تمكنت السلطات الأمنية الموريتانية، السبت، من اعتقال رئيس جهاز المخابرات الليبي السابق عبدالله السنوسي في مطار نواكشوط الدولي، بعد وصوله إلى موريتانيا قادمًا من الدارالبيضاء في المغرب يحمل جواز سفر ماليًا مزورًا، وقال مصدر أمني في نواكشوط إن الشرطة الموريتانية أوقفت مدير الاستخبارات الليبية السابق بعد وصوله إلى مكاتب الشرطة في نواكشوط . وفيما شكك رئيس مجلس ثوار طرابلس، عبد الله ناكر في إعلان السلطات الموريتانية اعتقال السنوسي في مطار نواكشوط، قائلاً إن الأخير كان حتى يوم الجمعة بقبضة إحدى المجموعات التابعة له. أكدت السلطات الليبية، السبت، اعتقال الرئيس السابق للاستخبارات الليبية عبدالله السنوسي في موريتانيا والذي تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي محمد الحريزي ل"فرانس برس:" "لقد تاكدنا من اعتقال عبدالله السنوسي لدى وزارة الخارجية الموريتانية". وأعلنت الحكومة الليبية أنها "ستطلب من موريتانيا تسليم الرئيس السابق للاستخبارات الليبية، عبدالله السنوسي، الذي تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية". وأوضح المتحدث باسم الحكومة الانتقالية الليبية، ناصر المانع، أن "السلطات الليبية بدأت اجراء اتصالات هاتفية لطلب تسليم السنوسي"، موضحًا أن "طرابلس مستعدة لهذا الأمر تمهيدًا لمحاكمة السنوسي". وقد تم نقل مدير المخابرات الليبية عبد الله السنوسي إلى مكان سري تابع لإدارة أمن الدولة الموريتانية، بحسب المصادر. وفي المقابل قال ناكر لوكالة "يونايتد برس إنترناشونال" إن السنوسي المطلوب دوليًا من قبل محكمة الجنايات الدولية لا يزال في قبضة إحدى المجموعات التابعة له حتى يوم الجمعة . غير أنه أضاف أنه يجرى اتصالات مع مجموعته عما إذا كان هناك أحد سهل هروب السنوسي ليلاً. وقال ناكر "نحن لا نعتقد أن السنوسي قادر على الهرب بهذه السذاجة ويستقل طائرة لينزل بها في موريتانيا" . والمعروف عن عبد الله السنوسي أنه زوج أخت صفية فركاش، أرملة العقيد القذافي، وكان يوصف بأنه عين معمر القذافي وأذنه ويده اليمنى في إحكام السيطرة الأمنية. كما يعتقد أنه هو من أدار طريقة تعامل السلطات الليبية مع الاحتجاجات التي انطلقت في 17 فبراير/شباط 2011 التي طالبت بإسقاط القذافي. تدرج السنوسي في الجهاز الأمني الليبي وأسندت إليه عدة مهام أمنية حساسة، بينها قيادة جهاز الأمن الخارجي والاستخبارات العسكرية، وما كان يعرف في ليبيا باسم "الكتيبة"، وهي جهاز مكلف بحماية القذافي، وأصبح يمثل الوجه القمعي للنظام داخل البلاد، ويعتقد أنه يقف وراء تصفية عدد من الأصوات المعارضة في الداخل والخارج. والسنوسي، بحسب ما هو منتشر بين الليبيين، هو المسؤول عن مجزرة سجن أبو سليم في طرابلس في يونيو/حزيران 1996، حيث سقط أكثر من 1200 سجين قتلى، معظمهم من المعتقلين السياسيين بالرصاص في رد من السلطة على احتجاجهم على ظروفهم السيئة داخل السجن. كما اتهمت منظمات حقوقية ليبية عبدالله السنوسي بأنه وراء اختفاء عدد من المعارضين السياسيين داخل ليبيا حينما كان مسؤولا عن الأمن الداخلي بأوائل الثمانينات. والسنوسي معروف جداً لأجهزة الاستخبارات الغربية، فهناك حكم صدر عليه من القضاء الفرنسي بالسجن مدى الحياة على خلفية تورطه المحتمل في تفجير طائرة تابعة لشركة "يوتا" الفرنسية في 1989 حيث قتل 170 من ركابها، وقد صدرت مذكرة اعتقال دولية بحقه. وهناك برقية دبلوماسية أميركية سرية نشرها موقع "ويكيليكس" تطرقت إلى السنوسي بأنه "ظل الزعيم الليبي معمر القذافي، والمشرف على كل ترتيباته الشخصية، بما في ذلك مواعيده الطبية" ووصفت البرقية الموجهة من السفارة الأمبركية في طرابلس الى الخارجية الأميركية السنوسي بأنه شخص مصاب بالخوف والرهاب الشديدين.