صورة توضح الأضرار المحتملة للمنطقة القريبة من مركز الانفجار قد لا نندهش كثيرًا إلى "حجم الدمار الذي يمكن أن تتعرض له العاصمة الأميركية واشنطن في حال تعرضها لهجوم بقنبلة نووية". إلا أن ذلك لم يمنع الإدارة الأميركية من "إجراء دارسة مستقبلية تتنبأ بحجم الأضرار التي يمكن أن تتعرض لها واشنطن لو تعرضت لهجوم إرهابي نووي". وكانت نتائج التقرير مروعة إذ تؤكد أن "فرصة بقاء كائنات بشرية على قيد الحياة منعدمة في المناطق التي تقع على بعد نصف ميل من مركز سقوط القنبلة، إضافة إلى أن أغلب المباني ستتعرض للدمار، بما في ذلك بنايات الحكومة الفيدرالية وقد تخيلت الدراسة "تعرض شارعي "16th" و"K" إلى ضربة نووية، وهما شارعان يمثلان قلب العاصمة الأميركية، والقريبان جدًا من البيت الأبيض". وذكرت نتائج الدراسة أن" الكثير من البنايات بما فيها البيت الأبيض، ومبنى الكابيتول، ووزارة الخزانة، ومبنى المكتب التنفيذي القديم الملحق بالبيت الأبيض، ومبنى إدارة المنتزه الوطني، ستتعرض جميعها للدمار الفوري". أما المناطق التي تلي منطقة النصف ميل فستعاني، كما تؤكد الدراسة في أن "تتعرض لأضرار شاملة وحرائق وإصابات خطيرة، في حين ستتعرض المناطق التي تبعد ثلاثة أميال عن مركز الضربة النووية إلى إصابات بسيطة وأضرار قليلة في المنازل". إلا أن أخطر وأفظع ما تتنبأ به الدراسة التي أجراها مركز "ناشيونال كابيتال ريجون" خلال العام الماضي هو "الغبار النووي الذي سيعقب الانفجار". وأكدت الدراسة أنه "على عكس ما كان يمكن أن تحدثه القنابل النووية في عصر الحرب الباردة، والتي كانت مصممة بحيث تقوم بتدمير المدن بأكملها، فإن قنبلة أصغر يمكن أن تترك بعض الناجين بحياتهم". والسؤال الذي تطرحه الدراسة بالنسبة لهؤلاء هو "ما الذي سينبغي عليهم عمله". وتشير الدراسة التي نشرت على موقع "جيزمودو التكنولوجي" إلى أن "الغبار النووي سيختلف باختلاف الشهر الذي سيقع فيه الانفجار". وفي المناطق التي تبعد ما بين 10 إلى 20 ميلًا عن الانفجار، فإن التعرض الإشعاعي سيتسبب في حالات من الغثيان والقيء خلال ساعات، والوفاة في حال عدم توافر الرعاية الصحية. أما المناطق القريبة من مركز الانفجار فسيلقى الأفراد حتفهم، سواء تلقوا العلاج الطبي أم لم يتلقوه. كما أنه سيتعذر على الناس مغادرة المناطق بسبب سرعة وصول الغبار النووي إليهم، إذ إنه يصل خلال عشر دقائق من وقوع الانفجار. أما الناس غير الموجودين في تلك المناطق، فإن البعض منهم سيموت بسبب العوامل التي ستظهر أثارها خلال الأعوام التالية، عندما ينتشر الغبار النووي في أنحاء البلاد كافة. وذكرت نتائج التقرير أن "خطورة هذا الهجوم الإرهابي الكبرى تكمن في أن مثل هذا الهجوم سيدمر وسائل وموارد الإغاثة والإنقاذ اللازمة". ويقدم التقرير "بعض النصائح القليلة إلى الناجين، والتي تنحصر في البحث عن أقرب مأوى، والاستماع إلى تعليمات السلطات، مع عدم الاقتراب من النوافذ، والاحتماء من شظايا الزجاج المتطايرة، والبقاء داخل المأوى طوال اليوم حتى تنخفض حدة الغبار النووي." كما تقدم الدراسة كذلك "رسومات بيانية وتخطيطية للمنازل"، وتقترح "التصميمات المناسبة للمنازل المطلوبة للحماية من الإشعاعات السامة". وتشير الدراسة إلى أن "أسوأ الأماكن هي خارج المنزل، وعلى أسطح المنازل"، كما تشير الدراسة إلى "أهمية وجود دور تحت الأرض في كل بناية في مثل هذه الأحوال".