هو يوم 24 أفريل 2013، كان المتهم واقفا بحضرة القاضي الإبتدائي بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس. الدفاع و القائم بالحق الشخصي مشرئبان يحاولان أن لا يفوّتا أي كلمة أو عبارة قد تجعل القضية في متناول يد أحدهما على حساب الآخر، أمّا الحضور فقد كان غير كثيف، صحفيّان و بعض الوجوه التي غطّاها التعب و القلق بينها صورة للفقيد هشام المحيمدي. المتهم اللذي كان مقدما صلب الجيش الوطني، يحال لارتكابه جريمة القتل عن غير قصد، المنصوص عليها بالفصل 217 من المجلة الجزائية. وبالرجوع إلى وقائع القضية التي تعود إلى الليلة الفاصلة بين يوميْ 14 و 15 جانفي 2011، إذ كانت قد نشبت حالة من الفوضى و العصيان داخل السجن المدني ببنزرت، حاول فيها المساجين الهرب و إحراق المعدّات. فتمّ توزيع عدد من الوحدات الأمنية و العسكرية في مناطق مختلفة من السجن للسيطرة على الوضع، كان المتهم الأول المقدم (ع.ق.ص) على رأس إحداها، اعتلى سطح السجن و أخذ في المناداة على السجن بالتزام الهدوء ثم أخذ سلاحه نوع بندقية شطاير و شرع في إطلاق عيارات نارية للتخويف، أصيب على إثرها العريف بالسجون هشام المحيمدي برصاصة بجنبه الأيسر، سببت له نزيفا حادا ممّا أدّى إلى مقتله. و استنادا إلى قرار ختم البحث فإنه قد ثبت وجود أمر صادر عن آمر التشكيلة العسكرية بإطلاق النار بغاية تخويف المساجين لا غير و أن جميع الشهود الذين تم الإستماع إليهم قد أكدّوا على معاينتهم للمتهم و هو يطلق النار دون غيره من فوق سطح السجن. بعد استكمال أطوار المحاكمة، أصدرت المحكمة قرارا يقضي بسجن المتهم شهرين مع تأجيل التنفيذ و ذلك على خلاف ما جاء به فصل الإدانة الذي يعاقب هذه الجريمة بسنتين سجنا.