وقع انفجار جديد أمس، هو الثالث من نوعه خلال أربعة أيام في محطة فوكوشيما النووية شمالي شرقي اليابان وسط أنباء عن حدوث تسرب إشعاعي بمستويات منخفضة من الإشعاع باتجاه العاصمة طوكيو قد يفاقم الوضع الذي تشهده اليابان عقب الزلزال المدمر الذي خلف آلاف القتلى في حصيلة غير نهائية. يأتي ذلك فيما قالت هيئة الاذاعة والتلفزيون اليابانية «ان.اتش.كيه» ان زلزالا بلغت قوته ست درجات هز وسط اليابان أمس، في احدى أعنف الهزات الارتدادية التي تضرب البلاد منذ الزلزال الجمعة. وقالت وكالة الارصاد اليابانية أمس، ان زلزالا بلغت قوته ستة درجات على مقياس ريشتر هز وسط اليابان بما في ذلك العاصمة طوكيو.ولم ترد تقارير فورية عن وقوع اصابات فيما اكدت الوكالة انها لم تصدر تحذيرات من موجات مد تسونامي في اعقاب الزلزال الذي ضرب وسط اليابان على الساعة 14 و31 دقيقة بتوقيت تونس المحلي. وكان مركز الزلزال على عمق 10 كيلومترات تحت سطح مدينة (فيجينوميا) في ولاية «شيزوكا» التي تبعد 110 كيلومتر جنوب غربي طوكيو التي شعر سكانها بالزلزال. وبلغت قوة الزلزال في الجزء الشرقي من «شيزوكا» ستة درجات على مقياس الزلازل الياباني المكون من 7 درجات. واوضحت وكالة الارصاد الجوية ان هذه الهزة كانت بالقوة التي تجعل من المستحيل على الاشخاص الحفاظ على الوقوف أو التنقل دون الزحف بالاضافة الى سقوط معظم الأثاث الثقيل غير ان شركة «شوبو» للطاقة الكهربائية اكدت انه لم تسجل اي اضرار كبيرة في مصنع «هاماوكا» النووي بولاية «شيزوكا». ارتفاع مستوى الإشعاع وأعلنت مصادر حكومية في طوكيو أن دوي انفجار سمع أمس، في المفاعل رقم 2 بمحطة فوكوشيما النووية في حادث هو الثالث من نوعه خلال أربعة أيام. ولم تستبعد وكالة الأمان النووي اليابانية احتمال أن يكون الانفجار الجديد قد أعطب إحدى الحاويات الفولاذية لقلب المفاعل الثاني في مجمع فوكوشيما داييتشي التي تحتوي على قضبان الوقود النووي المهددة بالانصهار في تطور أكد خبراء مختصون أنه سيؤدي إلى حدوث تسرب إشعاعي كبير إذا تصدعت الجدران الفولاذية للوعاء الواقي لقلب المفاعل. وحذرت الوكالة من أن مستويات الإشعاع تجاوزت أمس، النسب المسموح بها عقب الانفجار الذي وقع -بحسب تصريحات رسمية- في أعقاب جهود حثيثة من عمال المحطة للإبقاء على قضبان الوقود النووي للمفاعل رقم 2 مغمورة في الماء، مع محاولاتهم المتكررة لضخ مياه البحر إلى المفاعل. وقالت طوكيو إليكتريك باور -الشركة القائمة على تشغيل المجمع- إن انخفاضا في الضغط وقع عقب الانفجار في مفاعل فوكوشيما رقم 2، وهو ما يشير إلى احتمال حدوث تسرب بالتزامن مع هبوب رياح جنوبية قال الخبراء المختصون إنها تزيد من انتقال الجزيئات الإشعاعية باتجاه العاصمة اليابانية طوكيو. يشار إلى أن أنظمة التبريد في المفاعلات النووية بمجمع فوكوشيما المعدة لتوليد الطاقة الكهربائية تعطلت بسبب تداعيات الزلزال وأمواج المد البحري (تسونامي) التي ضربت المناطق الشمالية الشرقية من اليابان يوم الجمعة الماضي. كما وقعت انفجارات هيدروجينية في المفاعل رقم 1 يوم السبت الماضي وتلاه انفجار آخر أمس الأول في المفاعل رقم 3 بعد دقائق من هزة ارتدادية ضربت المنطقة وبلغت قوتها 6.2 درجات على مقياس ريشتر، كما وردت أنباء عن حدوث حريق في المبنى الذي يضم المفاعل رقم 4. يأتي ذلك فيما أعلنت البحرية الأميركية، أن طاقم حاملة الطائرات «رونالد ريغان» قد تعرض لإشعاع نووي بالقرب من السواحل اليابانية. وقال الأسطول السابع الأميركي، إنه قام بتحريك سفنه وطائراته بعيدا عن المحطة النووية اليابانية بعد اكتشافه حدوث تسرب إشعاعي منخفض المستوى. وأشار إلى أن حاملة الطائرات «رونالد ريغان» كانت على مسافة 100 ميل من الساحل الياباني عندما قامت أجهزتها برصد الإشعاعات المنطلقة من المحطة النووية اليابانية، مؤكدا أن طاقم الحاملة تعرض في ساعة واحدة لجرعة من الإشعاع تعادل مستوى الإشعاع الطبيعي في بيئة ذات خلفية إشعاعية على مدار شهر كامل. غرفة أزمة على المستوى الرسمي، أعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان أمس، أنه سيقود بنفسه غرفة عمليات متكاملة للتعامل مع الأزمة النووية تضم مسؤولين حكوميين وممثلين عن شركة طوكيو إليكتريك باور. وأبلغ ناوتو كان مؤتمرا صحفيا أن مستويات الإشعاع حول مجمع فوكوشيما داييتشي باتت مرتفعة، مؤكدا حرص السلطات المختصة على بذل قصارى جهدها لمنع هذا التسرب من الانتشار، ودعا مواطنيه إلى التزام الهدوء في مواجهة أزمة وصفها بأنها الأقسى في تاريخ اليابان منذ الحرب العالمية الثانية. وكان كبير متحدثي الحكومة اليابانية يوكيو إدانو طلب من السكان المقيمين بالقرب من المفاعلات في فوكوشيما على بعد 240 كيلومترا شمال طوكيو والذين لم يستجيبوا لأوامر الإخلاء أن يغلقوا أبوابهم ونوافذهم وعدم ارتداء ملابس كانت معلقة خارج منازلهم. بيد أن المتحدث الرسمي نفى وجود أي خطة في الوقت الراهن لتوسيع منطقة الإجلاء المعلن عنها سابقا والتي تمتد على مسافة عشرين كيلومترا في محيط مجمع فوكوشيما. حصيلة الضحايا وعلى صعيد عدد ضحايا الزلزال المدمر في اليابان رجح مسؤولون يابانيون أن يصل القتلى إلى عشرات الآلاف بعد تأكيدات رسميةأمس الأول بأن الحصيلة المسجلة رسميا بلغت ستة آلاف قتيل مع الإشارة إلى أن الحكومة اليابانية كانت قد أعلنت إنقاذ 15 ألف شخص. وفي بلدة أوناغاوا التابعة لمقاطعة مياغي -إحدى أكثر المناطق تضررا- تم انتشال أكثر من ألف جثة كما تم العثور على أكثر من ألف جثة أخرى في مقاطعة مينامي سانريكو. وذكرت تقارير إخبارية أنه ما زال هناك عشرات الآلاف في عداد المفقودين في حين حذرت هيئة السياحة اليابانية من أنه لم يتم التعرف على مواقع حوالي 2500 سائح في المناطق المنكوبة، في الوقت الذي تعذر على السلطات التواصل مع نحو ثمانية آلاف شخص من سكان بلدة أوتسوتشي الصغيرة في مقاطعة إيواتي مع تأكيدات رسمية بإجلاء 550 ألف شخص إلى مناطق إيواء مؤقتة حتى مساء أمس الاول.
خبراء: ساحل اليابان تحرك من موقعه باتجاه الشرق مسافة 4 أمتار طوكيو (وكالات) قدر خبراء متخصصون أن ساحل اليابان تحرك من موقعه باتجاه الشرق بمسافة 4 أمتار، وذلك في أعقاب زلزال مدمر يوم الجمعة، بلغت شدته 9 درجات بعد ما تم تعديل قوته من قبل الهيئتين اليابانيةوالأمريكية. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن البيانات المجمعة من شبكة الرصد الجيولوجي في اليابان، والتي تضم 1200 محطة رصد مواقع جغرافية ، تشير إلى أن هناك عملية إزاحة حدثت في أعقاب الزلزال الكبير، حيث تحركت سواحل اليابان بمقدار 4 أمتار شرقا. من جانبه، قال أحد خبراء في جمعية المسح الجيولوجي البريطانية، د. روجر مسون، قوله إن «الحركة التي أعقبت الزلزال تتسق مع ما يحدث عندما يقع زلزال بهذه القوة». وأضاف مسون لقد «تحركت الصفيحة الباسيفيكية بحد أقصى 20 مترا إلى الغرب، إلا أن حجم الحركة يختلف من موضع إلى آخر حتى على خط الصدع نفسه»، موضحا أن «ذلك لا يعني أن اليابان كلها تحركت من مكانها بذات القدر لان مقدار الإزاحة يقل كلما ابتعدت عن الصدع». ويعتقد أن الزلزال أدى إلى تحرك الأرض عن محورها بنحو16.5 صم وجعل الكرة الأرضية تدور أسرع قليلا ما يعني قصر اليوم بمقدار 1.8 مليون من الثانية. وكانت دراسات سابقة لهيئات عالمية أكدت أن الصفيحة الباسيفيكية تتحرك غربا تحت اليابان، ومع حركتها تجذب معها الصفيحة الأمريكية إلى أسفل وباتجاه الغرب. ومع حدوث الزلزال تزاح الصفيحة العليا شرقا والى أعلى مطلقة الضغط الذي تجمع من احتكاك الصفيحتين يبعضهما البعض، حيث يضرب هذا الضغط في قاع البحر محركا كمية كبيرة من المياه ما يكون موجات التسونامي، التي دمرت المناطق الساحلية في منطقة سينداي.