شهدت الصفحات الموجودة على الموقع الاجتماعي الفاسبوك نشاطا مكثفا مع انطلاق الحملة الانتخابية خاصّة بعد أن رصدت هذه الأحزاب جزءا كبيرا من إمكانياتها للنشاط الافتراضي، ويبدو هذا جدُّ منطقيا فال"فايس بوك" مثلا حسب ما تحدّث أخصّائيو علم الاجتماع صنع الجزء الأكبر من الثورة وهو الذي ساهم في بث الروح في تمثال التعددية السياسية التونسية وأعاد نشاط عديد الأحزاب، كما ساهم أيضا في بروز هذه الطفرة الحزبية التي تعيشها ساحة السياسة في تونس منذ 14 من جانفي. ------------------------------------------------------------------------ ولئن خصّصت الأحزاب صفحات خاصة بها تسابق فيها عقارب الساعة في دورانها من أجل التعريف ببرامجها لدى المناصرين واستقطاب أكبر عدد ممكن من الأصوات، فإن الصفحات الشهيرة التي رجحت كفّتها خلال الثورة من خلال نشاط مكثف جلب إليها عددا كبيرا من الزوار يوميا شهدت هي الأخرى مشاركة حاسمة في فعاليات هذه الحملة عبر الترويج لأطراف معيّنة على حساب أطراف أخرى. ولقد تبنّت صفحات كثيرة على غرار "تونس الرقمية " و"الحقائق الخفية" و"أخبار تونس" و"سكندالي" و"وزارة الداخلية وزارة إرهابية" ... انطلاقا من المادّة التي تعرضها المطالب الشعبية للثورة وروّجت لها بعد أن كانت محرّكا فاعلا في جميع الاحتجاجات التي تلت الثورة. وخلال هذه الحملة الانتخابية يُلاحظ أن هذه الصفحات رّجحت على صفاحتها كل ما يتعلّق بثلاثة أحزاب رئيسية وهي المؤتمر من أجل الجمهورية وحركة النهضة وحزب العمال الشيوعي كما يبدو جليّا أنها ناصبت العداء لما تسمّيه ب"الأحزاب التجمعية" وبعض الأحزاب الأخرى التي شاركت في حكومة الغنوشي. وحسب ما تنشره هذه الصفحات فإنها خلقت تحالفا افتراضيا بين هذه الاحزاب الثلاثة ومن عجائب الأمور أن هذه الاحزاب وجدت لنفسها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تحالفا افتراضيا خاصة من قبل المقبلين على العالم الافتراضي في صفاحاته ذات الشأن السياسي، وهو ما فشلت قياداتها وعلى اختلاف مشاربها الليبرالية واليسارية والإسلامية في القيام به على أرضية الواقع السياسي. رضا تمتام بناء نيوز أخر تعديل في الأربعاء, 05 أكتوبر 2011 17:10