في تونس لم تحصل ثورة ، الثورة بدأت بعد طرد بن علي ، نظمت انتخابات، ربح الإسلاميون ، خسر اليساريون .الإسلاميون قبل الانتخابات شيء وبعد الانتخابات أشياء. اليساريون قبل الانتخابات أشياء وبعد الانتخابات شيء. الإسلاميون قبل الانتخابات فقروا ، سجنوا، عذبوا ، نفوا، ولكنهم لم يبدلوا تبديلا. اليساريون قبل الانتخابات فيهم من ناله ما نال الإسلامين وهم قلة ، بعد الانتخابات ، اجمعوا أمرهم. في تونس توجد مشكلة ....بل مشاكل لعل أكبرها مشكلة المفاهيم ! من هو الاسلامي ؟ من هو الاسلامي المعتدل ؟ من هو الاسلامي المتشدد ؟من هو الاسلامي الجهادي؟ من هو الاسلامي الفايسبوكي ؟ من هو الاسلامي التجمعي؟ من هو الاسلامي القومي؟ من هو الاسلامي السلفي ؟ من جهة أخرى ، من هو اليساري العلماني؟ من هو اليساري اللائكي ؟من هو اليساري المتطرف ؟ من هو اليساري التجمعي؟ من هو اليساري الشيوعي اللينيني الماركسي ؟ من هو اليساري الاستئصالي ؟ في تونس لن تجد إجابات عن هذه الأسئلة . الذين صوتوا للنهضة صوتوا ضناً منهم أنها الاسلام؛ أو صوتوا لماضي القيادات ...قلةٌ من صوت لبرنامج النهضة ، قلة من قرأ البرنامج أصلاً. لكن هذا لا يعني أن النهضة غير قادرة أو قادرة على إدارة شؤون البلاد. الذين صوتوا للأحزاب اليسارية واخواتها .... صوتوا خوفاً من طالبان ، خوفاً من إيران خوفاً من ' ظلامية' وقلة من صوتوا للبرامج المعلنة بل اغلبهم صوت لما مرر تحت الطاولة .... أو بالأحرى تحت الطاولات! لكن قبل التحدث عن صراع الأيديولوجيات ، وجب طرح السؤال مرة أخرى ؟ لماذا قمنا بالثورة ؟ لماذا انتفض الشعب التونسي؟ انتفض لأنه ظلم ، لأنه فقير ، لأنه ظلم بسبب فقره فجاع. بن علي ، بورقيبة وفرنسا لم يكونوا السبب الوحيد لانتفاضة الشعب ! لن نتحدث عن رأسمالية !!!ما نراه اليوم من حالة احتقان شعبي هو ليس فقط من فعل اليسار أو الرأسمالية العكرة بل بتفاعل كيميائي عجيب بينهما! لن نتحدث عن ليبرالية. الحداثة! كلهم يريد ويردد حداثة حداثة حداثة ؛ لكن اي حداثة تتماشى مع المجتمع التونسي ؟ الحداثة العلمانية أو الاسلامية ؟ لن نتحدث عن الاقتصاد !! لكن وجب على الاسلاميين ومن والاهم أن يدركوا أن ما حصل في تونس لم يحدث سابقاً وأن لا مجال لإسقاط إيديولوجيا إسلامية لأن الشعب وإن صلى و صام وزكى ليس بقابل لتطبيق شريعة إلاهية وإن نادى بها في المظاهرات ، وإن رفع شعارات الخلافة ....مادام جاهلاً بأحكامها! ووجب على اليسارين ومن والاهم أن يدركوا أن اطروحاتهم أثبت التاريخ عدم صلاحيتها وقابليتها للتطبيق على أرض الواقع وأنها تؤدي فقط إلى الهلاك والفناء وإن رفعوا شعارات الديموقراطية وإن عقدوا مجلساً موازياً و إن أنفقوا الرخيص والغالي في اعلامهم المفبرك ...لن نتحدث عن ستالين ولا عن عبد الناصر ! إلى من ينادون بتحييد المساجد عن السياسة, يجيب صديقنا الإسلامي: في ضل النظام السابق ، عندما أصررت على التبكير إلى التكبير لصلاة الفجر جماعة فالمسجد، كانت نيتي قبل ربي و عند خروجي من مسجدي وجدت جلادي بانتظاري ، فاختطفني وأذاقني مر العذاب لكني ابتسمت وابتسامتي كانت ممارسة للسياسة !! فيا يساري ، الأن تريدني أن افصل السياسة عن السياسة ! فافصل أنت ديمقراطيتك عن ديمقراطيتك و افصل أصفارك عن فواصلك واتحداك أن تأتيني بابتسامتك ! يجيبه صديقنا اليساري : لم ننكر صنيعك في ما مضى ولكن نحن أيضاً كنا، ولازلنا وسنبقى معارضين إلى يوم الدين ولن نرضى ولو رضي اليهود والنصارى عنا ! لكن يا اخيا! السجن يصنع مناضلين حقا لكن سياسيين ؟؟؟ كلا وألف كلا !! -لن يحكمني إسلامي ؟ - بل قل لن يحكمني علماني ؟ إذاً مالحل ؟ ' تسقط تسقط تسقط الحكومة ' فرضاً لو اسقطنا الحكومة ... دوامات عنف لبضع اسابيع ....مروحيات فالسماء.... صحفيون أغبياء....وإسلاموفوبيون أغبى وأغبى واسلاميون يصوتون للنهضة بأعداد أكثر، هذا إن لم يصوت' أمراء ' ' الإمارات ' ومن بايعهم على حد كذب جرائد الفتنة وإعلاميو الغفلة ، بالرغم من تكفيرهم الديمقراطية مادامت مرجعيتها ليست إسلامية ! لكن ثم لكن ثم لكن.. عندما نشاهد ماسونية بشهادة غير مسلم تقف جنبا إلى جنب مع كزدغلي محارب للنقاب مع نقابي متمعش من نظام بن علي بشهادة مقسم قرطاج صحبة أبو شنب ستاليني بمعية محسن غير محسن مع جد جدهم السبسي ينادون بإسقاط الحكومة!! فإجابتي :موتوا بغيظكم ! آه آه !! فرنسا أغيثنا!! أغيثنا ! وأرسلي صحافتك لتثير فتنتك في بلدي! بالحديث عن الصحافة الأجنبية ! جل الصحفيين الأجانب وإن كانوا محترفين على حد قول قرائهم فإنهم لا يتقنون لغة الضاد ، لذلك يستنجدون بمترجمين درسوا بمدارسهم موالين مطيعين للعملة الأجنبية آخر النهار! أما صحافيونا الأعزاء الذين حرموا من أبوهم الحنون ومن عطاياه الوفيرة ومزاياه العديدة وعطلهم فالخارج والداخل لتجميل صورة نظامه المشوهة أصلا وحرموا من السيارات والسهرات والبارات والحواسيب والهواتف ومنح رأس ألسنة ومنتصف ألسنة ونهاية الاسبوع وبداية الاسبوع نهنئكم بنقابة تدافع عن ' أول سجين رأي بعد الثورة ' الذي اعتدى على مشاعر شعب قام بالثورة ! ولا تنبس بكلمة للرد على إذاعة قيل انها وطنية وقنوات خاصة غير خاصة تبث سمومها صباحا مساءا. حرية التعبير لا تعني حرية المس من معتقد أهل تونس ، لكن هذا لا يعني أن نزج فالسجن كل من أراد أن يعبر عن رأيه وإن خالف رأي الجماعة ! فيا من تفزعون من زيارة شيخ جليل للدعوة لعلم، يراه هو وكثير من أهل تونس ، فضيل ، مالكم لا تدعون شيوخكم ومفكريكم لمناظرة من طلب المناظرة ومحاججة صاحب الحجة أم ستقولون شيوخنا فالمقابر لكننا نحمل فكرهم كلا بل انكم تدعون الديمقراطية وتفزعون لصحفي ضربه سلفي ولا تفزعون لسلفي غدرته خناجر سكير ! فيا من تتسابقون لأخذ صورة مع جلال بريك أو مع زجاجة خمر أو لفافة مخدرات ، أنتم احرار ، لكن شتان بين امامكم و امامنا الذي بعث رحمة للعالمين وأنتم بذلك عالمون ! من جهة أخرى ،لمن يلومون الجبالي على معانقة الأميركي الصهيوني ! لماذا لم نسمع بني صهيون أو رفاقهم الأمريكيون يلومون أمريكيهم على معانقة الاسلامي ، ستقولون إنه إسلاميهم بل نقول إن السياسة ليست للصغار المتتلمذين في صفحات الفيسبوك ! لا ندافع عن النهضة ولكن ندافع عن الوقت الذي أمضوه في إدارة شؤون البلاد وإلا فلنعلن الحرب على أميركا لنرسم ابتسامة على قبر ستالين فيا أخ ويا رفيق !!يا تونسي ! فلندع عنا ما لا ينفعنا ولنفكر سوية كيف نحترم بعضنا، كيف نصغي لبعضنا وكفانا حماقة وغباوة وقوموا صباحا باكرا علنا نحقق حداثة وإلى فإننا هالكون لا محالة! الطيب بية -صحافي مستقل أخر تعديل في الأحد, 26 فيفري 2012 18:27