وزارة الصحة تُوضح بخصوص التعهد بحالة طبية أثارت تفاعلات وتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي..#خبر_عاجل    عاجل: ما تشربوش من''عين أحمد'' و''عين أم ثعلب'' في تالة!    829 كم في 7 ثوان!.. صاعقة برق خارقة تحطم الأرقام القياسية    خطر تيك توك؟ البرلمان المصري يهدد بالحظر!    عاجل: قرار قضائي يوقف ترحيل آلاف المهاجرين من أمريكا    عارف بلخيرية رئيسا للجامعة التونسية للرقبي لفترة نيابية جديدة    ضيوف تونس: رشيد بارادي (الجزائر): حبّ تونس لا يحصى ولا يعد    الوحدات الأردني يفسخ عقد قيس اليعقوبي    كلمة ورواية: كلمة «مرتي» ما معناها ؟ وماذا يُقصد بها ؟    حماس تكذّب المبعوث الأمريكي: لن نتنازل عن السلاح    معاينة فنية لهضبة سيدي بوسعيد    في نابل والحمامات... مؤشرات إيجابية والسياحة تنتعش    مونديال الاصاغر للكرة الطائرة : ثلاثة لصفر جديدة أمام مصر والمرتبة 22 عالميا    درجات حرارة تفوق المعدلات    اليوم الدخول مجاني الى المتاحف    جامع الزيتونة ضمن السجل المعماري والعمراني للتراث العربي    غازي العيادي ضمن فعاليات مهرجان الحمامات الدولي: ولادة جديدة بعد مسيرة حافلة    تململ وغضب ودعوات للمقاطعة.. 70 دينارا لحم «العلوش» والمواطن «ضحيّة»!    أستراليا تمنع يوتيوب للأطفال: وداعًا للخوارزميات الخطرة؟    لرصد الجوي يُصدر تحييناً لخريطة اليقظة: 12 ولاية في الخانة الصفراء بسبب تقلبات الطقس    الكاف: شبهات اختراق بطاقات التوجيه الجامعي ل 12 طالبا بالجهة ووزارة التعليم العالي تتعهد بفتح تحقيق في الغرض (نائب بالبرلمان)    مباريات ودية: انتصارات لكل من النادي الصفاقسي، النجم الساحلي والاتحاد المنستيري    إيقاف ياسين تشيوكو الحارس الشخصي لميسي ومنعه من دخول الملاعب    مع الشروق :الاعتراف... نصر أكتوبر الجديد    العواصف الرعدية والبَرَدْ جايين الليلة في المناطق هذي، حضّر روحك!    شائعات ''الكسوف الكلي'' اليوم.. الحقيقة اللي لازم تعرفها    قبلي: يوم تكويني بعنوان "أمراض الكبد والجهاز الهضمي ...الوقاية والعلاج"    بورصة تونس تحتل المرتبة الرابعة ضمن قائمة اداء الاسواق العربية خلال الربع الثاني من 2025    قرطاج يشتعل الليلة بصوت نانسي: 7 سنوات من الغياب تنتهي    عاجل: سوبر الأحد..الترجي بغيابات مؤثرة والملعب التونسي يسترجع عناصره    تنبيه هام: تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق..#خبر_عاجل    عاجل/ شبهات اختراق وتلاعب بمعطيات شخصية لناجحين في البكالوريا..نقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه الجامعي تتدخل..    عاجل/ الحماية المدنية تُحذر من اضطراب البحر حتى وإن كان الطقس مشمساً..    شراو تذاكر ومالقاوش بلايصهم! شنوّة صار في باب عليوة؟    عاجل/ وزارة الفلاحة توجه نداء هام لمُجمّعي الحبوب وتقدّم جُملة من التوصيات للفلاحين..    زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    بالأرقام: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية في عدد من الولايات..    الأحداث السياسية في تونس في أسبوع (من 27 جويلية إلى 2 أوت 2025)    نقابة الصحفيين : مقاطع الفيديو المتعلقة بجماهير المهرجانات والمتداولة ليست لصحفيين محترفين ويجب احترام أخلاقيات المهنة    الإدارة العامة للأداءات تنشر الأجندة الجبائية لشهر أوت 2025..    تحذير: استعمال ماء الجافيل على الأبيض يدمّرو... والحل؟ بسيط وموجود في دارك    وزير التعليم العالي يتدخل وينصف التلميذ محمد العبيدي في توجيهه الجامعي    "تاف تونس " تعلن عن تركيب عدة اجهزة كومولوس لانتاج المياه الصالحة للشرب داخل مطار النفيضة- الحمامات الدولي    اتحاد الشغل يؤكد على ضرورة استئناف التفاوض مع سلطات الإشراف حول الزيادة في القطاع الخاص    أحمد الجوادي في نهائي 1500 متر: سباحة تونس تواصل التألق في بطولة العالم    وفاة جيني سيلي: صوت الكانتري الأميركي يخفت عن عمر 85 عامًا    كيفاش أظافرك تنبهك لمشاكل في القلب والدورة الدموية؟    الفنان "الشامي" يحقق نجاحا جماهريا باهرا ضمن فعاليات الدورة 45 لمهرجان صفاقس الدولي.    جثمان متحلل بالشقة.. الشرطة تكشف لغز اختفاء عم الفنانة أنغام    شنية حكاية ''زكرة بريك'' اللي خوّفت جدودنا؟    الرضاعة الطبيعية: 82% من الرضّع في تونس محرومون منها، يحذّر وزارة الصحة    بطاطا ولا طماطم؟ الحقيقة إلّي حيّرت العلماء    سهرة قائدي الأوركسترا لشادي القرفي على ركح قرطاج: لقاء عالمي في حضرة الموسيقى    تحذير للتونسيين : برشا عمليات قرصنة ... ردّ بالك من التصاور والروابط المشبوهة    القصرين: منع مؤقت لاستعمال مياه عين أحمد وأم الثعالب بسبب تغيّر في الجودة    تاريخ الخيانات السياسية (33) هدم قبر الحسين وحرثه    هل يمكن لمن قام بالحج أن يؤدي عمرة في نفس السنة؟    شنوّة جايك اليوم؟ أبراجك تكشف أسرار 1 أوت!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحامدي : سنفوز في الانتخابات القادمة... وهؤلاء سيكونون في الحكومة موضوع مميز
نشر في أنفو بليس يوم 15 - 02 - 2012

كيف ينظر لتطورات الوضع السياسي في تونس؟ وما هي رؤيته لتطوّر الأوضاع أشهرا بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي؟ وما هي برامجه وبرامج تيار العريضة الشعبية التي كانت رقما مميزا خلال الانتخابات الأخيرة؟
الحديث مع الهاشمي الحامدي مغر جدّا على الدوام بما فيه من طلاقة وانسيابيّة وتطرّق إلى العديد من المسائل والمواضيع ذات الصلة بالشأن الوطني وآفاق تطوره المستقبليّة وفهم ما يعتمل وسط الحياة السياسية من جدل واختلافات وتباينات في الرأي والرأي المخالف.
بداية..كيف كانت فكرة العريضة الشعبيّة؟ وكيف تقرؤون واقعها اليوم؟
شكرا جزيلا لجريدة «الشروق» الغراء على إتاحة الفرصة لي للحديث إلى قرائها الكرام. كما تعلمون، كنت أعلنت يوم 3 مارس 2011 عن العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية بعد تشجيع من عدد من المحبين والأنصار وحثهم لي على الترشح لرئاسة الجمهورية. وكنت أول من أعلن نيته المشاركة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي بقوائم مستقلة تدافع عن برنامج العريضة، كمبادرة وطنية مستقلة تعمل كتيار وغير مهيكلة في حزب. أعلنت نيتي هذه منذ يوم إعلان العريضة، ثم أكدت الأمر رسميا في الصحافة التونسية يوم 18 مارس 2011.
وعندما باشرت العمل الميداني مع أنصاري المؤمنين بمبادئ العريضة، اكتشفت الحاجة لحزب مرخص له للعمل بشكل قانوني لتسهيل نشاطنا الميداني. فقررت تكوين حزب يكون أداة من أدوات تيار العريضة الشعبية، وهو تيار شعبي واسع وعريض. طلبت من عدد من أنصاري المساعدة في تأسيس الحزب فوافقوا بحماس. قدمنا في البداية طلبا بتأسيس حزب باسم «الحركة الشعبية المستقلة» لكن الطلب رفض لأسباب إجرائية. فقدمنا طلبا ثانيا باسم «حزب المحافظين التقدميين»، وتم قبول الطلب بفضل الله. وكان أمينه العام يوم تقديم الطلب الأخ العزيز اسكندر بوعلاقي النائب بالمجلس التأسيسي عن تيار العريضة الشعبية في سوسة، ونائبه شقيقي الأخ العزيز محمد الحامدي. بعد ذلك استقال الأخ اسكندر وآلت الأمانة العامة للشاعر الحضري المحمودي. ثم استقال الأخ المحمودي قبل فترة لأسباب صحية، وأصر على الاستقالة، فتم انتخابي أمينا عاما. وأؤكد هنا أن الأخ المحمودي يواصل عمله في صفوف الحزب بحماس، ولا توجد أي مشاكل على الإطلاق في علاقته بي أو بأعضاء الهيئة التأسيسية للحزب.
كيف يكون الحزب محافظا وتقدميا في ذات الوقت؟
عند اختيار اسم الحزب، كان علينا أن نختار اسما لم يتم استخدامه من قبل أكثر من ستين حزبا حصلت على الترخيص القانونية قبلنا واستخدمت أشهر التسميات الحزبية في الساحة التونسية. وبما أن الإسم الأول الذي قدمناه «الحركة الشعبية المستقلة» لم يعد صالحا للمطلب الجديد فقد اخترت اسم «المحافظين التقدميين» متأثرا بتجربة السياسة البريطانية وتراث حزبيها الكبيرين: المحافظون والعمال.
عبارة المحافظين تعني أن حزبنا يعتز بالهوية العربية الإسلامية لتونس ويدافع عنها بإخلاص، وأنه أيضا يلتزم بدعم مؤسسة الأسرة كنواة أساسية لضمان استقرار المجتمع. وعبارة التقدميين تعني أننا حزب اجتماعي يساري بالتصنيفات التقليدية، لأننا ننحاز للفقراء والزواولة وندافع عن حق كل تونسي في الصحة المجانية، وحق العاطلين عن العمل في منحة البطالة، وحق كبار السن في التنقل المجاني. هذه السياسات تجعل من حزبنا حزبا تقدميا.
وبطبيعة الحال، فقد عبر برنامج الحزب عن برنامج العريضة الشعبية، التي هي الأصل، والحزب فرع منها وأداة من أدوات تيارها.
تقول إن العريضة هي الأصل. ها قد مضى عام تقريبا على إعلانها. ما هي أهم محطات مسيرتها خلال العام الأول من نشاطها؟
أعلنت عن العريضة يوم 3 مارس 2011 بعد نقاش مع عدد من الأنصار تم بثه على الهواء مباشرة في قناة المستقلة، ومطالبات عدد كبير منهم لي بالترشح لرئاسة الجمهورية. أعلنت عن العريضة في ذلك اليوم، وأعلنت نيتي المشاركة في انتخابات المجلس التأسيسي، وطلبت من أنصاري الأولين جمع التوقيعات لها في المدن والأرياف التونسية فكان التجاوب معها مشجعا للغاية. بناء على ذلك أكدت وأعلنت رسميا في 18 مارس للصحافة التونسية انني سأرشح قوائم مستقلة تدافع عن برنامج العريضة الشعبية في انتخابات المجلس التأسيسي. وفي 3 أفريل نشرت في الصحافة التونسية مقالة بعنوان «أفكار للمستقبل عن الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية» وضعت فيها البنود الأساسية المفصلة لبرنامج العريضة.
شرعت في التنسيق مع الأنصار الذين كانوا يتفاعلون مع ما أطرحه في قناة المستقلة من آراء ويتصلون بي هاتفيا وعبر البريد الالكتروني والفاكس. تدريجيا، نما عدد الأنصار وأصبحوا تيارا كبيرا في الساحة، ومنهم اخترت القائمات المترشحة في الانتخابات. في 12 جويلية 2011 عقد في قريتي الصغيرة «الحوامد» بولاية سيدي بوزيد اجتماع شارك فيه ما يزيد عن 150 من أنصار العريضة في 14 ولاية، وأجيز بالإجماع نص ومحتوى النشرية أو المطوية الشهيرة التي جرى توزيعها على المواطنين في الصيف الماضي. في الأسبوع الأول من سبتمبر قدمنا قوائمنا الانتخابية، وقد كتبت برنامجها الانتخابي، وقدت حملة إعلامية مشهورة لتعريف المواطنيين ببرنامجنا.
وبالرغم من التعتيم الإعلامي الكبير الذي سلط علينا ظلما داخل الساحة التونسية، فقد حققنا نجاحا كبيرا بحصولنا على المركز الثاني من جهة الأصوات، والمركز الثالث من جهة المقاعد. هذا انتصار كبير نحمد الله عليه، وبه إن شاء الله نؤسس لانتصار أكبر في الانتخابات المقبلة بعون الله.
حصلت انشقاقات في تياركم أيضا خلال هذه الفترة. أليس كذلك؟
حصلت انشقاقات، نعم، وحصل مثلها في تيارات أخرى. وفي نفس الوقت بقي معنا عدد معتبر من نواب العريضة الشعبية، ومن هذا المنبر أحييهم وأدعو لهم بكل خير. وبقيت الأغلبية الساحقة من نشطاء تيار العريضة الشعبية معي قلبا وقالبا. كلنا كتلة واحد تعمل من أجل مرضاة الخالق عز وجل وعز تونس ومجدها.
ما أسباب هذه الانشقاقات وكيف أثرت على عملكم؟
قبل ظهور نتائج الانتخابات كان الجميع يعمل معي في تيار العريضة الشعبية بانسجام ومحبة. إذا كان البعض يبيت نية سيئة منذ ما قبل الانتخابات فإنه لم يعلن عن هذه النية أبدا قبل ذلك، لأن الجميع خاض الانتخابات ببرنامجي وبالتعهد الرسمي بترشيحي رئيسا للجمهورية. لقد تلقيت تصاريح الشرف وطلبات الترشح من جل الراغبين في الترشح ضمن قوائم العريضة الشعبية، وهم وافقوا على بنود العريضة، وعلى الدفاع عن برنامج العريضة كتيار وطني، بما في ذلك ترشيحي لرئاسة الجمهورية في المجلس التأسيسي. وأذكر أنني جمعت جميع رؤساء القوائم الممثلة للعريضة الشعبية يوم 11 سبتمبر في صفاقس، وأشرفت على الاجتماع بخدمة «سكايب» الهاتفية المصورة وكنا كتلة واحدة متحدة.
وبصراحة شديدة، يصعب كثيرا أن يصدق الناس أنني تغيرت فجأة بعد الانتخابات وأصبحت إنسانا آخر مباشرة بعد ظهور النتائج، بما يبرر لكثير من الذين عملوا معي وتحت قيادتي الإنشقاق عن تيار العريضة الشعبية.
أنت لا تنكر أن عددا منهم انقلب عليك بعد الانتخابات؟
ها أنت سألت وأجبت في نفس الوقت. قلت «بعد الانتخابات». أي بعد أن ظهرت مكاسب ومغانم أنست بعض الناس كل العهود والمواثيق وأغرت بنا بعض الأحزاب الغنية التي نافستنا وفشلت في الانتخابات. أريد أن أشرح لقراء جريدة «الشروق الغراء» بعض المعطيات المهمة والأساسية. العريضة الشعبية نص سياسي وفكري حررته في مكتبي هنا في لندن من صفحة واحدة وعدد كلماته 254 كلمة فقط.
هناك بند أساسي في العريضة منذ اليوم الأول لإعلانها، يؤكد أن جميع الموقعين على العريضة من التونسيين والتونسيات «يكلفون الدكتور محمد الهاشمي بتمثيلهم والحديث باسمهم في المحافل الوطنية والعمل على ضمان مشاركتهم الفاعلة في انتخابات المجلس التأسيسي المقبل والمواعيد السياسية المقبلة». هذ البند يتضمن السبب الأصلي في ميلاد العريضة الشعبية فقد كانت باختصار شديد استجابة مني لطلبات عدد من المحبين الذين أحسنوا الظن بي، وفي مقدمتهم منية الرياحي من تونس، وموسى المطماطي من مطماطة، وحمادي من رادس، ونجاة بن مكي من الحمامات، وعبد الله من صفاقس، وتونسيون كثيرون من داخل البلاد ومن خارجها. هؤلاء كانوا مشاهدين لبرامجي، ومواطنين من بلادي لا أعرفهم إلا عبر الهاتف أو عبر رسائل بعضهم بالفاكس.
هذا يعني أن تيار العريضة يضم عددا من التونسيين الذين يحسنون الظن بمواطن من مواطنيهم، ويلتقون معه بشكل طوعي حر على برنامج لحكم تونس فيه الصحة المجانية ومنحة البطالة وبنود أخرى.
وضمن هذا التعريف، عملت خلال الشهور الماضية مع مجموعة كبيرة من التونسيين والتونسيات من ذوي الهمة العالية والأخلاق الكريمة. عملوا معي بصدق مع أنني لم أدفع لهم مالا ليعملوا معي في تيار العريضة الشعبية، ولكن الله ألف بيننا بفضله ووحد بين قلوبنا بكرمه لخدمة ديننا وخدمة بلادنا. هؤلاء جميعا، ولست أنا وحدي، هم أبطال العريضة الشعبية.
وبهذا يتضح أن الانتماء للعريضة قرار طوعي حر على أسس بنود واضحة ومعلومة سلفا. عندما يفقد تونسي ثقته في محمد الهاشمي الحامدي، لأي سبب كان، فإنه لم يعد من العريضة، وهو ليس ملزما بها. تونس بلد حر، ويمكن لكل مواطن أن يعمل بالسياسة دون قيود وينشط في أحزاب وتيارات قائمة أو جديدة يشكلها هو إن رغب في ذلك.
وللعلم، فقد تضمن البيان الانتخابي الرسمي لجميع قوائم العريضة الشعبية في انتخابات المجلس التأسيسي، هذه العبارة على لسان المرشحين «إذا منحتمونا أغلبية المقاعد فإننا نتعهد بانتخاب صاحب مبادرة العريضة الشعبية الأخ الدكتور محمد الهاشمي الحامدي رئيسا للجمهورية». وقد سمع التونسيون هذا التعهد من ممثلي قوائم العريضة الشعبية في التلفزة الوطنية.النصوص في تيار العريضة الشعبية وفي بيانه الانتخابي كانت واضحة جدا.
ما الذي يجعلك واثقا من الفوز بالانتخابات؟ هناك اليوم مؤشرات على أن عددا من الأحزاب والكتل المنافسة لكم ستتبنى برنامجكم الانتخابي، بما في ذلك الصحة المجانية ومنحة البطالة، بحيث قد يؤثر هذا على جاذبيتكم وقبولكم في الشارع التونسي؟
الأصل دائما أفضل من النسخة المصورة. ومع ذلك أؤكد لكم أنه لا يخيفني أبدا تبني الأحزاب المنافسة لبرنامج العريضة الشعبية وبرنامج تحالف تونس الجميلة. هذا دليل إضافي أننا سبقنا غيرنا لفهم مطالب الناس وتحديد الأهداف الحقيقية للثورة. وهذا مكسب كبير لنا أيضا، فنحن لسنا متلهفين على السلطة. هدفنا هو تغيير المفاهيم السياسية والضغط على جميع القوى السياسية الأخرى لتعترف وتقر بأنه لم يعد مقبولا اليوم بأي وجه من الوجوه أن يحرم تونسي من مقابلة الطبيب لأنه فقير، أو يعجز شاب عاطل عن العمل عن توفير ثمن تنقله في سيارة نقل ريفي من قريته إلى مركز المدينة لأنه عاطل عن العمل ولا دخل له، أو تعجز أم كبيرة السن عن التنقل إلى المستشفى الجامعي في سوسة لزيارة طبيبها لأنها معدمة وعاجزة عن توفير ثمن التنقل.
إذا طبقت الحكومة الحالية هذا البرنامج فسندعمها دون تردد. نحن لسنا طلاب سلطة إنما مناضلون من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية بالملموس، وليس بالشعارات الفارغة من كل مضمون. دخلنا السياسة ليعيش التونسي من بنزرت إلى تطاوين عزيزا كريما في وطنه.
مع ذلك، أنت تستعد للانتخابات، وتتوقع فوزا كبيرا لكم. هذا يعني أنكم طلاب سلطة؟
هذا يعني أننا نقوم بواجبنا في خدمة الشعب وإنجاح التجربة الديمقراطية بعد الثورة. هل تعيب على حزب العمال في بريطانيا أنه يسعى للفوز في الانتخابات المقبلة في بريطانيا؟ هل يعيب أحد على الحزب الاشتراكي أنه يسعى لهزيمة مرشح اليمين في الانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا؟
تيارنا هو القوة السياسية الثانية في البلاد من جهة الأصوات. هذا قرار الشعب التونسي. وبهذا التفويض، يصبح من واجبنا أن نستعد للانتخابات المقبلة، وأن نقول للشعب التونسي بكل وضوح وبساطة: إن كنت راضيا عن أداء حكومة أحزاب النهضة والمؤتمر والتكتل فسنحترم قرارك بالتجديد لهم في الانتخابات المقبلة. وإن كنت تبحث عن بديل فنحن جاهزون لخدمتك، بشرف وتواضع وإخلاص.
هل ستمضي في الفكرة التي أعلنت عنها في وقت سابق، فكرة تشكيل حكومة ظل؟
في بريطانيا اليوم حزب العمال المعارض له حكومة جاهزة لقيادة البلاد إذا فاز في الانتخابات المقبلة. والعرف هنا أن تلك الحكومة يتم الإعلان عنها في أول يوم بعد ظهور نتائج الانتخابات. بالنسبة لي، أرى أن من واجبنا في تيار العريضة الشعبية وحزب المحافظين التقدميين أن يكون لنا تصور واضح لأسماء أعضاء الحكومة التي سنشكلها لإدارة البلاد إذا فزنا في الانتخابات المقبلة. على سبيل المثال، وهذا رأي شخصي بحت، وأولي، أنا أرى أن الشيخ عبد الفتاح مورو مناسب لوزارة الخارجية أو لوزارة الداخلية، وأن القاضي مختار اليحياوي مناسب لوزارة العدل، وأن السيد محمد النوري الجويني مناسب للمالية، وأن الدكتور عبد الجليل البدوي مناسب لوزارة التشغيل، وأن الأستاذ أحمد الخصخوصي مناسب لوزارة التربية، وأن الأستاذة راضية النصراوي مناسبة لوزارة حقوق الإنسان، وأن الدكتور قيس سعيد مناسب لوزارة التعليم العالي، وأن أطلب من الاتحاد العام التونسي للشغل ترشيح وزير للشؤون الاجتماعية. كما أنني أرى موقعا في وزارات القطاع الاقتصادي للسيدين مصطفى النابلي وجلول عياد. وهكذا. هذا ما أقصده بحكومة الظل، وقد فصلت الأمر لشرح الفكرة وتوضيحها لجميع الناس.
إذا فزت في الانتخابات المقبلة فسأشكل حكومة كفاءات وطنية بقطع النظر عن انتماءاتها الحزبية، بشرط أن يوافق أعضاؤها على البنود الأساسية لبرنامج العريضة الشعبية وفي مقدمتها الصحة المجانية ومنحة البطالة.
أطمئن الشعب التونسي عبر جريدة «الشروق» الغراء أنني مع إخواني وأخواتي نواب كتلة العريضة الشعبية وقادة حزب المحافظين التقدميين لن ندخر جهدا لخدمته بإخلاص، وأنه إذا منحنا ثقته الغالية في الإنتخابات المقبلة فسنكون جاهزين لحكم البلاد إن شاء الله، وإرساء الأمن وأجواء الوفاق والمحبة بين جميع التونسيين، وتبني برنامج الصحة المجانية ومنحة البطالة في أول جلسة لمجلس الوزراء الجديد.
أخيرا: متى تعود إلى تونس؟
أنا أشهر مظلوم في نظام الحكم الجديد وأسأل الله تعالى أن يزيل هذا الظلم. مئات الآلاف من أبناء الشعب التونسي الأبي العزيز شرفوني وأكرموني بتأييدهم وبأصواتهم الغالية، وحكومة الغنوشي والمرزوقي وبن جعفر لا تعترف بي ولا بأصواتهم. قادة النظام الحاكم يلهثون وراء القاصي والداني ليتحدثوا معه، ويرفضون الاعتراف بزعيم القوة السياسية الثانية في البلاد ويرفضون الحوار معه ويشككون في آلاف الناس الذين صوتوا له.
لقد عشت 26 عاما في المنفى، ولا أنوي العودة إلى تونس في أجواء الحقرة والإقصاء والكراهية. سأكافح بكل ما أستطيع، من خارج تونس، من أجل حكومة أفضل للبلاد، تتواضع لشعبها، وتعترف بالتعددية وحق الاختلاف، وتتصرف بروح المحبة والوفاق.
الشروق - خالد الحدّاد
أخر تعديل في الأربعاء, 15 فيفري 2012 17:45


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.