"تظاهرة ربيع الفنون بالمرسى هكذا أطلق عليها منظموها لكن الربيع سرعان ما تحول إلى صيف حارق، واندلعت النيران بمختلف مناطق الجمهورية لتنطلق من قصر العبدلية ليلة الاثنين أين يقام معرض الصور حيث دخلت مجموعات قال المشرف عن المعرض إنها من السلفيين وكسرت ونهبت وحرقت لولا ألطاف الله وتدخل الأمن. ويبقى الحذر واجب لان التهديد قائم، حسب ما صرح لنا به احد أعوان الأمن الذين انتشروا ليلة البارحة أمام قصر العبدلية لحمايته. ويتحول التهديد إلى أعمال عنف طالت مقر مركز الحرس الوطني ب"حي الربيع" من مدينة المرسى وتزامنت مع حرق مقر المحكمة الابتدائية بتونس 2 الواقع بمنطقة سيدي حسين السيجومي. وفي حي التضامن تم حرق مقر الحرس الوطني من قبل مجموعات مسلحة بسيوف وسكاكين وزجاجات حارقة، وفي جندوبة تعرض ،فجر اليوم 12 جوان، مقر الاتحاد الجهوي للشغل إلى محاولة اقتحام كما تعرضت نوافذه للتكسير باستعمال "المولوتوف" ووجهت أصابع الاتهام إلى السلفيين باعتبار أن الكاتب العام للاتحاد الجهوي صرح بان مجموعة من السلفيين هددت بحرق المقر. وتم حرق شاحنة محملة بالمشروبات الكحولية من أمام المركب الجامعي بجندوبة، وتعرضت محطة القطار بالجهة إلى سرقة المعدات الالكترونية كما تعرضت المحلات التجارية إلى النهب. وفي سوسة تم الاعتداء على مقر المعهد العالي للفنون الجميلة بواسطة الزجاجات الحارقة مما تسبب في حرق بابه الخارجي. الاعتداءات طالت كذلك النشطاء السياسيين ومن بينهم "السبتي الهنشيري" من التيار الإصلاحي حيث اقتحمت مجموعة من السلفيين منزله واعتدت على ابنه و والدته، واحتجزت المجموعة سيارة لممثل عن الحزب الاشتراكي اليساري بقفصة. وفي ندوة صحفية مشتركة عقدها اعضاء الحكومة يوم امس بالقصبة لتبيين موقفها من اعمال العنف اعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية "خالد طروش" انه تم ايقاف " 162 شخصا على خلفية هذه الأحداث منهم منتسبين إلى التيار السلفى ومنهم من له سوابق عدلية، وستقع إحالتهم على العدالة". كما أعلنت الوزارة عن إصابة 65 عون من أعوان الآمن. كل هذا بسبب "ربيع الفنون" الذي تحول إلى ربيع الحروق، لكن السؤال الذي يطرح نفسه من يقف وراء هذه الأحداث المتزامنة كما صرح لنا احد عناصر الأمن بحي الربيع بالمرسى. الكل يندد بأعمال العنف ويعطي الأدلة على براءته، ويوجه الاتهام المباشر أو غير المباشر إلى الآخرين فوزارة الثقافة إذ تؤكد حرصها على حرية الإبداع فإنها تندد بالاعتداءات على المقدسات وتعلم أن تنظيم التظاهرة خارج عن نطاقها ولم تكن شريكا في إعدادها أو تنظيمها قائلة إنها انتظمت بموجب ترخيص من وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية المشرفة على هذا الفضاء. من جهتها أعلنت الوكالة غلق مقر قصر العبدلية إلى حين ضبط طرق استغلاله مؤكدة أنها ستقدم قضية عدلية ضد الجمعية التي نظمت التظاهرة وكافة من ستكشف عنه الأبحاث، لعدم احترامهم الالتزام الممضي معها حسب الترخيص الصادر في 19 من جانفي 2012. ووصفت حركة النهضة أعمال العنف والتخريب وإحراق مقر المحكمة الإدارية بالإجرامية وحملت على لسان الناطق باسمها(نجيب الغربي) المسؤولية لبعض الأحزاب السياسية وبعض الأشخاص وبالتالي تبرئ نفسها أو منخرطيها ضمنيا. وحركة الديمقراطيين الوطنيين التي تعرض مقرها بولاية جندوبة إلى الحرق بالكامل تؤكد على لسان "شكري بالعيد" المنسق العام لها إن ما يحدث في تونس هو استجابة إلى نداء أيمن الظواهري إلى العصيان والتمرد. ويقول احد المواطنين الذي كان حاضرا في العرض إن التونسي مهما كانت انتماءاته لا يقبل المس بالذات الإلهية مؤكدا أن أكثر اللوحات التي أثارت خفيضة البعض منهم هي اللوحة التي تجسد الرسول كتعبير لقصة الاسراء والمعراج حيث اعتبروها مس من قداسة الرسول. ولا بد ان نشير في هذا السياق الى ان هذه اللوحة لم تكن معروضة وهو ما اكده لنا المشرف عن المعرض. وفي هذا الاتجاه يذهب بعض المواطنين الذين التقيناهم من أمام العبدلية إلى أن العرض بعيد كل البعد عن الفن، ويؤكد ذلك السيد جمال بن إسماعيل إذ يقول إن المسالة مسيسة وتهدف إلى استفزاز مشاعر التونسيين وتحديدا لأفراد معينين بهدف إحداث الفوضى في البلاد. ويبقى السؤال من يقف وراء الأحداث