هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    التشكيلات المحتملة للدربي المنتظر اليوم    تعرفش شكون أكثر لاعب سجل حضوره في دربي الترجي والإفريقي؟    سحب وأمطار بالشمال وانخفاض طفيف في الحرارة    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    اختتام الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسرح التونسي "مواسم الإبداع": مسرحية "الهاربات" لوفاء الطبوبي تُتوّج بجائزة أفضل عمل متكامل    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    مالي: اختطاف 3 مصريين .. ومطلوب فدية 5 ملايين دولار    تشيلسي يصعد لوصافة الدوري الإنجليزي بالفوز على وولفرهامبتون    الأحد: أمطار رعدية والحرارة في انخفاض    زيادة في ميزانية رئاسة الحكومة    وزارة الصحة: 1638 فحص أسنان: 731 حالة تحتاج متابعة و123 تلميذ تعالجوا فورياً    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    منخفض جوي وحالة عدم استقرار بهذه المناطق    منتدى تونس لتطوير الطب الصيني الإفريقي يومي 21 و22 نوفمبر 2025    إعداد منير الزوابي .. غيابات بالجملة والبدائل جاهزة    الجولة 12 لبطولة النخب لكرة اليد :سبورتينغ المكنين وجمعية الحمامات ابرز مستفيدين    تونس تحتضن ندوة دولية حول التغيرات المناخية والانتقال الطاقي في أكتوبر 2026    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    دعوة الى رؤية بيئية جديدة    رئيس الجمهورية يكلّف المهندس علي بن حمودة بتشكيل فريق لإيجاد حلول عاجلة في قابس    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    ألعاب التضامن الإسلامي – الرياض 2025: فضية لجميلة بولكباش في سباق 800 متر سباحة حرة    ربع التوانسة بعد الأربعين مهدّدين بتآكل غضروف الركبة!    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    تونس - الصين: 39 طالبا وطالبة يحصلون على "منحة السفير" في معهد كونفوشيوس بجامعة قرطاج    الرابطة الثانية – الجولة 8 (الدفعة الثانية): النتائج والترتيب    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    حريق في مستودع للعطور بتركيا يخلف 6 قتلى و5 مصابين    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    عاجل: من مساء السبت والى الأحد أمطار رعدية غزيرة ورياح تتجاوز 90 كلم/س بهذه المناطق    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    العلم يكشف سر في المقرونة : قداش لازمك تحط ملح ؟    عاجل/ محاولة اغتيال سفيرة إسرائيل بالمكسيك: ايران ترد على اتهامها..    هام/ الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب تنتدب..#خبر_عاجل    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    بايدن يوجه انتقادا حادا لترامب وحاشيته: "لا ملوك في الديمقراطية"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    أمطار بهذه المناطق خلال الليلة المقبلة    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    عاجل: حدث نادر فالسماء القمر يلتقي بزحل ونبتون قدام عينيك..هذا الموعد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهاشمي الحامدي : أفضل أن أكون عبد الله المظلوم لا عبد الله الظالم
نشر في الصريح يوم 17 - 11 - 2011

وقد كان ردّه صريحا وقويا وكان ذلك خلال حوار أجرته معه «الصريح» تليفونيا والحق نقول أن صدره اتسع وتقبل كل أسئلتنا وأجاب عنها بكل روح رياضية..
«الصريح» تنشر في ما يلي النصّ الكامل لهذا الحوار:
* كيف قضيت العيد؟
صليت العيد في لندن مع المؤمنين من جنسيات مختلفة. تذكرت أهلي في تونس، وقريتي الصغيرة الحوامد. أبهرتني صور جموع الحجيج وهي تلبي وتكبر وتستجيب لنداء الرحمن ودعوته لهم أن يأتوا إلى البيت الحرام من كل فج عميق.
* لماذا لم تعيّد في تونس وأنت زعيم الكتلة الثالثة في انتخابات المجلس التأسيسي؟
كل شيء بأوانه، ولكل أجل كتاب. في الوقت الراهن هناك حملة سياسية وإعلامية ظالمة وشرسة وهوجاء، تهتز لها الجبال الرواسي. هذه الحملة تذكرني بحملة نظام بن علي ضدي عام 2001 ردا على برنامج «المغرب الكبير» الذي كانت تبثه قناة المستقلة. أرى أن المصلحة الوطنية تقتضي مني الإنتظار والتريث، حتى يهدأ خصومي ويسحبوا المشانق الإعلامية والسياسية التي نصبوها لي، لا لشيء إلا لأنني فزت بثقة قطاع واسع من الشعب في الإنتخابات.
* خصومك يقولون إنك تمثل النظام القديم وبقايا التجمع؟
سبحانك ربي هذا بهتان عظيم. تيار العريضة الشعبية هو تيار فقراء تونس وطبقاتها المحرومة التي فجرت الثورة ووجدت في العريضة برنامجا عمليا ملموسا لتحقيق أهداف الثورة. لو كانوا صادقين فيما يقولون، لماذا تجدهم صامتين صمت أهل القبور على الأحزاب التي يرأسها وزراء بن علي وقادة التجمع لغاية 14 جانفي؟ هم يعرفون أن تهمهم باطلة، وكاذبة، لكنهم يؤمنون بنظرية غوبلز: اكذب اكذب حتى يصدقك الناس!! والشعب التونسي يعرف أنهم كاذبون، لأنه يعرف أصل وفصل كل مرشحي العريضة في الولايات من الفقراء والمستضعفين، ويعرف أن زعيم تيار العريضة يعيش في المنفى منذ ربع قرن. هل رأيت تجمعيا لا يستطيع زيارة تونس لحضور جنازة أمه؟ هل رأيت تجمعيا أطلق برنامج «المغرب الكبير»؟ هل رأيت تجمعيا قدم للعالم قناة المستقلة، شاشة للحرية والأحرار في كل أنحاء العالم؟ إنهم يهاجمونني غيرة وحسدا، وكيدا ومكرا، وعنادا ومكابرة. وإنني أفضل أن أكون عبد الله المظلوم على أن أكون عبد الله الظالم. حسبي الله ونعم الوكيل.
* هم يقولون إنك حصلت على أموال من وكالة الإتصال الخارجي لخدمة نظام بن علي؟
لم يصلني شخصيا مليم واحد من بن علي من 7 نوفمبر 1987 إلى 14 جانفي 2011. أؤكد لك ذلك بشكل قاطع. أما وكالة الإتصال الخارجي فقد طلبت من قناة المستقلة، وهي شركة إعلامية بريطانية، بث إعلانات عن السياحة التونسية. السياحة التونسية تزدهر بالإعلان، أمس واليوم وغدا. المستقلة بثت إعلانات السياحة كما بثتها قنوات عربية ودولية كثيرة، مشهورة ومعروفة. والوكالة وزعت إعلاناتها أيضا على الصحف والفضائيات التونسية، بما فيها الفضائيات والصحف التي يتكلم منها خصومي اليوم. فلماذا هذه الإعلانات حلال على كل وسائل الإعلام التونسية والعربية والعالمية، حرام على المستقلة، مع أن المستقلة لها شعبية واسعة وحب جارف في الجزائر والخليج وبقية أنحاء العالم العربي، وكلها أسواق تستهدفها إعلانات السياحة التونسية؟ المفترض أن تستأنف وزارة السياحة الإعلان في قناة المستقلة فورا، ولا تكتفي بالحملة الإعلانية التطوعية الذي تبثها قناة المستقلة مجانا لفائدة السياحة التونسية بقيمة مليوني دولار أمريكي. أين الإقرار بالفضل لأهله، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
ومن المهم أن يعرف الناس أيضا أن إعلانات السياحة التونسية كانت وثيقة براءة لقناة المستقلة. فخلال الحرب التي شنها نظام بن علي على قناة المستقلة عام 2001 بسبب برنامج المغرب الكبير، قالت حكومته للغرب إنني أخطر إنسان في العالم، وإنني «أصولي متكامل» ألحق الضرر بعقول ملايين الناس. جرى ذلك بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية الإجرامية التي أساءت كثيرا للإسلام وغيرت أولويات العالم كله. كانوا يريدون إسكاتي بأي طريقة. فلما جاءت إعلاناتهم قلنا للعالم: ها هم يعلنون في قناة المستقلة. هذا دليل مادي قاطع على أن كل تهمهم السابقة كذب وبهتان.
ثم إن المستقلة كتاب مفتوح للناس. هذا أرشيفنا وهذه برامجنا. ليأت أحد ببرنامج يقول فيه إنه تمجيد لنظام بن علي. قناة المستقلة هي من بدأت الثورة الإعلامية ضد بن علي ببرنامج المغرب الكبير. والعدل يقتضي من النخبة التونسية كلها أن تعترف بهذا الفضل لقناة المستقلة وصاحبها، وتكرمها وتكرمه. إنما السؤال الذي يفرض نفسه: كيف ستعدل هذه النخبة، وهي اليوم تكرر معي، ومع تيار العريضة الشعبية، ما فعله بن علي مع الإسلاميين من ظلم وإقصاء وتشويه؟
* قلت إنك تتعرض لحملة سياسية وإعلامية ظالمة وشرسة وهوجاء. كيف ستتعامل معها؟
بالصبر الجميل، وبدعوة أنصار العريضة الشعبية للصبر الجميل. هذا ما قلته أيضا يوم إسقاط قوائم العريضة الشعبية في عدد من الدوائر. قلت للناس عامة، ولأهالي سيدي بوزيد خاصة، قبل صدور القرار يوم الخميس، قلت لهم من شاشة قناة المستقلة، والبرنامج أذيع على الهواء مباشرة وهو موجود ومسجل، إنني أعارض كل أشكال الإحتجاج والتظاهر وأعارض الدعوة للإضراب العام. قلت لهم إنني أفضل في هذه الظروف أن أكون مظلوما لا ظالما. وعندما حدثت أعمال عنف وتخريب يوم الجمعة أدنتها بقوة ونشرت ذلك في قناة المستقلة وقناة حنبعل وأبلغت به وكالة الأنباء الفرنسية. إنني على مذهب الصبر الجميل. على مذهب غاندي في السياسة لأننا أبناء وطن واحد والمحبة بيننا واجب. وأقول للظالمين اليوم: اعتبروا بتجربة بن علي. لقد أقصى الإسلاميين واعتبرهم شياطين وحارب من يقترب منهم، فسقط وورثوا حكمه. لا تكرروا هذا السلوك بحقي وبحق تيار العريضة الشعبية. لا تجرحوا مشاعر التونسيين الذين صوتوا للعريضة من بنزرت إلى تطاوين. إنهم أهل الثورة، وأصحابها الشرعيون، وليسوا من بقايا التجمع كما تروجون اليوم وتزعمون ظلما وبهتانا.
* ليس في خطتك إلا الصبر الجميل؟
الصبر الجميل هو ما نتعلمه من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. مع اشتداد الحملة ضدي بوجه خاص، وضد تيار العريضة الشعبية بوجه عام، سألت نفسي: هل دعوت إلى منكر؟ هل نهيت عن معروف؟ هل حرمت حلالا؟ هل حللت حراما؟ هل آذيت أحدا بشيء؟ هل دعيت إلى عروشية أو جهوية؟ إنني بريء من كل هذه التهم. ذنبي أنني دعوت لدستور ديمقراطي، وللصحة المجانية، ومنحة البطالة، والتنقل المجاني للمتقاعدين، ولإنشاء ديوان المظالم، وديوان الزكاة، ووزارة لعمالنا في الخارج، وإعادة نظام الأوقاف، وكفالة الحريات الدينية، وبناء مؤسسة القيروان العالمية للسيرة النبوية، ومؤسسة القصرين العلمية لصناعة الحاسوب والسيارة والطائرة. هذه أفكار تنفع جميع التونسيين، من بنزرت إلى تطاوين، ولطالما قلت وكررت إننا عائلة واحدة، وجهة واحدة، وعرش واحد. هل في هذه الأفكار والبرامج ما يعيبني، أو يعيب أي تونسي أعطى صوته للعريضة الشعبية؟ بالقطع لا. كل هذه الأهداف من صميم الإسلام، ومن صميم التجربة السياسية والإجتماعية الغربية. لذلك أقول لنفسي، ولكل فرد من أنصار العريضة الشعبية، في هذه الأوقات العصيبة: كن مع الله ولا تبال. احفظ الله يحفظك. وانصره ينصرك. ونصرة الله هنا تعني نصرة تعاليمه وقيمه، وعلى رأسها التوحيد والعدل ومكارم الأخلاق، وهو تعالى أهل الخير كله، وعده الحق، وهو أصدق القائلين.
* الأحزاب الفائزة في البرلمان تفرض عليك حصارا سياسيا شاملا. لا أحد منهم يريد الحوار مع العريضة الشعبية؟
الحوار فضيلة عليا ومبدأ أساسي من مبادئ الديمقراطية. نحن سنواجه سياسة الظلم والإزدراء والإقصاء بالصبر الجميل. بدعاء: حسبنا الله ونعم الوكيل. شعبنا يرى حجم الظلم المسلط علينا. وبعد عام أو عامين، عندما نعود للإنتخابات، سيدلي الشعب برأيه فيما تعرضنا له من ظلم وازدراء وإقصاء. وإنني أعلن تفاؤلي بإمكانية الفوز بالأغلبية في الإنتخابات المقبلة، بعون الله تعالى.
* متى ستبدؤون الإعداد للحملة الإنتخابية المقبلة؟
بدأنا بالفعل. العريضة الشعبية هي اليوم ضمانة أساسية لنجاح التجربة الديمقراطية في تونس. الديمقراطية تقوم على أحزاب قوية في الحكم وأحزاب قوية في المعارضة. ونحن اليوم أمل تونس في تأطير قوة سياسية معتدلة، تقدمية في سياستها الإجتماعية، معتزة بدينها وعروبتها، تنافس حركة النهضة وتتعاون معها في آن واحد، بحب واحترام، في خدمة البلاد وإنجاح التجربة الديمقراطية. وأغتنم الفرصة لأدعو كل التونسيين الراغبين في الترشح ضمن قوائم العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية في الإنتخابات المقبلة، وكذلك للشخصيات الوطنية التي تريد أن تشارك في الهيئة الإستشارية الوطنية لتيار العريضة الشعبية هذا العام، أو ضمن حزب المحافظين التقدميين الذي أسسته الصيف الماضي للمساعدة في تأطير أنصار العريضة الشعبية، أدعوهم جميعا للإتصال بي عبر البريد الالكتروني أو الفاكس، والعنوان موجود في موقعي الالكتروني: www.almustakillah.com
* ماذا سيكون دوركم في المجلس التأسيسي إذن؟
لنا زعامة المعارضة كما تقتضي التقاليد الديمقراطية في التجربة الغربية. ومن هذا الموقع سنطرح كل البنود التي تضمنها برنامج العريضة الشعبية: لدستور ديمقراطي، وللصحة المجانية، ومنحة البطالة، والتنقل المجاني للمتقاعدين، ولإنشاء ديوان المظالم، وديوان الزكاة، ووزارة لعمالنا في الخارج، وإعادة نظام الأوقاف، وكفالة الحريات الدينية، وبناء مؤسسة القيروان العالمية للسيرة النبوية، ومؤسسة القصرين العلمية لصناعة الحاسوب والسيارة والطائرة. سنطرحها ونطلب التصويت عليها. نحن سنؤيدها وسنرى موقف الأحزاب الأخرى من هذه المطالب يوم التصويت.
* هل كتلتكم متحدة؟
أغلبيتها متحدة والحمد لله، وقد انتخبنا الدكتور عبد المنعم كرير، النائب عن ولاية المنستير رئيسا للكتلة البرلمانية لتيار العريضة الشعبية في المجلس الوطني التأسيسي، وانتخبنا نائبين له، حاتم الكلاعي من الكاف وسعد بوعيش من تطاوين، كما تم اختيار ابراهيم القصاص النائب عن ولاية قبلي ناطقا باسم الكتلة. هؤلاء، والنواب الملتزمون ببرنامج العريضة ضمن هذه الكتلة وليس من خارجها، مفوضون معي للحديث باسم العريضة الشعبية، أما غيرهم فلا يحق له تمثيل العريضة الشعبية والنطق باسمها. وأرجو من جميع وسائل الإعلام التونسية احترام هذا الأمر.
أضيف أمرا آخر أنا مضطر لقوله بكل صراحة، في سياق التعليق على موضوع الإنشقاق: الإعلاميون والمحللون السياسيون في تونس والعالم يعرفون أن الشعب التونسي منح أصواته لبرنامج العريضة الشعبية، ولصاحب مبادرة العريضة الشعبية أساسا، وليس لصاحب المركز الأول في هذه القائمة أو تلك. والإسم الذي كان موجودا في ورقة الإنتخابات كان اسم العريضة الشعبية. والبرنامج الذي قرأه المرشحون في التلفزة التونسية خلال الحملة الإنتخابية كان برنامج العريضة الشعبية. وضمن هذا البرنامج التزم المرشحون بانتخابي رئيسا للجمهورية في حالة الفوز بالأغلبية. نصيحتي لنفسي ولكل تونسي هو أن نلزم أنفسنا باحترام العقود والوفاء بالعهود.
* ما هو موقعك في تيار العريضة الشعبية؟ كيف نسميك رسميا ضمن هذا التيار؟
أنا رئيس تيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية. والعريضة الشعبية فكرة ومشروع ورؤية تقدمت بها لإثراء السجال السياسي في تونس، مثلما ألفت كتابا عن التوحيد أو عن السيرة النبوية. إنني أحتفظ بحقوق الملكية الفكرية للعريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية، وأرجو من جميع وسائل الإعلام التونسية والعالمية احترام هذا المعطى.
أعلنت هذه العريضة للناس يوم 3 مارس 2011 في قناة المستقلة، جوابا على رسائل كثيرة تلقيتها تدعوني للعودة إلى البلاد والترشح لرئاسة الجمهورية. قلت لجميع من أحسن الظن بي من بني وطني: تعالوا نجتمع على ما هو أكثر من حبكم لي وحسن ظنكم بي. وقدمت لهم برنامج الدستور الديمقراطي، والصحة المجانية، ومنحة البطالة، والنظام الرئاسي الذي يقابله برلمان بصلاحيات موسعة، وجعلت محبة الناس لي آخر بند في العريضة. بمعنى أن تيار العريضة الشعبية هو بمثابة النادي الخاص بمحبي محمد الهاشمي الحامدي الذين يوافقونه على أفكاره ومقترحاته. هذه تجربة تسمح بها الديمقراطية. من يحسن الظن بي ويوافقني الرأي حول مبادئ العريضة أعمل معه بأخوة ومحبة. ومن يخالفني الرأي، أو يكرهني، فله أكثر من مائة حزب يمكن أن ينضم إليها، ويمكن أن يعمل مستقلا أيضا أو يؤسس حزبا جديدا. تونس تتسع لاجتهادات ومبادرات وأحزاب فكرية وسياسية كثيرة، فلنتنافس في خدمتها بمحبة وإخلاص وتواضع.
* في الختام، ما هي رسالتك للشيخ راشد الغنوشي، والدكتور منصف المرزوقي، والدكتور مصطفى بن جعفر وقادة بقية الأحزاب والقوائم الممثلة في المجلس التأسيسي؟
أقول لهم إنني أمد يد المحبة لهم جميعا لنتعاون من أجل خير البلاد ومن أجل إنجاح الديمقراطية الجديدة. اذكروا الفضل بيننا فهو كثير. وحتى لو كانت لديكم مؤاخذات أو تحفظات، تذكروا قول الله تعالى: «إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم»، وقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم»، وقوله تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»، وقوله تعالى: «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم»، وقوله تعالى: «وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم». وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «خيركم من بدأ صاحبه بالسلام». وقوله: «كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه».
تعالوا نستعض عن الجفوة بالتواصل. وعن الإقصاء بالحوار والتعاون. وعن إطلاق الاتهامات بالمحبة والتماس الأعذار. في المجلس التأسيسي أحزاب تجمعية بأسماء أخرى. وأحزاب أخرى كانت تستعد للمشاركة في حكومة بن علي التي كان يخطط لتشكيلها آخر أيامه. ومن قبل حاولت أحزاب معارضة أخرى التوصل للتفاهم والمصالحة مع بن علي رغم ما كان بينها وبينه من مواجهات مؤلمة. لماذا تقبلون بكل هذه الأمور، وتتعاملون مع أصحابها، وتجعلون العريضة الشعبية وحدها عدوا لكم، وتجعلون صاحبها عدوا لكم، مع أنكم تعرفون أنه مظلوم، وأنه أدار أفقر حملة انتخابية، وأنه قدم الكثير من التضحيات من أجل الحرية والديمقراطية في تونس؟
يا إخوتي: لا تكرروا أخطاء بن علي. هذه نصيحة محب لكم، وستريكم الأيام أنني ناصح مخلص محب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.