أكد الأستاذ مبروك كورشيد ضرورة فتح ملف التعذيب الذي طال العديد من الضحايا خلال سنوات المرحلة اليوسفية وتمسّك بمساءلة الباجي قائد السبسي وحمّله المسؤولية. وكان ذلك خلال ندوة صحفية عقدها صباح أمس بمكتبة المحامين بتونس. سجلت الندوة حضور بعض المحامين وبعض ضحايا التعذيب وبعض عائلات الضحايا أيضا وكذلك بعض الوجوه الحقوقية. وأوضح الأستاذ مبروك كورشيد وبصفته ممثلا عن هيئة الدفاع عن ضحايا التعذيب في سنوات الجمر خلال المرحلة اليوسفية كما أرادت تسميتها. انه من الضروري إماطة اللثام عن مسألة التعذيب التي شملت العديد من الأشخاص والتي كانت منطلقا لرفع قضية ضد الباجي قائد السبسي لتورطه في التعذيب على حدّ قوله. وأكد ان الغاية بعيدة كل البعد عن التشفي أو التصفية السياسية وإنما من باب إنارة الرأي العام وارجاع الحقوق إلى أصحابها. واعتبر ان قائد السبسي وبصفته كان مديرا للأمن في تلك الفترة ثم أصبح وزيرا للداخلية شاهد على كل الأحداث وحمّله المسؤولية الكاملة فيما تعرّض له عديد الشخصيات من تعذيب وتنكيل. جريمة التعذيب لا تسقط هذا ما أكد عليه الأستاذ كورشيد وقال ان الفصل 3 من المرسوم عدد 106 المتعلق بسقوط جريمة التعذيب بعد مرور 15 سنة قد فصّل على مقاس الباجي قائد السبسي الذي يحاول التفصي من العقاب كما جاء على لسانه. واعتبر ان التعذيب جريمة ضد الانسانية وبالتالي لا يمكن سنّ مثل هذا المرسوم الذي لا يتماشى ومتطلبات العدالة الانتقالية التي ترمي إلى إظهار الحقائق في جرائم انتهاك حقوق الانسان وجرائم التعذيب وارجاع الحق إلى أصحابه خاصة الذين تم تعذيبهم زمن بورقيبة وذاقوا شتى أنواع التنكيل والتجويع والاهانة، وتمسّك بأنه لا يعقل أن يفلت من العقاب والمحاسبة كل من مارس التعذيب. وفي نفس السياق، أوضح ان هناك شخصيات بارزة يجب مساءلتها إلى جانب الباجي قائد السبسي على غرار فؤاد المبزع والطيّب البكوش باعتبارهما شاهدين أيضا على تنفيذ أوامر عليا للتعذيب. واستدل الاستاذ كورشيد في إطار حديثه عن التعذيب ببعض الشواهد على غرار قضية وفاة المناضل الصحبي فرحات الذي اعتقل وهو مشلول وظل في السجن تحت طائلة التعذيب وعند وفاته ألقي أمام داره دون اجراء أي بحث وعائلته تنتظر معرفة حقيقة وفاته كذلك تطرق إلى قضية المناضل عبد القادر بن يشرط (وقد كان من بين الحاضرين في الندوة) التي أحيلت مؤخرا على أنظار فرقة الأبحاث بالعوينة. وحوكم جميعهم من أجل تهم تعلقت بالمؤامرة. لجنة وطنية للدفاع وانصاف ضحايا الحركة اليوسفية أعلن الأستاذ كورشيد في جانب من الندوة عن تكوين لجنة سوف تعنى بملفات ضحايا التعذيب وهي متكونة من رجال قانون وحقوقيين وبعض الشخصيات الوطنية وعائلات الضحايا وقال إنها تهدف إلى العمل على ارجاع جثث الضحايا التي دفنت في مقابر جماعية مطالبا قائد السبسي بالأدلاء بمكانهم والعمل أيضا على تصحيح تاريخ الحركة الوطنية من خلال اظهار حق المعذبين وتمسك بضرورة اعادة كتابة التاريخ. وتدخل في هذا الاطار الأستاذ والحقوقي خالد الكريشي وأكد أن اللجنة لا علاقة لها بالسياسة وأنها هي مبادرة حقوقية وطالب بضرورة الكشف عن الأرشيف الذي يحتوي على الحقائق والوقائع إذ أنه وبعد مرور50 سنة يسقط السرّ المهني وأكد أنهم ليسوا محرضين من أية جهة. وردا على سؤال حول ما يروج أنهم يهدفون إلى غايات سياسية أكد الأستاذ كورشيد أنهم ليسوا مكلفين من أي طرف وقال إن الباجي قائد السبسي هو من اتهمهم بأنهم مفوضين من قبل الرئيس المنصف المرزوقي على خلفية انتماءات والده اليوسفية. وتدخل في نهاية الندوة أحد ضحايا التعذيب عبد القادر بن يشرط الذي اعطى بسطة عن أنواع التعذيب التي طالتهم في تلك الفترة