تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهاشمي الحامدي : أفضل أن أكون عبد الله المظلوم لا عبد الله الظالم
نشر في الصريح يوم 17 - 11 - 2011

وقد كان ردّه صريحا وقويا وكان ذلك خلال حوار أجرته معه «الصريح» تليفونيا والحق نقول أن صدره اتسع وتقبل كل أسئلتنا وأجاب عنها بكل روح رياضية..
«الصريح» تنشر في ما يلي النصّ الكامل لهذا الحوار:
* كيف قضيت العيد؟
صليت العيد في لندن مع المؤمنين من جنسيات مختلفة. تذكرت أهلي في تونس، وقريتي الصغيرة الحوامد. أبهرتني صور جموع الحجيج وهي تلبي وتكبر وتستجيب لنداء الرحمن ودعوته لهم أن يأتوا إلى البيت الحرام من كل فج عميق.
* لماذا لم تعيّد في تونس وأنت زعيم الكتلة الثالثة في انتخابات المجلس التأسيسي؟
كل شيء بأوانه، ولكل أجل كتاب. في الوقت الراهن هناك حملة سياسية وإعلامية ظالمة وشرسة وهوجاء، تهتز لها الجبال الرواسي. هذه الحملة تذكرني بحملة نظام بن علي ضدي عام 2001 ردا على برنامج «المغرب الكبير» الذي كانت تبثه قناة المستقلة. أرى أن المصلحة الوطنية تقتضي مني الإنتظار والتريث، حتى يهدأ خصومي ويسحبوا المشانق الإعلامية والسياسية التي نصبوها لي، لا لشيء إلا لأنني فزت بثقة قطاع واسع من الشعب في الإنتخابات.
* خصومك يقولون إنك تمثل النظام القديم وبقايا التجمع؟
سبحانك ربي هذا بهتان عظيم. تيار العريضة الشعبية هو تيار فقراء تونس وطبقاتها المحرومة التي فجرت الثورة ووجدت في العريضة برنامجا عمليا ملموسا لتحقيق أهداف الثورة. لو كانوا صادقين فيما يقولون، لماذا تجدهم صامتين صمت أهل القبور على الأحزاب التي يرأسها وزراء بن علي وقادة التجمع لغاية 14 جانفي؟ هم يعرفون أن تهمهم باطلة، وكاذبة، لكنهم يؤمنون بنظرية غوبلز: اكذب اكذب حتى يصدقك الناس!! والشعب التونسي يعرف أنهم كاذبون، لأنه يعرف أصل وفصل كل مرشحي العريضة في الولايات من الفقراء والمستضعفين، ويعرف أن زعيم تيار العريضة يعيش في المنفى منذ ربع قرن. هل رأيت تجمعيا لا يستطيع زيارة تونس لحضور جنازة أمه؟ هل رأيت تجمعيا أطلق برنامج «المغرب الكبير»؟ هل رأيت تجمعيا قدم للعالم قناة المستقلة، شاشة للحرية والأحرار في كل أنحاء العالم؟ إنهم يهاجمونني غيرة وحسدا، وكيدا ومكرا، وعنادا ومكابرة. وإنني أفضل أن أكون عبد الله المظلوم على أن أكون عبد الله الظالم. حسبي الله ونعم الوكيل.
* هم يقولون إنك حصلت على أموال من وكالة الإتصال الخارجي لخدمة نظام بن علي؟
لم يصلني شخصيا مليم واحد من بن علي من 7 نوفمبر 1987 إلى 14 جانفي 2011. أؤكد لك ذلك بشكل قاطع. أما وكالة الإتصال الخارجي فقد طلبت من قناة المستقلة، وهي شركة إعلامية بريطانية، بث إعلانات عن السياحة التونسية. السياحة التونسية تزدهر بالإعلان، أمس واليوم وغدا. المستقلة بثت إعلانات السياحة كما بثتها قنوات عربية ودولية كثيرة، مشهورة ومعروفة. والوكالة وزعت إعلاناتها أيضا على الصحف والفضائيات التونسية، بما فيها الفضائيات والصحف التي يتكلم منها خصومي اليوم. فلماذا هذه الإعلانات حلال على كل وسائل الإعلام التونسية والعربية والعالمية، حرام على المستقلة، مع أن المستقلة لها شعبية واسعة وحب جارف في الجزائر والخليج وبقية أنحاء العالم العربي، وكلها أسواق تستهدفها إعلانات السياحة التونسية؟ المفترض أن تستأنف وزارة السياحة الإعلان في قناة المستقلة فورا، ولا تكتفي بالحملة الإعلانية التطوعية الذي تبثها قناة المستقلة مجانا لفائدة السياحة التونسية بقيمة مليوني دولار أمريكي. أين الإقرار بالفضل لأهله، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
ومن المهم أن يعرف الناس أيضا أن إعلانات السياحة التونسية كانت وثيقة براءة لقناة المستقلة. فخلال الحرب التي شنها نظام بن علي على قناة المستقلة عام 2001 بسبب برنامج المغرب الكبير، قالت حكومته للغرب إنني أخطر إنسان في العالم، وإنني «أصولي متكامل» ألحق الضرر بعقول ملايين الناس. جرى ذلك بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية الإجرامية التي أساءت كثيرا للإسلام وغيرت أولويات العالم كله. كانوا يريدون إسكاتي بأي طريقة. فلما جاءت إعلاناتهم قلنا للعالم: ها هم يعلنون في قناة المستقلة. هذا دليل مادي قاطع على أن كل تهمهم السابقة كذب وبهتان.
ثم إن المستقلة كتاب مفتوح للناس. هذا أرشيفنا وهذه برامجنا. ليأت أحد ببرنامج يقول فيه إنه تمجيد لنظام بن علي. قناة المستقلة هي من بدأت الثورة الإعلامية ضد بن علي ببرنامج المغرب الكبير. والعدل يقتضي من النخبة التونسية كلها أن تعترف بهذا الفضل لقناة المستقلة وصاحبها، وتكرمها وتكرمه. إنما السؤال الذي يفرض نفسه: كيف ستعدل هذه النخبة، وهي اليوم تكرر معي، ومع تيار العريضة الشعبية، ما فعله بن علي مع الإسلاميين من ظلم وإقصاء وتشويه؟
* قلت إنك تتعرض لحملة سياسية وإعلامية ظالمة وشرسة وهوجاء. كيف ستتعامل معها؟
بالصبر الجميل، وبدعوة أنصار العريضة الشعبية للصبر الجميل. هذا ما قلته أيضا يوم إسقاط قوائم العريضة الشعبية في عدد من الدوائر. قلت للناس عامة، ولأهالي سيدي بوزيد خاصة، قبل صدور القرار يوم الخميس، قلت لهم من شاشة قناة المستقلة، والبرنامج أذيع على الهواء مباشرة وهو موجود ومسجل، إنني أعارض كل أشكال الإحتجاج والتظاهر وأعارض الدعوة للإضراب العام. قلت لهم إنني أفضل في هذه الظروف أن أكون مظلوما لا ظالما. وعندما حدثت أعمال عنف وتخريب يوم الجمعة أدنتها بقوة ونشرت ذلك في قناة المستقلة وقناة حنبعل وأبلغت به وكالة الأنباء الفرنسية. إنني على مذهب الصبر الجميل. على مذهب غاندي في السياسة لأننا أبناء وطن واحد والمحبة بيننا واجب. وأقول للظالمين اليوم: اعتبروا بتجربة بن علي. لقد أقصى الإسلاميين واعتبرهم شياطين وحارب من يقترب منهم، فسقط وورثوا حكمه. لا تكرروا هذا السلوك بحقي وبحق تيار العريضة الشعبية. لا تجرحوا مشاعر التونسيين الذين صوتوا للعريضة من بنزرت إلى تطاوين. إنهم أهل الثورة، وأصحابها الشرعيون، وليسوا من بقايا التجمع كما تروجون اليوم وتزعمون ظلما وبهتانا.
* ليس في خطتك إلا الصبر الجميل؟
الصبر الجميل هو ما نتعلمه من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. مع اشتداد الحملة ضدي بوجه خاص، وضد تيار العريضة الشعبية بوجه عام، سألت نفسي: هل دعوت إلى منكر؟ هل نهيت عن معروف؟ هل حرمت حلالا؟ هل حللت حراما؟ هل آذيت أحدا بشيء؟ هل دعيت إلى عروشية أو جهوية؟ إنني بريء من كل هذه التهم. ذنبي أنني دعوت لدستور ديمقراطي، وللصحة المجانية، ومنحة البطالة، والتنقل المجاني للمتقاعدين، ولإنشاء ديوان المظالم، وديوان الزكاة، ووزارة لعمالنا في الخارج، وإعادة نظام الأوقاف، وكفالة الحريات الدينية، وبناء مؤسسة القيروان العالمية للسيرة النبوية، ومؤسسة القصرين العلمية لصناعة الحاسوب والسيارة والطائرة. هذه أفكار تنفع جميع التونسيين، من بنزرت إلى تطاوين، ولطالما قلت وكررت إننا عائلة واحدة، وجهة واحدة، وعرش واحد. هل في هذه الأفكار والبرامج ما يعيبني، أو يعيب أي تونسي أعطى صوته للعريضة الشعبية؟ بالقطع لا. كل هذه الأهداف من صميم الإسلام، ومن صميم التجربة السياسية والإجتماعية الغربية. لذلك أقول لنفسي، ولكل فرد من أنصار العريضة الشعبية، في هذه الأوقات العصيبة: كن مع الله ولا تبال. احفظ الله يحفظك. وانصره ينصرك. ونصرة الله هنا تعني نصرة تعاليمه وقيمه، وعلى رأسها التوحيد والعدل ومكارم الأخلاق، وهو تعالى أهل الخير كله، وعده الحق، وهو أصدق القائلين.
* الأحزاب الفائزة في البرلمان تفرض عليك حصارا سياسيا شاملا. لا أحد منهم يريد الحوار مع العريضة الشعبية؟
الحوار فضيلة عليا ومبدأ أساسي من مبادئ الديمقراطية. نحن سنواجه سياسة الظلم والإزدراء والإقصاء بالصبر الجميل. بدعاء: حسبنا الله ونعم الوكيل. شعبنا يرى حجم الظلم المسلط علينا. وبعد عام أو عامين، عندما نعود للإنتخابات، سيدلي الشعب برأيه فيما تعرضنا له من ظلم وازدراء وإقصاء. وإنني أعلن تفاؤلي بإمكانية الفوز بالأغلبية في الإنتخابات المقبلة، بعون الله تعالى.
* متى ستبدؤون الإعداد للحملة الإنتخابية المقبلة؟
بدأنا بالفعل. العريضة الشعبية هي اليوم ضمانة أساسية لنجاح التجربة الديمقراطية في تونس. الديمقراطية تقوم على أحزاب قوية في الحكم وأحزاب قوية في المعارضة. ونحن اليوم أمل تونس في تأطير قوة سياسية معتدلة، تقدمية في سياستها الإجتماعية، معتزة بدينها وعروبتها، تنافس حركة النهضة وتتعاون معها في آن واحد، بحب واحترام، في خدمة البلاد وإنجاح التجربة الديمقراطية. وأغتنم الفرصة لأدعو كل التونسيين الراغبين في الترشح ضمن قوائم العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية في الإنتخابات المقبلة، وكذلك للشخصيات الوطنية التي تريد أن تشارك في الهيئة الإستشارية الوطنية لتيار العريضة الشعبية هذا العام، أو ضمن حزب المحافظين التقدميين الذي أسسته الصيف الماضي للمساعدة في تأطير أنصار العريضة الشعبية، أدعوهم جميعا للإتصال بي عبر البريد الالكتروني أو الفاكس، والعنوان موجود في موقعي الالكتروني: www.almustakillah.com
* ماذا سيكون دوركم في المجلس التأسيسي إذن؟
لنا زعامة المعارضة كما تقتضي التقاليد الديمقراطية في التجربة الغربية. ومن هذا الموقع سنطرح كل البنود التي تضمنها برنامج العريضة الشعبية: لدستور ديمقراطي، وللصحة المجانية، ومنحة البطالة، والتنقل المجاني للمتقاعدين، ولإنشاء ديوان المظالم، وديوان الزكاة، ووزارة لعمالنا في الخارج، وإعادة نظام الأوقاف، وكفالة الحريات الدينية، وبناء مؤسسة القيروان العالمية للسيرة النبوية، ومؤسسة القصرين العلمية لصناعة الحاسوب والسيارة والطائرة. سنطرحها ونطلب التصويت عليها. نحن سنؤيدها وسنرى موقف الأحزاب الأخرى من هذه المطالب يوم التصويت.
* هل كتلتكم متحدة؟
أغلبيتها متحدة والحمد لله، وقد انتخبنا الدكتور عبد المنعم كرير، النائب عن ولاية المنستير رئيسا للكتلة البرلمانية لتيار العريضة الشعبية في المجلس الوطني التأسيسي، وانتخبنا نائبين له، حاتم الكلاعي من الكاف وسعد بوعيش من تطاوين، كما تم اختيار ابراهيم القصاص النائب عن ولاية قبلي ناطقا باسم الكتلة. هؤلاء، والنواب الملتزمون ببرنامج العريضة ضمن هذه الكتلة وليس من خارجها، مفوضون معي للحديث باسم العريضة الشعبية، أما غيرهم فلا يحق له تمثيل العريضة الشعبية والنطق باسمها. وأرجو من جميع وسائل الإعلام التونسية احترام هذا الأمر.
أضيف أمرا آخر أنا مضطر لقوله بكل صراحة، في سياق التعليق على موضوع الإنشقاق: الإعلاميون والمحللون السياسيون في تونس والعالم يعرفون أن الشعب التونسي منح أصواته لبرنامج العريضة الشعبية، ولصاحب مبادرة العريضة الشعبية أساسا، وليس لصاحب المركز الأول في هذه القائمة أو تلك. والإسم الذي كان موجودا في ورقة الإنتخابات كان اسم العريضة الشعبية. والبرنامج الذي قرأه المرشحون في التلفزة التونسية خلال الحملة الإنتخابية كان برنامج العريضة الشعبية. وضمن هذا البرنامج التزم المرشحون بانتخابي رئيسا للجمهورية في حالة الفوز بالأغلبية. نصيحتي لنفسي ولكل تونسي هو أن نلزم أنفسنا باحترام العقود والوفاء بالعهود.
* ما هو موقعك في تيار العريضة الشعبية؟ كيف نسميك رسميا ضمن هذا التيار؟
أنا رئيس تيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية. والعريضة الشعبية فكرة ومشروع ورؤية تقدمت بها لإثراء السجال السياسي في تونس، مثلما ألفت كتابا عن التوحيد أو عن السيرة النبوية. إنني أحتفظ بحقوق الملكية الفكرية للعريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية، وأرجو من جميع وسائل الإعلام التونسية والعالمية احترام هذا المعطى.
أعلنت هذه العريضة للناس يوم 3 مارس 2011 في قناة المستقلة، جوابا على رسائل كثيرة تلقيتها تدعوني للعودة إلى البلاد والترشح لرئاسة الجمهورية. قلت لجميع من أحسن الظن بي من بني وطني: تعالوا نجتمع على ما هو أكثر من حبكم لي وحسن ظنكم بي. وقدمت لهم برنامج الدستور الديمقراطي، والصحة المجانية، ومنحة البطالة، والنظام الرئاسي الذي يقابله برلمان بصلاحيات موسعة، وجعلت محبة الناس لي آخر بند في العريضة. بمعنى أن تيار العريضة الشعبية هو بمثابة النادي الخاص بمحبي محمد الهاشمي الحامدي الذين يوافقونه على أفكاره ومقترحاته. هذه تجربة تسمح بها الديمقراطية. من يحسن الظن بي ويوافقني الرأي حول مبادئ العريضة أعمل معه بأخوة ومحبة. ومن يخالفني الرأي، أو يكرهني، فله أكثر من مائة حزب يمكن أن ينضم إليها، ويمكن أن يعمل مستقلا أيضا أو يؤسس حزبا جديدا. تونس تتسع لاجتهادات ومبادرات وأحزاب فكرية وسياسية كثيرة، فلنتنافس في خدمتها بمحبة وإخلاص وتواضع.
* في الختام، ما هي رسالتك للشيخ راشد الغنوشي، والدكتور منصف المرزوقي، والدكتور مصطفى بن جعفر وقادة بقية الأحزاب والقوائم الممثلة في المجلس التأسيسي؟
أقول لهم إنني أمد يد المحبة لهم جميعا لنتعاون من أجل خير البلاد ومن أجل إنجاح الديمقراطية الجديدة. اذكروا الفضل بيننا فهو كثير. وحتى لو كانت لديكم مؤاخذات أو تحفظات، تذكروا قول الله تعالى: «إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم»، وقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم»، وقوله تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»، وقوله تعالى: «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم»، وقوله تعالى: «وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم». وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «خيركم من بدأ صاحبه بالسلام». وقوله: «كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه».
تعالوا نستعض عن الجفوة بالتواصل. وعن الإقصاء بالحوار والتعاون. وعن إطلاق الاتهامات بالمحبة والتماس الأعذار. في المجلس التأسيسي أحزاب تجمعية بأسماء أخرى. وأحزاب أخرى كانت تستعد للمشاركة في حكومة بن علي التي كان يخطط لتشكيلها آخر أيامه. ومن قبل حاولت أحزاب معارضة أخرى التوصل للتفاهم والمصالحة مع بن علي رغم ما كان بينها وبينه من مواجهات مؤلمة. لماذا تقبلون بكل هذه الأمور، وتتعاملون مع أصحابها، وتجعلون العريضة الشعبية وحدها عدوا لكم، وتجعلون صاحبها عدوا لكم، مع أنكم تعرفون أنه مظلوم، وأنه أدار أفقر حملة انتخابية، وأنه قدم الكثير من التضحيات من أجل الحرية والديمقراطية في تونس؟
يا إخوتي: لا تكرروا أخطاء بن علي. هذه نصيحة محب لكم، وستريكم الأيام أنني ناصح مخلص محب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.