نلعب وإلا نحرم هي لفظة كنا نستعملها ونحن صغار عندما نلتحق متأخرين عن ماتش الكورة فى لعبة الحي وهذا ما انطبق اليوم فى قابس,لقد طلبت السلطة الرسمية فى قابس من الأخ السلامي مجيد الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بقابس الخروج فى مسيرة تضامنية مع غزة وتنديدا بالإجرام الصهيوني على قافلة الحرية البحرية التي ذهب ضحيتها العشرات بين شهيد وجريح ولكن السيد الكاتب العام رفض الطلب لأنه يعلم جيدا موقف نقابيي الجهة ومثقفيها. واليوم تجمع عدد هام من النقابيين والمثقفين بدار الإتحاد تلبية لنداء الإتحاد الجهوي الذي نفذ بدوره الطلب الملح من النقابيين فى دار الإتحاد الذي كان محاصرا اليوم بجيش عرمرم من الأمن بالزي المدني والزي الرسمي مارسوا كل أنواع التضييق منها منع التجمع لشخصين أمام الإتحاد غير أن هذا الحصار الإستفزازي جعل الحاضرين يخرجون من دار الإتحاد للتعبير عن مشاعرهم فى مسيرة سلمية للتنديد بجريمة العدو الصهيوني,وما أن بدأ التحرك هجمت قوات الأمن لمنع النقابيين من التقدم بطريقة لينة فى البداية ولكن المنعرج صار عندما تم الإعتداء بالعنف الشديد على مراسل راديو كلمة معز الجماعي الذي سبق الإعتداء عليه الإثنين الماضي أمام الإتحاد و نتج عن اعتداء اليوم الذي تعرض له عدة اصابات بليغة اهمهما على مستوى انفه كما تعرض أيضا للإعتداء محمد العيادي منسق المرصد الوطني للحريات النقابية ونبراس شمام عضو مجموعة البحث الموسيقي أثناء محاولتهم الدفاع عن معز الجماعي مما شنج الأجواء وكاد يحصل ما لا تحمد عقباه. ما لفت الإنتباه هو كلام مسؤول أمني رفيع الرتبة الذي وجهه إلى الأخ الكاتب العام وأنه كان من صالحه الموافقة على مسيرة سلمية تشارك فيها كل تشكيلات وقوى المجتمع المدني وتنتهي المسألة ولكن رد الجميع كان واضحا " لا لمسيرة فلكلورية منافقة مسرحية بسيناريو وإخراج ضعيف مثل التي عشناها سابقا عندما تتحول إلى شعارات تطبيل للسلطة لا تمت بصلة لهدفها أو كما لمسناه من مسيرات هذه الأيام وآخرها أمس فى صفاقس . لذلك فقد بلغ السيد المسؤول الأمني رسالة عنوانها " السلطة وحزبها الواحد القهار يقولون لكم نلعب وإلا نحرم " ونحن نقول " الإتحاد مستقل بقرار قواعده الشغيلة هي الكل وموعدنا يتجدد فى طريحة جديدة فى مذبحة جديدة "فتصمت السلطة الرسمية وحزبها الواحد القهار وبعدها تلتحق بالركب فنجيبها بنفس الجواب " أرجع غدوة".