رسميا: الشروع في صرف قروض السكن في صيغتها الجديدة ابتداء من هذا التاريخ..#خبر_عاجل    إضراب حضوري للمحامين بمحاكم تونس الكبرى    بنزرت: تنفيذ قرارات هدم وازالة 3 أكشاك بشارع الهادي شاكر    إرتفاع أسعار اللحوم البيضاء: غرفة تجّار لحوم الدواجن تعلق وتكشف..    صناعة النفط و النقل واللوجستك : تونس تنظم معرضين من 25 الى 28 جوان المقبل    المغازة العامة تتألق وتزيد رقم معاملاتها ب 7.2%    ساقية الزيت: حجز مواد غذائية مدعمة بمخزن عشوائي    بنزيما يغادر إلى مدريد    تتصدرها قمة الإفريقي والصفاقسي.. تعيينات مباريات الجولة الأولى إياب من مرحلة التتويج للبطولة الوطنية و النقل التلفزي    عبد المجيد القوبنطيني: " ماهوش وقت نتائج في النجم الساحلي .. لأن هذا الخطر يهدد الفريق " (فيديو)    جبنيانة: الكشف عن ورشة لصنع القوارب البحرية ماالقصة ؟    فظيع/ حادث مروع ينهي حياة كهل ويتسبب في بتر ساق آخر..    صفاقس_ساقية الدائر: إخماد حريق بمصنع نجارة.    وزيرة التربية: ''المقاطعة تساوي الإقتطاع...تسالني فلوس نخلّصك تتغيّب نقصّلك''    بطولة الكرة الطائرة: النادي الصفاقسي يفوز على مولدية بوسالم    النادي الإفريقي: هيكل دخيل ينطلق في المشاورات .. إستعدادا للإنتخابات    24 ألف وحدة اقتصاديّة تحدث سنويّا.. النسيج المؤسّساتي يتعزّز    3 حلول لمكافحة داء الكلب ..التفاصيل    الحماية المدنية: 9 قتلى و341 مصابا خلال ال 24 ساعة الماضية    الحماية المدنية: 9حالة وفاة و341 إصابة خلال 24ساعة.    حادث مرور قاتل بسيدي بوزيد..    هواة الصيد يُطالبون باسترجاع رخصة الصيد البحري الترفيهي    وفاة الروائي الأميركي بول أستر    الحبيب جغام ... وفاء للثقافة والمصدح    وفاة الممثل عبد الله الشاهد    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 2 ماي 2024    ''أسترازنيكا'' تعترف بأنّ لقاحها له آثار قاتلة: رياض دغفوس للتونسيين ''ماتخافوش''    مفزع: أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض بغزة..    شاب افريقي يقتحم محل حلاقة للنساء..وهذه التفاصيل..    روبليف يقصي ألكاراز ويتقدم لقبل نهائي بطولة مدريد المفتوحة للتنس    تشاجرت مع زوجها فألقت بنفسها من الطابق الرابع..وهذا ما حل بمن تدخلوا لانقاذها..!!    يهم التونسيين : حيل منزلية فعالة للتخلص من الناموس    وزيرة التربية تكشف تفاصيل تسوية ملفات المعلمين النوّاب    بينهم ''تيك توكر''...عصابة لاغتصاب الأطفال في دولة عربية    ستيفانيا كراكسي ل"نوفا": البحر المتوسط مكان للسلام والتنمية وليس لصراع الحضارات    البنك المركزي : نسبة الفائدة في السوق النقدية يبلغ مستوى 7.97 % خلال أفريل    محمد بوحوش يكتب .. صرخة لأجل الكتاب وصرختان لأجل الكاتب    نَذَرْتُ قَلْبِي (ذات يوم أصابته جفوةُ الزّمان فكتب)    مصطفى الفارسي أعطى القصة هوية تونسية    المهرجان الدولي للثقافة والفنون دورة شاعر الشعب محمود بيرم التونسي .. من الحلم إلى الإنجاز    حالة الطقس ليوم الخميس 02 ماي 2024    تونس:تفاصيل التمديد في سن التقاعد بالقطاع الخاص    عاجل : سحب عصير تفاح شهير من الأسواق العالمية    تركيا ستنضم لجنوب إفريقيا في القضية ضد إسرائيل في لاهاي    وفاة حسنة البشارية أيقونة الفن الصحراوي الجزائري    أمطار غزيرة بالسعودية والإمارات ترفع مستوى التأهب    الشرطة تحتشد قرب محتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة كاليفورنيا    مندوب روسيا لدى الامم المتحدة يدعو إلى التحقيق في مسألة المقابر الجماعية بغزة    طيران الكيان الصهيوني يشن غارات على جنوب لبنان    المرسى.. الاطاحة بمنحرفين يروّجان الأقراص المخدّرة    وزارة الشباب والرياضة تصدر بلاغ هام..    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    عقوبات مكتب الرابطة - ايقاف سيف غزال بمقابلتين وخطايا مالية ضد النجم الساحلي والملعب التونسي ونجم المتلوي    جندوبة: فلاحون يعتبرون أن مديونية مياه الري لا تتناسب مع حجم استهلاكهم ويطالبون بالتدقيق فيها    الكاف: اليوم انطلاق فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان سيكا جاز    القيروان: إطلاق مشروع "رايت آب" لرفع الوعي لدى الشباب بشأن صحتهم الجنسية والانجابية    اعتراف "أسترازينيكا" بأن لقاحها المضاد لفيروس كورونا قد يسبب آثارا جانبية خطيرة.. ما القصة؟    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا عزة بلا غزة والاتحاد رمز للوحدة والقوة
في ذكرى التأسيس بسوسة :
نشر في الشعب يوم 24 - 01 - 2009

وسط اجواء حبلى بمشاعر النخوة والاعتزاز بالانتماء الى اعظم منظمة نقابية عمالية هي الاتحاد العام التونسي للشغل احتضنت دار الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة تجمعا نقابيا وعماليا كبيرا وذلك يوم الثلاثاء 20 جانفي 2009 سرعان ما تحول الى مهرجان خطابي حماسي اكد من جديد تعلق الاطارات النقابية بجهة سوسة باتحادهم العظيم وذوبانهم في الدفاع عن مصالحه واستقلاليته.
هذا التجمع الذي اشرف عليه الاخ محمد الجدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي وحضره اعضاء المكتب التنفيذي الجهوي انعقد تحت شعار « كلنا مع غزة « وفي ذلك دلالة عميقة على الخط التحرري القومي العربي للاتحاد العام التونسي للشغل وانصهاره مع هموم امته وقضاياها.
وفي كلمته حول الذكرى 63 لتاسيس الاتحاد العام التونسي للشغل شكر الاخ محمد الجدي الاطارات النقابية على حضورها المكثف لاحياء هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعا ودعا الحاضرين الى الوقوف لتلاوة الفاتحة ترحما على ارواح مناضلي الاتحاد ورموزه وكذلك شهداء غزة الابرار وقال اننا اليوم امام فرصة مناسبة حتى نستعرض معا التاريخ الناصع والحافل بالبطولات والنضالات لمنظمتنا العتيدة التي ولدت حرة ومناضلة ومستقلة وانتزعت تاشيرة حياتها ووجودها انتزاعا بدم شهدائها الابرار والبواسل على رأسهم حشاد العظيم وبتضحيات بقية الرواد والرموز من التليلي الى الحامي الى عاشور واضاف ان مهمتنا يجب ان لا تتوقف عند الاعتزاز بانجازات الماضي وانما استثمار هذه الانجازات في دعم العملية النقابية خصوصا على مستوى الممارسة اليومية والارتقاء بها الى ما تطلع اليه حشاد العظيم وناضل من اجله الرواد واثنى في هذا الباب على قدرة الاتحاد العام التونسي للشغل في ان يظل يافعا على الدوام والممثل الشرعي والوحيد للنقابيين والعمال والذي تلتف حوله كل الحساسيات الفكرية في تناغم تام يقطع مع التجاوزات ويكرس الوحدة والانسجام والتوحد خلف منظمتنا العتيدة في كل الظروف والاوقات . وشدد الاخ محمد الجدي على جملة من الثوابت اعتبرها الاساس في تاسيس الاتحاد وهي نصرة الشغالين والدفاع عن مصالحهم والارتقاء بمستواهم المعيشي وتأكيد حقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير ودعم مكونات المجتمع المدني وتوقف في جانب اخر عند البعد الوطني في تاريخ المنظمة وذكر بالدماء النقابية الزكية التي سقت الاراضي التونسية من سوسة الى بنزرت الى بن قردان ودورها الفاعل في انتزاع تونس لاستقلالها وهو ما بوأ اتحادنا العتيد مكانة كبيرة في صفوف غالبية الشعب وتوقف باعتزاز شديد عند مرحلة تاريخية مهمة قاد فيها الزعيم الفذ فرحات حشاد المقاومة الوطنية في تونس وتكبيده للمحتل الغاشم خسائر فادحة الامر الذي دفع بالمستعمر لاغتياله امام صدمة عالمية رهيبة نظرا للمكانة المرموقة التي كان يحضى بها حشاد العظيم والتي جعلت احرار العالم يبكونه بحرقة مضيفا ان اهمية الاحتفال بالذكرى 63 لتاسيس الاتحاد هذه السنة تنبع من الحراك التفاوضي الذي خاضته منظمتنا على اكثر من واجهة من اجل مكاسب تلبي طموحات الشغالين وتحسن من مقدرتهم الشرائية اضافة الى عديد الملفات الاخرى التي تجعلنا مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى بالتوحد خلف منظمتنا ودعمها بقوة .
وعدد الاخ محمد الجدي عديد المناقب التي تفردت بها منظمتنا العتيدة وجعلتها تكون رائدة على مستوى تحمل مسؤولياتها تاريخيا خصوصا في الازمات كل الازمات دون استثناء واستقلاليتها في اتخاذ مواقفها وعدم تبعيتها لاي كان .
وتطرق الاخ محمد الجدي الى الشان النقابي جهويا فاكد ان دار الاتحاد الجهوي ستظل على الدوام الفضاء الرحب للنقابيين والشغالين بالفكر والساعد وانه لا تراجع عن عملية التصحيح التي شهدتها الجهة واعادت للاتحاد حجمه الحقيقي بعد ان اصبحت العملية النقابية في الجهة تخضع لمراقبة الضمير قبل كل شئ وبعد ان اصبحت الشفافية والوضوح والاستقلالية سيدة المواقف في سوسة . كما اكد انتهاء عهد الوصايا والاستفراد بالراي والاقصاء والتهميش وابدى ارتياحه لتحول التشاور والتفاهم والاختلاف من اجل مصلحة الاتحاد وليس عرقلته الى تقليد يومي محبب في الجهة ورأى ان كل ذلك اثمر في الاخير عدة مكاسب تم تحقيقها للعمال وسندعمها بمكاسب اخرى في المستقبل القريب.
هذا واعتبر الاخ محمد الجدي ان اختيار منظمتنا العتيدة شعار « كلنا مع غزة « بمناسبة الذكرى 63 لتاسيس الاتحاد يترجم بوضوح عمق الانتماء لقضايا الامة والالتصاق بهمومها والعمل على نصرتها ومساعدتها في التغلب على اوجاعها واكد وجاهة مواقف اتحادنا العظيم في اكثر من ازمة عصفت بالامة وجعلته رائدا في هذا المجال مضيفا انني كنقابي اشعر بالاعتزاز عندما ارى منظمتنا العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل تتصدر قائمة المنظمات الدولية التي بادرت بمقاضاة الكيان الصهيوني على مجازره الوحشية في غزة، واشعر بالاعتزاز اكثر عندما ارى التحام النقابيين بالالاف في مسيرات العزة لغزة ويزداد اعتزازي عندما المس معكم هذا الطوفان التضامني النقابي بالمال والدواء والذي سيجعل لمنظمتنا العتيدة بصمة لن يمحوها التاريخ في غزة عنوانها « هذه قافلة العزة النقابية من تونس الوفية الى جماهير غزة الابية « وطالب الاخ محمد الجدي كل الاطارات النقابية بالجهة بالتوقف عن التبرع بالادوية لاشقاءنا في غزة وناشدهم بدلا من ذلك بالمساهة المالية عن طريق الحساب البريدي الذي خصصه الاتحاد العام التونسي للشغل لدعم اخوتنا في غزة وذلك للمساهمة في تغطية المصاريف التي تسمح بوصول القافلة الضخمة للاتحاد العام بما تحمله من ادوية واجهزة طبية وكراسي متحركة وبطانيات ومواد تغذية مباشرة الى غزة.
واعتبر الاخ محمد الجدي ان هذا الموقف المشرف جدا والملتزم جدا يتطابق تماما مع ايديولوجيا النضال والتحرر والاستقلالية في المنظومة الفكرية لاتحادنا العظيم وهو ليس الاول من نوعه ولن يكون الاخير لان اتحادنا لم يتعود على الانبطاح والانهزامية وكان رمزا على الدوام للنضالية والمواقف الرجولية لذلك ليس غريبا ان يتواصل دعم منظمتنا للقضايا العربية العادلة وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني وحقه في اقامة دولته وعاصمتها القدس ورفض الاحتلال الامريكي للعراق بكل مبرراته.
واستغل الاخ محمد الجدي الفرصة لتوجيه تحية حارة الى جنود الخفاء في الاتحاد الجهوي الذين ضحوا بعملهم وعائلاتهم وتجندوا ليل نهار من اجل التحسيس بضرورة مساعدة اهلنا في قطاع غزة سواء من خلال الخيمة التي اقيمت بدار الاتحاد الجهوي لقبول التبرعات او الاذاعة الداخلية او معرض الصور.
ارتياح لبرقية الاخ الامين العام
كان للبرقية الموجهة للمكتب التنفيذي الجهوي بسوسة من قبل الاخ المناضل عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل الاثر الطيب في نفوس النقابيين داخل القاعة الذين تفاعلوا معها كثيرا خصوصا وانها حملت بين طياتها اكبارا لجهود النقابيين بجهة سوسة واندفاعهم التضامني التلقائي لنصرة اخوتنا في غزة وكذلك التنويه بقدرة الاتحاد الجهوي على التعبئة وانجاح مسيرات العزة التي خرجت تضامنا مع غزة.
اعتزاز بالانتماء للاتحاد وتنويه بنصرته للقضايا القومية
تواصلت للاسبوع الرابع على التوالي فعاليات خيمة مؤازرة مدينة غزة الفلسطينية التي اقامها الاتحاد الجهوي للشغل للشد على ايادي شعبها بدعمه ماديا وطبيا واعلاميا .وبعد اكثر من تجمع عمالي ونقابي احتضنه البهو الخارجي لدار الاتحاد، وبعد المسيرة الحاشدة لمناضلي وقواعد الاتحاد الذين جابوا اهم شوارع سوسة يتقدمهم اعضاء المكتب التنفيذي الجهوي للتنديد بالغارات الصهيونية الوحشية والعنقودية والفوسفورية على شعب غزة الابي وشجبا لتواطؤ معظم الانظمة العربية وعدم اكتراثها لما يتعرض له اهلنا في غزة من تصفية طالت الانسان ولم يسلم منها لا الحجر ولا حتى الحيوان ! وبعد احياء ذكرى استشهاد البطل الشهيد صدام حسين على ايقاع البطولات اليومية التي ما انفكت تخطها المقاومة في غزة، كان الموعد مساء يوم الخميس الماضي مع تجمع نقابي حاشد جديد انضمت اليه جماهير غفيرة من الطلبة وممثلين عن المجتمع المدني وخصص التجمع لاشعال اكثر من الف شمعة حملتها الجماهير امام دار الاتحاد الجهوي في مشهد مهيب يفيض اجلالا لشهداء غزة وترحما على ارواحهم الطاهرة الزكية وتاكيدا متجددا دعم الاتحاد الجهوي الخطوات التي من شانها المسارعة بايقاف نزيف تقتيل اشقاءنا في غزة . ورغم كثافة الجماهير التي تجمعت امام دار الاتحاد الجهوي واختلاف تلويناتها الفكرية والسياسية فقد عرف المكتب التنفيذي الجهوي كيف يقوم بتاطيرها منعا لكل انواع التجاوزات وقطع الطريق امام كل محاولات تحييد التجمع عن هدفه التضامني الاسمى النبيل وهو نصرة غزة وشعبها . وهذا ما اكدته كلمة الاخ محمد الجدي المرحبة باختيار هذا الحشد الهائل من الطلبة بالخصوص اضافة الى مختلف ممثلي المجتمع المدني وعامة المواطنين دار الاتحاد الجهوي للتعبير عن تضامنهم مع غزة والمشاركة في التقرب الى ارواح الشهداء ورفع الشموع من اجلهم وحدهم.
الاخ محمد الجدي : انه لمد تضامني يليق بالجهة
« لاعزة بلا غزة « وانه لمد تضامني يليق بجهة سوسة المناضلة كلمات جادت بها قريحة الاخ محمد الجدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي واختزلت حجم التعاطف والتضامن الكبيرين في جهة سوسة مع اخواننا في غزة وكانت كافية لالهاب حناجر الجماهير امام دار الاتحاد التي وحدها ايقاع الهتافات فلم نكن نسمع سوى شعارات تمجيد للمقاومة الباسلة في غزة والتهليل لابطالها الشهداء وتكبيرا للمواقف المشرفة للاتحاد العام التونسي للشغل وطمانة حشاد العظيم بالسير على خطاه . الملفت للانتباه في كلمة الاخ محمد الجدي التي اختصرت كلمته الحماسية المنهجية في اجتماع يوم الخميس الماضي تاكيده اهمية مناصرة القضايا القومية في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها عالمنا العربي ومطالبته باستثمار هذا المد التازري والتضامني الخلاق بين النقابيين فيما بينهم وقال ان شعورنا القومي الذي هو واجب مقدس ولا احد بامكانه ان يزايد علينا فيه باعتباره احد العلامات المضيئة في تاريخ منظمتنا العتيدة يجب ان لا يلهينا عن همومنا النقابية والعمالية ومشاغلنا المختلفة التي نحن مطالبون بعدم اغفالها وتستدعي منا معالجتها وايجاد حلول لها لان مصير العمال امانة في عنقنا ومثلما نطالب بنصرة اخواننا في غزة واستعدادنا للتضحية بمالنا واطفالنا وارواحنا من اجلهم فنحن ايضا مطالبون مثلما علمنا حشاد العظيم بعدم ترك عمالنا فريسة لتسلط الاعراف وجبروتهم وتجاوزاتهم ومحاولتهم الالتفاف على حقوق العمال ومكاسبهم.
اطنان من الادوية وكراسي متحركة بالجملة
القواعد النقابية والعمالية في جهة سوسة كانت تدرك تماما ان رفع الشعارات والتنديد بالعدوان الصهيوني الغاشم على ارض غزة وشعبها لا يمكن وحده ان يغير من قتامة وضع اخوتنا في القطاع وكانت تدرك ايضا ان المطلوب هو اكثر من هذا بكثير. وفي هذا الباب حسنا فعل الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة حين بادر منذ اليوم الاول للعدوان بتركيز خيمة ضخمة مساندة لاهالينا في غزة تكفلت بتقبل التبرعات والمساعدات سواء بالمال او الادوية او البطانيات او الكراسي المتحركة فكان الاقبال كبيرا والتعاطف اكبر حتى اننا لا نبالغ حين نقول ان دار الاتحاد بسوسة قد تحولت الى مستودع مركزي للادوية وقد تطلب نقلها الى الاتحاد العام اكثر من ثلاثة شاحنات كبيرة الحجم وتولى تسليمها الاخوان محمد بن رمضان ونورالدين الغماري عضوا المكتب التنفيذي الجهوي . علما ان التبرعات مازالت تصل حتى هذه اللحظة لدار الاتحاد الجهوي وهذا ما يفسر ارتياح النقابيين في الجهة للدور الكبير الذي لعبه الاتحاد الجهوي في التحسيس بخطورة الاوضاع الانسانية والصحية لاخوتنا في غزة وحاجتهم هناك على عين المكان الى كل حبة دواء وقطرة دم.
حشد من سوسة في قلب العاصمة
المسيرة النوعية والحاشدة للاتحاد العام التونسي للشغل في العاصمة تونس يوم 17 جانفي شهدت مشاركة مكثفة للنقابيين والشغالين بالجهة، ورغم عراقيل اخر لحظة خصوصا من شركة النقل بالساحل التي مارست مع الاتحاد الجهوي خطاب الموزع الصوتي في شركتي اتصالات تونس وتونيزيانا « الخط الذي تقصدونه ليس في وضع استخدام في الوقت الحاضر ..الرجاء تاجيل سفريتكم الى وقت لاحق؟!» فقد عرف المكتب التنفيذي الجهوي كيف يسابق الزمن ويضمن لاطاراته المشاركة في مسيرة العزة لغزة بمدينة تونس بعد ان تدبر امر الحافلات مع شركة خاصة وبعد تكفل عدد كبير من النقابيين بالتنقل على سياراتهم الخاصة . وهذا الموقف كان محل اكبار كل الاطارات النقابية بالجهة التي لم تتخلف وكان حضورها الى جانب اعضاء المكتب التنفيذي الجهوي فاعلا ورقما مهما اثرى مسيرة تونس على كل المستويات.
غريب في سوسة : مدير يعنف تلميذ
العنف في الفضاءات التربوية عنوان لاكثر من ندوة تحسيسية واجتماع وجلسة طارئة واهمية هذا الملف تكمن في انه دفع ببعض الجهات الرسمية في بلادنا الى تخصيص يوم كامل لدراسة غول العنف هذا من مختلف جوانبه السوسيولوجية والنفسية والتربوية. كما تكمن خطورته في تحول بعض الفضاءات التربوية في بلادنا الى مصدرة للعنف بشقيه اللفطي والجسدي وذلك بدلا عن المعرفة والعلم حتى ان الولي اصبح يحمد الله حين يرى فلذة كبده قد عاد سالما من المدرسة الى الدار ولم تصبه كدمات او خدوش وما خفي كان اعظم.
مقدمة تبدو اكثر من ضرورية تمهيدا لسرد حادثة استحوذت على كل الاهتمام في مدينة سوسة وخصوصا بين الاولياء والتلاميذ والمعلمين والمورط فيها مدير مدرسة اعتدى بالضرب المبرح على تلميذ مشهود له بالكفاءة والاستقامة اضافة الى انتمائه لعائلة تربوية « الاب استاذ والام معلمة « وخطورة الحادثة لا تكمن فقط في مجرد حدوثها وانما في الازمة الصحية التي لحقت بهذا التلميذ وجعلت والده يسارع بعرضه على طبيب الذي منحه راحة بعشرة ايام يظهر انها لم تكن كافية لان المخلفات النفسية للاعتداء على التلميذ كانت اشد واقوى وافظع. ومن الطبيعي ان لا يسكت الاب وان يمارس حقه في دولة القانون والمؤسسات لمقاضاة المدير قضائيا واداريا ، فبادر بتاريخ 19 ديسمبر 2008 بتقديم شكوى رسمية الى السيد المدير الجهوي للتربية والتكوين بسوسة ضمنها تفاصيل الواقعة واستهداف المدير لابنه في الفصل دون اي عذر شرعي وقانوني واخلاقي وانساني كما ارفق نسخة من الشكوى الى السيد وزير التربية والتكوين.
الغريب انه لا الوزارة ولا الادارة الجهوية تكفلا حتى بمجرد اعلام الاب الملتاع على صحة ابنه بان شكواه قد وصلت وهي على سبيل المثال بين ايادي امينة بل على العكس من ذلك اضطر الولي الى الاتصال مباشرة يوم 6 جانفي 2009 بالمدير الجهوي لمعرفة جديد الشكوى فكان رد المدير سنبت في الامر . الغريب اكثر ان تبرير المدير الذي اعتدى على التلميذ جاء فيه ان التلميذ المذكور قد اصطدم راسه بالطاولة من شدة الخوف والهلع بعد دخوله الى الفصل لمساعدة معلمة نائبة على احكام سيطرتها على التلاميذ . وهنا اقول رب عذر اقبح من ذنب فهل يعقل ان يتسبب تلميذ ملاك لنفسه في اصابة تستوجب 10 ايام من الراحة؟ وهل ان المدير مجعول في المدرسة للاحاطة النفسية والتربوية والاخلاقية والانسانية بالتلاميذ ام لترهيبهم ودفعهم الى الاصطدام من شدة الهلع مثلما يقول سيدنا المدير بالطاولات والابواب ولم يبق الا ان يرموا بانفسهم من الشرفات ؟
فمتى تتدخل الادارة الجهوية وتنصف هذا الاستاذ وتطبق منشور الوزارة الداعي الى محاربة العنف بكل الالوان والاشكال حتى لو كان المتهم اذا صح اتهامه من الذين عملوا في الادارة الجهوية سابقا؟؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.