخب الحاكمة بعد الاستعمار والتي كانت نزيهة ثم انزلقت فإن الشعوب لن تقبل هذا الشيء مرة اخرى. * التجارة البينية العربية مازالت دون المستوى المأمول من الشعوب العربية. كيف يمكن تنميتها؟ - بقرار سياسي وبإرادة سياسية، فالوضع الحالي غير طبيعي وسببه الانظمة الدكتاتورية السابقة، فالدكتاتور لا يهتم بمصالح شعبه وانما يهتم بوجوده فقط، والآن تغير الوضع ونتمنى ان يكون هناك اندماج واتحاد حتى توقى الانظمة بالدول القطرية غير قادرة على تلبية متطلبات شعبها.