كان من المنتظر أن يتم الإعلان عن نتائج المشاورات السياسية التي انطلقت اثر الإعلان عن نتائج انتخابات المجلس التأسيسي لتشكيل الحكومة، إلا أن بعض التجاذبات و الخلافات الداخلية أدت إلى تأجيل ذلك، حيث صرح الناطق الرسمي لحركة النهضة مساء يوم الثلاثاء أن المشاورات قد تستمر أسابيع فيما قال عضو المكتب السياسي للنهضة نورالدين العرباوي أنه من الممكن أن يتم الإعلان عن التشكيلة الحكومية بعد شهر من الآن وأفادت مصادر قريبة من حركة النهضة أن المرزوقي و مصطفى بن جعفر يتنافسان بجدية على منصبي رئاسة الدولة و المجلس التأسيسي فيما يبدو أن رئاسة الحكومة تمسكت بها حركة النهضة. ولم تستبعد نفس المصادر أن تشارك أطراف سياسية أخرى في المشاورات خاصة بعد أن أكد القيادي في حركة النهضة نور الدين البحيري أن الحركة حريصة على تشكيل حكومة ائتلاف وطني وبعد أن شدد مصطفى بن جعفر على تشكيل حكومة مصلحة وطنية. غير أن المصادر جددت تأكيدها أن المشاورات حول توزيع الحقائب الوزارية تعترضها صعوبات نتيجة تباين وجهات النظر بخصوص الوزارات السيادية فالمؤتمر مصر على الحصول على وزارة الداخلية و القضاء، في حين تتجه النهضة إلى الاستئثار بحقائب معينة لم تعلن عنها. وتتواصل التجاذبات السياسية في أول نقطة تطرح أمام أهم مكوني المجلس التأسيسي وهو ما جعل بعض المحللين يعتبرون أن هذا الامتحان الأول الذي يجب أن لا "ترسب" فيه تلك الأحزاب بعد أن تمكنت من الحصول على ثقة الشعب التونسي، في حين اعتبر البعض الآخر أن تلك التجاذبات وما تطلبه من وقت هي عينة عن ما سيحدث داخل المجلس التأسيسي في المرحلة القادمة..؟