على خلفية الاحتجاجات التي انتظمت ظهر اليوم (14 سبتمبر 2012 ) امام مقر السفارة الامريكية بالعاصمة احتجاجا على الفيلم الامريكي المسئ للرسول عليه الصلاة و السلام ، تعرض عدد من الصحافيين من مختلف المؤسسات الاعلامية العمومية و الخاصة الى الاعتداء من قبل بعض الشباب الملتحي . الاعتداءات التي تعرض لها الصحافييون جلها من قبل بعض الشباب المشارك في الاحتجاجات و التهمة لهم لانهم صحافييون ، نعم صحافييون فقط . كنت من بين الصحافيين الذين اخذو نصيبهم اليوم ، و سوف احاول نقل ما شاهدته بكل مصداقية . شاهدت قرب احد الجسور القريبة من مبنى السفارة الاعتداء الذي تعرض له مصور قناة " البي بيس ي " بالعربية بلقاسم العياري ، فقد قام عدد من الشباب الملتحي و الملثم بعضهم بالطرحة الفلسطينية و الاخر يلبس الجلباب الابيض بافتكاك كاميرا التصوير ثم هشموها ، و لم يكفيهم هذا ، بل انهالوا عليه ضربا و ركلا . شاهدت كل هذا و ان فوق الجسر ، ناديته و طلبت منه اسمه و الى قناة يعمل ، ثم حاولت الالتحاق به ، فما راعني الا و احد الشباب منهم يقترب مني و يطلب مني الرحيل قائلا " لديك عشرة دقائق للرحيل او فتحملي ما سيحدث لك " . نعم هذا ما قاله حرفيا ، سئلته له هل تهددني ؟؟ و لكن قبل ان يجيب ، افاجئ بالمجموعة التي اعتدت على مصور القناة تتجه نحوي ، ثم يخاطبني احدهم وهو ملثم و ملتحي " ارحلي الان او سوف اقوم بالقائك من اعلى الجسر " .. عندما كنت اخاطبه و اقول له انا صحفية اقوم بتغطية الاحداث ، فماهو شأنك بي ؟ بدا بسب الجلالة ثم فجاة ضربني على راسي ب"ميكرو" القناة الذي افتكه منه و اسقطني ارضا ، ثم بدا هو اخرون بدفعي في اتجاه الجسر ، مهددين برمي منه ان لم اغادر اصلا المكان .. في تلك اللحظة التي كانوا يدفعوني في اتجاه الجسر ، شاهدت الزميل الصحفي امين مطيراوي العامل بموقع نواة الالكتروني وهو يتجه لي يحمل الة تصويره ، فما راعني إلا و نفس المجموعة تتجه نحوه و تقوم بالاعتداء عليه ، لأعلم منه الان ان احدهم هدده بسكين و افتك منه الة التصوير ، و لكنه تمكن من استرجاعها بالاستعانة ببعض شباب الاحياء الذين تعرفوا عليه . هذا ما حدث امامي حول الاعتداءات التي تعرض لها الصحافيون الذين ذكرتهم ، و لكنهم ليسو وحدهم بل هناك قائمة اخرى للصحافيين الذين حاولوا تغطية الاحداث التي شهدتها السفارة الامريكية بالعاصمة وهم على التوالي : نعيمة الشرميطي مراسلة ارابسك تي في ، و محمد على السويسي و هاشم لعماري ( موزاييك اف م ) ، رمزي حفيظ (مراسل قناة دبي ) و مراسل ليبراسيون الفرنسية ، و مراسل قناة فرنسا 24 ، بالإضافة الى تهشيم سيارة التلفزة الوطنية .. و السؤال الذي يطرح الان : من يحمي الحرمة الجسدية للصحفي اليوم ؟ و لماذا بلغنا اليوم مرحلة التهديد بالقتل كما حدث اليوم ؟