فشلت وساطة الرابطة التونسية لمجالس حماية الثورة في حلّ الإشكال الحاصل بكلية الآداب بمنوبة. وحمّل المنسق العام لهذه الرابطة محمد هدية عميد الكلية مسؤولية غلقها وتعطيل الدروس معتبرا ذاك عقابا جماعيا لكل الطلبة وقال" إن المجلس العلمي رفض مقترح المعتصمين بالسماح للمنتقبات بالدراسة مقابل كشف وجوههن أمام امرأة للتأكد من الهويّة". ------------------------------------------------------------------------ كما أضاف أنهم طلبوا من المعتصمين تعليق اعتصامهم ولو وقتيا حتى يتمكنوا من تجاوز هذا المشكل "الذي لا نراه عويصا على شعب أطاح بدكتاتور كان كالديناصور". وتلا المعتصم محمد صولي بيانا بيّن فيه أسباب هذا الاعتصام وأكد على تمسكهم "باعتصامهم السلمي" و"مشروعية مطالبهم" المتمثلة في إعادة فتح المصلّى الذي أغلقه عميد الكلية "بقرار انفرادي وحجز ما فيه". كما أكّدوا ضمان التعرّف على هويّة المنتقبات دون المساس من العقيدة والحرية الشخصية مقابل السماح لهنّ بالدراسة واجتياز الامتحانات. وجاء في بيان المعتصمين المطالبة بفتح حوار مع المجلس العلمي ودعوة جميع الأطراف إلى التخلي عن الخلفيات الإيديولوجية والسياسية واستنكار تدخّل أحمد ابراهيم رئيس حزب حركة التجديد و"تأثيره على قرار المجلس العلمي". وذكر أحد المعتصمين أن نقابة الأمن الوطني أكدّت عدم تدخل قوات الأمن في هذا الخلاف "الذي أخذ صبغة سياسية" وأشار إلى رفض عميد الكلية وساطة رئيس إقليم الأمن الوطني بفك الاعتصام مقابل كشف المنتقبة عن وجهها أمام امرأة للتعرّف على هويتها. كما أكّدت الطالبة فاتن حاجي، سنة ثانية عربية، أنها تمكّنت السنة الماضية من اجتياز الامتحانات وهي مرتدية للنقاب وتستغرب منعها هذه السنة من ذلك. ويشار إلى أنه بعد الندوة الصحفية التي انتظمت بمكان الاعتصام حدثت مشادات كلامية بين أعضاء الرابطة التونسية لمجالس حماية الثورة وبين طلبة الإتحاد العام لطلبة تونس الذين اتهموهم بمحاولة تأجيج الأمور والركوب على مطالب المعتصمين وذلك بعد أن عبّر ممثلون عن الرابطة عن مساندتهم للمعتصمين ولمطالبهم. وأكّد أحد أساتذة الكلية أن المجلس العلمي في غنى عن جميع الحسابات السياسية وأن الجامعة ستظل مغلقة حتى يتم خروج المعتصمين ومن ثم يقع التحاور مع طلبة كلية الأداب فقط، وأضاف أنه لا توجد أرضية مشتركة للحوار بين المعتصمين والمجلس العلمي قائلا "إن المعتصمين يتحدّثون من منطلقات حقوقية نقابية سياسية ونحن نتحدث من منطلق بيداغوجي ولعلّ هذا هو السبب الحقيقي في استمرار الخلاف الحاصل في وجهات النظر." رضا تمتام باء نيوز أخر تعديل في السبت, 10 ديسمبر 2011 20:43